إنها ذروة الانتصار، عندما تملي إرادتك على عدوك، ليخفق القلب بالحب والفخار، وتنهمر دموع الفرح، فما أعذب الأخبار المبشرة بحرية الأسرى، وما ألذ طعم الانتصار! حين تتهدج الأنفاس مع المقاومة التي امتطت غيمة الوفاء، وحققت لكل الفلسطينيين الرجاء، حين تضيء السماء بالحقيقة، وتنطق الكائنات لغة التحدي
لم تمض ساعات قليلة على الفرحة التي غمرت شعبنا بعد الإعلان عن التوصل إلى صفقة تبادل، التي بموجبها يطلق سراح 1027 مناضلاً فلسطينيًا، حتى دخلت الساحة الفلسطينية، فصائل وشارعاً، في حالة جدل اختلط فيه التعبير عن مشاعر الارتياح مع الشعور بالصدمة بسبب عدم شمل قيادات مركزية في الصفقة طالما جرى التأكيد على عدم التراجع عن شرط إطلاق سراحها.
فيما يلي أسماء الأسيرات الفلسطينيات اللواتي سيتم الإفراج عنهن في صفقه التبادل مع الجندي شاليط، والتي تشمل ألف أسير و27 أسيرة فلسطينية :
لا يمكن نكران قيمة وقوة الصفقة التي وصفت بـ «التاريخية» التي أنجزتها فصائل المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال «الإسرائيلي» بإطلاق سراح 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينية من معتقلات وسجون الاحتلال مقابل إطلاق الجندي جلعاد شاليط، ولا شك أنها أدخلت الفرحة على قلوب آلاف العوائل الفلسطينية المنكوبة منذ ستة عقود بهذا الكيان المغتصب.
قضية الأسرى الفلسطينيين إحدى جرائم العصر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وهي جزء من سجله الإرهابي وفيه ما فيه من احتلال وعنصرية وقتل وهدم وتهجير. فالفلسطيني بالنسبة إليه يجب أن يقتل، وإن تعذر فليؤسر، وإن تعذر فليقتلع من أرضه، وإن تعذر فليحارب في رزقه، وهذا الحقد على الأشجار والمزروعات ليس إلا تعبيراً أو ترجمةً لذلك.