الاثنين 14 تموز (يوليو) 2014

هل كان لا بد من المذبحة؟

الاثنين 14 تموز (يوليو) 2014 par صالح عوض

أجل.. ليست الكلمات مناسبة للحديث عن المذبحة في غزة. وليس بملوم من مات كمدا وهو يتابع موقف العرب الرسميين حكومات وأحزابا من جريمة العدوان الصهيوني على أهل غزة المظلومين بشتى أنواع المظالم..

رغم ذلك لا بد من الإشارة إلى عدة عناصر في هذا المشهد الدامي، أولها ارتفاع الروح المعنوية إلى الدرجة التي يلجأ معها الشعب إلى الدعاء بالشهادة والوقوف خلف المقاومة إلى آخر نفس. وبهذا أفشل أهل غزة الرهان الصهيوني بعزل الناس عن المقاومة وتأليب الشعب عليها.. ولعل الشعب وجد في اقتدارالمقاومة أن تمد سيفها إلى قلاع العدو في تل أبيب وحيفا ويافا وبئر السبع فالتف حولها ومنحها حبه والتزامه.

العنصر الثاني أن الفصائل الفلسطينية جميعا توحدت في خندق المقاومة وعاد التنسيق أهم سمة بارزة بين الفصائل، كما توحد الشعب في القطاع وغزة والشتات وحدة ناجعة فاعلة سيكون لها ما بعدها.. فالمواجهة مستمرة بين الشباب في مدن الضفة الغربية ومخيماتها وقراها من جهة وقوات العدو الصهيوني وحواجزه ومستوطنيه من جهة أخرى.

العنصر الثالث أن العرب والمسلمين كانوا في حاجة ماسة ألى إيقاظ ونهوض بعد أن كسرت أمواج الربيع العربي قوائم الطموحات والآمال. فبعد أن تسلل المخطط الغربي داخل أعصاب الانتفاضات العربية الثورية ضد الأنظمة العربية المستبدة فتحولت المواجهات إلى صراع داخلي أدخل المنطقة كلها في دوامة.. ونتيجة ذلك تعددت القضايا والأهداف.. وأصبح في البلد الواحد تيارات لكل منها هدفه وقضيته فعاد التشتت سمة بارزة في المجتمع العربي.. من هنا جاءت هذه المذبحة في غزة لتهز الوجدان العربي من جديد وتصوب المقاومة والفعل العربي والهم العربي نحو هدف مركزي واحد، إنه القضية الفلسطينية وتحرر الوجدان العربي من العجز والهوان.

إذن نحن أنجزنا بالدم الفلسطيني أهدافا أساسية واستراتيجية كما أننا لم نسمع أي موقف رسمي عربي يستثمر في هذا الصمود الفلسطيني فيرفع من سقف حريته ويزيد من منسوب كرامته، بالعكس إن ما يجري من قبل النظام العربي هو تشويه للشخصية العربية وقيمها حتى عندما نستنجد الجاهلية نجد أنها صفحة متقدمة على أوضاعنا وفيها من القيم والمعايير ما يديننا اليوم ونحن نعرف أن المعركة مصيرية..

أهداف مهمة أن يتوحد الشعب وترتفع روحه المعنوية ويتحرر العرب ولو جزئيا من هم التفكك والتشظي ولكن لا بد من الإشارة أيضا إلى أعداء فلسطين الذين قتلوها بالقنابل أو الكلام الذي ينبو عن العطو بإتقان.. ستظل فلسطين هي المحرك الحضاري في أجزاء الأمة وفي قلبها.. تولانا الله رحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2180908

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180908 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40