الثلاثاء 15 تموز (يوليو) 2014

من وجهة نظر صهيونية الوساطة والتفاهمات والمعادلة الجديدة في سياق العملية في غزة فقط

الثلاثاء 15 تموز (يوليو) 2014

14-7-2014/ تل أبيب

كتب الصحفي الاسرائيلي تسفي برئيل من صحيفة هآرتس العبرية ، عن الجهود المترنحة للاعلان عن وقف اطلاق النار في قطاع غزة فقال :
" لا يقل الحوار الخفي الذي يجري في هذه الايام بين اسرائيل وحماس أهمية بل قد يزيد أهمية على تبادل القذائف والصواريخ بينهما.
ويتحدثون في الجانب الاسرائيلي في الحقيقة بصوت جهير عن عقاب حماس والقضاء على «البنية التحتية للارهاب» وعن «سير حتى النهاية»، لكن يغيب عن هذا الخطاب اقتراح القضاء على قيادة حماس. بالعكس. يبدو أن اسرائيل معنية بأن تبقي القيادة على حالها فهي محتاجة الى أن يوجد من يتحمل المسؤولية عن تنفيذ التفاهمات التي ستُحرز بعد انتهاء العملية،
والى من يستمر على محاربة المنظمات العاصية كالجهاد الاسلامي وسرايا القدس التابعة له أو اللجان الشعبية أو المنظمات السلفية.
وتُسمع حماس بلا توقف دعوى أصلية على اسرائيل. «نكثت اسرائيل كل تفاهمات 2012»، يتهمها اسماعيل هنية في تناوله للتفاهمات التي أحرزت بعد عملية «عمود السحاب». وهذه دعوى مهمة لأنها تشهد بأن حماس لم تعد عندها مشكلة في أن تعترف بوجود قاعدة اتفاق بينها وبين اسرائيل كأنهما دولتان. وهذا تجديد اسرائيل غير مستعدة حتى للاعتراف به. وأصبحت هذه التفاهمات الآن ميناءً داخليا تسعى اسرائيل وحماس ايضا الى بلوغه. أما اسرائيل فبعد عملية عقاب شديدة وأما حماس فتريد فقط أن تقلل أضرارها.
على هذا الأساس بدأت عمليات وساطة تشارك فيها الولايات المتحدة والامم المتحدة وقطر ومصر. وتحدث الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في مساء يوم السبت الى حاكم قطر الامير تميم بن حمد؛ وتحدث وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى نظيره القطري، ويتحدث الجميع الى رئيس مصر عبد الفتاح السيسي.
وكان يفترض أن يدعو السيسي بحسب نبأ لم يُحقق بعد الى لقاء مع حاكم قطر ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، وخالد مشعل ومحمود عباس لمحاولة احراز مخطط لوقف اطلاق النار. ويُظهر نبأ تمت المصادقة عليه أن مصر استجابت لمبادرة الكويت الى عقد مؤتمر لوزراء خارجية الجامعة العربية في يوم الاثنين، على عجل. وجاء عن جهات في حماس أن المنظمة تشترط شرطين للعودة الى تفاهمات 2012. فهي تطلب ضمانات دولية لحفظها وتطلب الافراج عن أسرى صفقة شليط الذين أُعيد اعتقالهم بعد اختطاف الفتية الثلاثة.
ما زال موقف مصر غامضا، ولم يتضح هل السيسي معني بأن تكون مصر وحدها في جهود الوساطة أم يسعى الى اتفاق عربي أوسع – ولا سيما بعد فشل الجهود السابقة – ليطرح عن نفسه المسؤولية عن فشل الوساطة.
تملك مصر في الحقيقة وسيلة الضغط الرئيسة على حماس – لسيطرتها على معبر رفح ولأن حماس تطمح الى تحسين علاقاتها بها – لكن السيسي يخضع لضغوط من الداخل ايضا ولا سيما بسبب استراتيجيته السياسية التي جعلت في مقدمة اهتماماتها نضالها للاخوان المسلمين.
وتصغي اسرائيل من جهتها جيدا للقاهرة لا في سياق العملية في غزة فقط. فقد أحدث التعاون بين الدولتين على مكافحة الارهاب في سيناء، وسيطرة مصر على طول حدود غزة، تلاقي مصالح مهما قد يتطور بعد ايضا الى اتجاهات اقتصادية تتعلق ببيع الغاز الاسرائيلي. واذا استقر رأي اسرائيل على أنه حان الوقت لتنفيذ التفاهمات مع حماس، أو اذا ثارت الشوارع في مصر ردا على العملية في غزة فتستطيع مصر واسرائيل التوصل الى اتفاق ووقف اطلاق النار بالشروط التي حُددت بعد عملية «عمود السحاب».
وفي الوقت نفسه قد تُبين تفاهمات مع حماس حتى لو أُحرزت بوساطة مصر، دون إشراك محمود عباس، ازدواج سياسة اسرائيل مرة اخرى. فعلى أثر المصالحة بين فتح وحماس ألقت اسرائيل على الرئيس الفلسطيني المسؤولية عما يجري في غزة ايضا برغم أنها الآن مسؤولية جوفاء. وما زالت في مقابلة ذلك ترى أن حماس هي المسؤولة وحدها عما يجري في غزة،
وقد أحبطت مسؤولية عباس حينما بينت أنها لن تسمح بتحويل اموال لدفع رواتب موظفي حماس بواسطة البنوك الفلسطينية. ومن الواضح في الوقت نفسه أن كل اتفاق على وقف اطلاق النار يعني حوارا مع حماس وإن لم يكن مباشرا.
وعلى ذلك فان جهود الوساطة خاصة تتيح فرصة مهمة لتقوية مكانة عباس اذا أصبح الوسيط المفوض لوقف اطلاق النار بدعم من اسرائيل ومصر. وبدل أن يحظى خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق بانجاز،
يمكن أن يقوي عباس مكانته بصفته يستطيع «أن ينقذ» غزة، والمشكلة الاسرائيلية هي أن دعم عباس في المجال الذي طمحت فيه اسرائيل دائما
الى الفصل بين غزة والضفة، قد يبدو اعترافا بالمصالحة الفلسطينية ويناقض بذلك موقف اسرائيل المبدئي الرافض لها. ويبدو لذلك أن اسرائيل تفضل برغم تناقض ذلك، اتفاقات مع المنظمة على اتفاقات مع سلطة فلسطينية موحدة.تنطوي الوساطة والتفاهمات على فرصة لانجازات سياسية ولا سيما حينما تكون الاهداف العسكرية وتعريف النصر غامضين. لكن في الوقت الذي تشتغل فيه اسرائيل وحماس باحصاء الهجمات والصواريخ لن يكون للانجازات السياسية الممكنة أية فرصة".
صحف عبرية تدعو نتنياهو لوقف الحرب ومحاورة “حماس” عبر “عباس”.. وعدم القيام بعملية برية في قطاع غزة
صحيفتا “يديعوت أحرونوت” و“هآرتس”، اليوم الاثنين، رئيس حكومة دولة الكيان، بنيامين نتنياهو، إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والامتناع عن تصعيد القتال من خلال شن عملية عسكرية برية في القطاع.
وكتب كبير المعلقين في “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أن “الحرب ليست بين الأخيار والأشرار، بين شعب كله من الصالحين وشعب كله حيوانات بشرية، وإنما بين شعبين يخوضان صراع على الحياة والموت على قطعة أرض واحدة”.
وأضاف برنياع أن “الاعتراف بشرعية نضال الجانب الآخر هي الخطوة الأولى في الطريق إلى أية تسوية، وهي واعدة أكثر من خطابات اليمين المنفلتة، التي ترفض الجانب الآخر لاعتبارات كأنها أخلاقية، ومن شعارات اليسار الوصي، الذي يتعامل مع الجانب الآخر كأنه ولد بحاجة إلى رعاية”.
واعتبر برنياع أن “الحقائق في غزة معروفة: حماس هي الحكم؛ وهي منظمة إرهابية؛ وتعاني من ضائقة اقتصادية وسياسية. وعندما شعرت أن الهواء انتهى لديها استخدمت السلاح الوحيد الذي بحوزتها – الصواريخ”.
وتابع أنه “بإمكان إسرائيل القضاء على حماس. وسيكون الثمن غاليا، لكن الهدف سيحقق؛ وبدلا من ذلك، بإمكان إسرائيل أن تتحدث مع حماس وأن تفتح من أجلها بوابات غزة. والمخاطر كبيرة لكن الأمل موجود، ويمكنها أن تفعل ذلك بواسطة أبو مازن أيضا”.

