الأربعاء 9 تموز (يوليو) 2014

غزة... ثم غزة

الأربعاء 9 تموز (يوليو) 2014 par صالح عوض

أي طعم يمر إفطارهم وسحورهم، وأي لون يفتك بصفاء سمائهم.. أي ليل يحوي ابناءهم الصغار المفزوعين من أزيز الصواريخ وأصوات انفجاراتها؟ هم يقتاتون جوعهم والمهم وحصارهم من القريب والبعيد في سجن أحكمت أقفاله.. انها غزة المكان الوحيد على وجه الأرض الذي لازالت كفه تصد المخرز ورغم ما يتقاطر منها من دم، الا انها تحرم المخرز لذة الانتصار.

هي غزة يا عرب ويا مسلمين.. هي غزة شعب عربي مسلم مرابط يهزأ من السجان ويمد لسانه للاحتلال وللموت معا اننا هنا يميتنا الحصار ولا الجوع ولا المرض.. نحن هنا نتزايد عددا وعدة ونسابق الريح نحو الكرامة والعزة.. نحن هنا نثبت للمشككين في تاريخنا ان كل ما قرأتموه عن بطولات الأجداد لم يكن محض صياغة راو او خيالات قاص، انما هي الحقيقة التي تتكرر الآن في غزة وكل فلسطين.

وغزة اليوم، وهي عنوان المغالبة ليست إلا يدا في هذا الجسد الفلسطيني الذي يقدم كل ما يثبت مباركة الله للمكان ولعباده المرابطين، ولعل هذا هو المقتاح لكل مآزق الأمة والسبيل لكي تنتبه إلى بدايات الطريق الصحيح.

هنا المعركة الصح وهنا المكان الصح وهنا المقاتلون الصح.. ولأنها فلسطين وعنوانها غزة، فهي بوصلة متجددة البريق للفت النظر إلى ضرورة الابتعاد عن الأوهام والمعارك الوهم والمقاتلين التائهين والقضايا المفتعلة.. هنا المعركة التي يصح فيها الدين وتصح فيها الإنسانية ويصح فيها القول والفعل فهنيئا للمرابطين.

ماذا تريد الماكينة الصهيونية من ذلك؟ ان الكيان الصهيوني عدوان بذاته ومعتد بوظيفته الدائمة، ولهذا لا يستغرب من العدو جريمته ولا ينتظر منه الا العدوان، ولكن بالتأكيد للكيان الصهيوني هدف سياسي واستراتيجي من عدوانه الحالي غير المبرر وغير المفسر.. انه باختصار محاولة اسرائيلية للتهرب من استحقاقات سياسية رغم ضآلتها بعد ان تمكن الفلسطينيون من انتزاع اعتراف بدولتهم بما فيها القدس وإقرار الشرعية الدولية بأنهم دولة تحت الاحتلال مما أهلهم للالتحاق بمنظمات دولية فاعلة على مستوى ملاحقة المجرمين الصهاينة.. من هنا تتجه المؤسسة الصهيونية لتدمير المنجز الفلسطيني وفتح باب حمام الدم للفلسطينيين وإدخال الشعب كله في معمعة قد تدفعه إلى حراك تنتظره أطراف إقليمية لتغيير أوضاع سياسية في فلسطين، مستقيدين من الظروف القاسية التي يمر بها أهل غزة وفلسطين عموما.

فالهدف الاسرائيلي مزدوج، أولا إسقاط النشاط السياسي الفلسطيني ودفنه حيا.. وثانيا إرباك الساحة الفلسطينية، حيث تطل برأسها كثير من الشخصيات لتكون البديل في اللحظة التي يتم فيها تغيير في القيادة الفلسطينية.

هل تدفع غزة ثمن التحول المرتقب من دم ابنائها وقوتهم وممستقبل فلسطين..رغم ذلك كله، كان على كل الأطراف ان يدركوا ان الفلسطينيين لن يقبلوا بإملاءات اقليمية او دولية فيما يخص تمثيلهم وقيادتهم، فلقد كسروا طوق الوصاية وستستمر مقاومتهم ضد الاحتلال وضد اي محاولة تشويه لمقاومتهم.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2165870

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165870 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010