العدوان الصهيوني المتواصل على غزة الذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمر الكثير من منازل المواطنين والبنى التحتية، هو حرب حقيقية على الشعب الفلسطيني الأعزل، بدأت بمحاصرة الخليل في الضفة والاعتداء على سكانها واعتقال العشرات منهم، واغتيال الفتى محمد أبو خضير بعد تعذيبه وحرقه في القدس المحتلة .
شلال الدم، من جراء عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة، باغتيال عائلات بأكملها، يثبت أن ما يحصل هو حرب على الشعب الفلسطيني بأكمله، وليس ضد فصيل بعينه أو ضد حركة حماس، وأن هدفها ضرب التوافق الوطني الفلسطيني وعملية المصالحة، أكثر من أي شيء آخر .
التصعيد الخطر في العدوان “الإسرائيلي” الغاشم واتساع رقعته، يتطلب تحركاً عربياً وإسلامياً ودولياً عاجلاً لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفقاً لمواثيق اتفاقيات جنيف ،1949 وللحيلولة دون الانفجار الشامل في المنطقة، ويؤكد ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتعميق وحدته الوطنية والتمسك بقوة بما تحقق من توافق وطني ومعالجة آثار الانقسام بدعم ومساندة ورعاية كل القوى والفصائل والفعاليات الوطنية .
تهديدات قادة الكيان بتكثيف الهجمات ضد القطاع، واستدعاء أربعين ألفاً من جنود الاحتياط “الإسرائيليين”، يكشف أن الاحتلال لا يحتاج إلى مبررات مقنعة لشن حربه الشعواء على الفلسطينيين العزّل، وسعيه لبدء حملة عسكرية شاملة تنسف عملية التسوية وتعيد الصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني إلى المربّع الأوّل، خاصة في ظل الوضع العربي الهشّ للغاية، بعد المشكلات والتحديات المصيرية التي تواجهها أكثر من دولة عربية .
“إسرائيل” استغلت أيضاً الوضع الدولي المتضامن معها لتشن عدوانها الهمجي، خاصة أن معظم البيانات التي صدرت عن الدول الغربية أظهرت الكيان بمثابة الحمل الوديع، وتغاضت عن ارتكابه مجازر وحشية في قطاع غزة بحق حياة العشرات من أبنائه، بينما اعتبرت المقاومة هي المعتدية على الرغم من أنها تدافع عن نفسها وشعبها .
رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، يسعى إلى تحقيق أكثر من هدف من وراء قتل عشرات الأطفال والنساء الفلسطينيات، وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ولعل إنقاذ تحالفه اليميني المتطرف من التصدع والانهيار، وفرضه بأي ثمن وبكل الوسائل والذرائع، أبرز هذه الأهداف، وعلى الشعب الفلسطيني أن يتحلّى بالصمود لإلحاق الهزيمة ب“إسرائيل”، التي لم تعد بعيدة، خاصة أن صواريخ المقاومة وصلت إلى كل البقاع المحتلة وشكلت تهديداً حقيقياً للصهاينة وأجبرت الآلاف منهم إلى الاختباء في الملاجئ .
المجازر التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين فاقت كل الحدود، وعلى المجتمع الدولي والمنظمات العربية والدولية، وفي مقدمتها الجامعة العربية والأمم المتحدة تحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني، واتخاذ مواقف أكثر حزماً لوقف العدوان “الاسرائيلي” وتحميله المسؤولية وإنهاء الاحتلال بوصفه الشر الأساسي بإصدار قرارات ملزمة تضع حداً لهذه الاعتداءات وتجرم مرتكبيها، ومساعدة الشعب الفلسطيني على العيش بأمن وسلام على أرضه العربية المحتلة، وأن ينعم بكامل حقوقه المشروعة، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وذلك تحقيقاً لأبسط مبادئ العدالة الدولية وحقوق الإنسان .
الأحد 13 تموز (يوليو) 2014
إبادة جماعية في غزة
الأحد 13 تموز (يوليو) 2014
par
أحمد مصطفى علي
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
38 /
2165894
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2165894 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 20