لكن برنياع شدد على أن حكومة إسرائيل "لا يمكنها أن تدفن رأسها في الرمل، وأن تأمل بأن الدمج بين غارات سلاح الجو والحماية التي توفرها القبة الحديدية ستحل المشكلة.
وفي اليوم الذي تنتهي فيه العملية العسكرية ستعود المخارط في غزة إلى العمل. وستكون حماس قوية بما فيه الكفاية من أجل صنع صواريخ للجولة المقبلة، وضعيفة بصورة لا تمكنها من جلب الرفاه لسكان غزة واستتباب الهدوء عند الحدود. لقد تعاظمت قوتنا، كدولة وجيش، وبوابات غزة لم تعد ثقيلة علينا".
كذلك كتبت محللة الشؤون السياسية والحزبية في الصحيفة نفسها، سيما كدمون، أنه “أردنا الردع؟ حصلنا عليه. أردنا أن نضرب حماس بشدة؟ ضربناها. ونحن لسنا بحاجة لأن تركع حماس وتستجدي وقف إطلاق النار. إنهم يستجدون، وإن لم يكن هم، فإن هؤلاء مئات آلاف الفلسطينيين الأبرياء الذين تحتجزهم كرهائن”.
وأضافت كدمون أنه “بإمكاننا أن نحقق مكاسب وحسب إذا أوقفنا إطلاق النار الآن ونختبر اتجاهات الجانب الآخر. ونحن لسنا بحاجة إلى صورة انتصار. لقد انتصرنا. والأفضل ألا نصل الوضع الذي نضطر فيه إلى القول: عذرا انتصرنا”.
بدورها دعت افتتاحية “هآرتس” حكومة إسرائيل إلى “المبادرة والبحث عن حلول سياسية تخدم مصالحها. وفي هذه المرحلة، حتى الإعلان عن وقف إطلاق نار لعدة ساعات سيخدم المصلحة الإسرائيلية وتعيد لإسرائيل شرعيتها الدولية التي أخذت تنفذ على خلفية صور القتلى في غزة”.
واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو “أثبت ضبط نفس وترجيح للرأي، وامتنع عن الانجرار وراء الجهات المحرضة في حكومته. والزعيم هو ليس من يقوده الفتوات والحشود المحرَضة، وإنما من يقود شعبه إلى أفضل حل. والتوغل البري في غزة ليس الحل”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2181024

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2181024 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40