رحل ناجي علوش أحد رجال فلسطين الوحدويين الأشداء الذين أفنوا حياتهم دفاعاً عن أمة العرب وحقوق شعب فلسطين. كان علوش رجلاً صلباً وصاحب مبدأ وثقة بالنفس وبالشعب وبالأمة، وظل واثقاً أن الأمة العربية لا بد أن تنهض وأن تأخذ مكانها المتميز في صناعة الحضارة الإنسانية. وقد تميز علوش بمواقف وصفات عدة على رأسها:
هي لحظة حالكة حين رحلت، هي حرب دامية تقودها أدوات العدو المحلية ووقودها فرق عديدة من المهمشين والمضللين من أربعة أرجاء كوكب يزني به رأس المال ممتطياً بؤساء عُمياناً حُقنوا بالمال وعصبيات دينية فتحولوا أدوات لكل من يدأب لتقويض العروبة والإسلام والمسيحية الشرقية الأصيلة وكل المكونات لهذا الشرق العربي والكردي والأمازيغي والفارسي. غدوا في خدمة قوى أعماها التراكم، يقودها العمى لصالح التلمود والمحافظية الجديدة يهلوسون بان تدمير سوريا والعراق وإيران هي الطريق إلى فلسطين.
كان علوش مناضلاً قومياً في صفوف حركة «فتح»، من المؤمنين بأهدافها، وبكفاحها المسلح من أجل التحرير. وقد تولى العمل على الكثير من صياغاتها النظرية حول حرب التحرير الشعبية، مستعيناً بقراءة متميزة للتجارب المشابهة من حروب التحرر الوطني، في فيتنام وغيرها. وكانت ميزته الأساسية من بين كثر ثابروا على دراسة التجارب المشابهة، والبحث عن المشتركات في خوض معركة التحرير
لم يكن ناجي علوش مثقف فلسطيني وعربي، ينتمي للنخب الفكرية والسياسية في بلاد تعج بأصحاب فكر ووجهات نظر، من سياسيين ومثقفين وأشباههم ومدعيهم، بل كان مثقفاً وطنياً ومفكراً سياسياً بإمتياز ينتمي لعموم الناس، الذين كانوا على الدوام العنوان الحاضر في مشواره الإبداعي في الكتابة السياسية والفكرية، وفي التنظّير لمشروع حمله على أكتافه منطلقاً من بيئة وطنية وقومية عاش بها منذ صباه، إنطلاقاً من المدرسة القومية التي ترعرع فيها، إنتقالاً لحركة «فتح».
نعى تيار المقاومة والتحرير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» المناضل العربي الفلسطيني الكبير الذي ترجل صباح اليوم الأحد عن عمر ناهز السادسة والسبعين عاماً، وفيما يلي نص البيان الذي تلقت «الموقف» نسخة عنه: