الثلاثاء 15 تموز (يوليو) 2014

حماس لم تحارب وحدها في غزة و جميع الفصائل الفلسطينية مشاركة «فتح» حركة وطنية عريقة لكن قياداتها أشخاص «مهاودون» للأعداء،

الثلاثاء 15 تموز (يوليو) 2014

عبدالقادر ياسين 14-7-2014

القاهرة - من خالد زكي

انتقد الباحث والمؤرخ الفلسطيني عبدالقادر ياسين ما أسماه بالعجز العربي، الذي منح إسرائيل الفرصة لمواصلة عدوانها على قطاع غزة، معتبراً أن الموقف العربي هو سبب جميع الكوارث التي حلت وستحل بالمنطقة. وانتقد تقصير «حماس» في صياغة خطة إعلامية تقنع بها العالم بما تفعل، مؤكداً على أن هذا أعطى إسرائيل الفرصة لتصوير عدوانها على غزة وكأنه دفاع عن النفس.
وهاجم ياسين، في حواره مع «الراي»، الكثير من قيادات «حركة فتح»، كما دافع عن مصر ووصف الذين يتطاولون عليها بأنهم لا يعرفون شيئاً، مؤكداً أنه لا نصر عربياً من دون مصر. وقال إن إسرائيل حاولت إحراج مصر عندما صرحت ليفني من القاهرة عن سحق «حماس».
وعن الموقف الأميركي قال ياسين ان أي رئيس خارج نفوذ المحافظين سيكون أفضل من جورج بوش لكنه شدد على أنه لا يعول كثيراً على الأعداء، وأنه لابد للعرب أن يمتلكوا قوة يحسب حسابها. وفيما يلي نص الحوار:
• دون الخوض في الحديث عن المسؤول عما حدث ما السبيل للخروج من المأزق الراهن لرفع المعاناة عن أهل غزة؟
- أعتقد أن نقطة الضعف الرئيسية في الوضع الراهن هي الوضع العربي المبعثر، والضعيف، والمنقسم على نفسه، لذلك فالمخرج الوحيد من هذا المأزق هو وجود موقف عربي قوي، وموحد يستطيع الوقوف في وجه العدو الصهيوني، لكنني أعتقد أن هذا المطلب بعيد المنال.
• وكيف ترى إمكانية تحقيق هذا المطلب؟
- النظام الرسمي العربي وقف عاجزاً طيلة أكثر من ثلاثين عاماً عن مواجهة التحديات الخارجية التي تواجهه، وضعف هذه الأنظمة تجلى في أكثر من موقف سواء في حرب الخليج الأولى أو الثانية، وكذلك الحرب ضد لبنان. وهذا العجز ترتبت عليه كوارث كثيرة في المنطقة.
• هناك من حمَّل تهور قادة «حماس» وقطعهم للهدنة مسؤولية ما حدث، وأنهم جنوا على المدنيين حينما دخلوا حرباً غير متكافئة... كيف ترى ذلك؟
- التهدئة التي عقدت بين إسرائيل و«حركة حماس»، في يونيو من العام الماضي، لم يلتزم الطرف الإسرائيلي بأي من بنودها. فالاتفاقية تنص على وقف الاعتداءات على الفلسطينيين، وهذا لم يحدث، فقد سقط خلال الأشهر الستة الأخيرة ما يزيد على عشرين شهيداً وأكثر من 150 جريحاً. إضافة إلى أن إسرائيل لم تفتح المعابر كما ينص اتفاق التهدئة، علماً بأن حكومة «حماس» أخذ عليها البعض أنها كبلت بقية الفصائل ومنعتها من قصف إسرائيل طوال الأشهر الستة التي استغرقتها الهدنة. وفي رأيي أن «حماس» قصرت في بلورة خطة دعاية إعلامية للتعامل مع هذا الشأن حتى تقنع الرأي العام العالمي والعربي، وتسوغ موقفها وتعطي شرعية لما تقوم به، الأمر الذي أعطى إسرائيل الفرصة لكي تطغى على «حماس» وتقدم الأمر على أنها هي التي أُعتدي عليها، وأنها في حالة دفاع عن النفس، ما أصاب البعض بالارتباك والحيرة.
• لكن هناك من يرى أن ما تفعله «حماس» ليس مقاومة وإنما انتحار؟
- هذا القول يبرئ إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية من جرائمهما، علينا أن نعرف أن الأسلحة التي يُقتَل بها الفلسطينيون أسلحة أميركية أعطيت لإسرائيل مجاناً، بل إن أحد أهداف هذه الحرب تجربة الجديد من هذه الأسلحة التي تنتجها الترسانة الحربية الأميركية.
• لو عدنا إلى بداية الأزمة هل ترى أن إسرائيل كانت تريد إحراج مصر حينما أعلنت وزيرة خارجيتها من القاهرة عن سحق «حماس»؟
- بالفعل إسرائيل أرادت إحراج مصر، والإسرائيليون دأبوا على مثل هذه السياسة، فمناحم بيجين التقى الرئيس الراحل السادات قبيل ضرب المفاعل النووي العراقي. وكذلك شارون دعا ملك الأردن الملك عبدالله الثاني إلى وليمة عشاء في مزرعته بالنقب قبل اغتيال الشيخ أحمد ياسين بيوم واحد. وكل هذه محاولات صهيونية لإحراج الأنظمة العربية، وهو ما يجب أن تتم معاملته بالفضح العلني لها أمام المجتمع الدولي.
• ستون عاماً قضتها مصر في خدمة القضية الفلسطينية، ثم بعد ذلك يتهمها البعض بالتواطؤ في ضرب غزة... كيف ترى ذلك؟
- أعتقد أن من هاجموا مصر ضيقو الأفق، ولا يرون في فلسطين قضية أمن قومي مصري، وحينما تنهض مصر فإن الأمة العربية كلها تنهض معها، ولايزال البعض، وأنا منهم، نقول إنه لا نصر من دون مصر. ومن المعروف أن الصهاينة يريدون دولتهم من النيل إلى الفرات، أما وقد حصلوا على الفرات فلا يبقى إلا النيل، ومصر لا تستطيع أن تتجاهل الخطر الإسرائيلي وتتصور أنها من الممكن أن تنمى وأنها في مأمن من إسرائيل.
• إذا كان البعض يرى أن هناك تقصيراً من الجانب الديبلوماسي المصري فهل يعطيهم هذا الحق في مهاجمة السفارات المصرية بالخارج؟
- بالتأكيد هذا لا يعطيهم الحق في مهاجمة السفارات المصرية، وأنا ضد هذا الأسلوب الذي لا يليق إلا مع العدو، وعلى الجماهير الغاضبة أن تذهب إلى السفارات الأميركية والإسرائيلية. ومن الممكن أن أفهم هذا الهجوم في سياق افتعال حرائق جانبية الغرض منها الإلهاء عن الحريق الكبير، وأعتقد أن من قاموا بهذه التصرفات التبس عليهم الأمر وغابت عنهم الحقائق.
• هل يمكن رصد مخطط بين إيران و«حزب الله» وسورية يتعلق بما يحدث في غزة؟
- «حماس» لا تقف في الخندق نفسه مع إيران و«حزب الله» وسورية. «حزب الله» هو الطرف الذي حقق نصراً في صيف 2006 ضد إسرائيل، وهو يقف في خندق المواجهة مع الأميركان والإسرائيليين. أما سورية فتقف في خندق الممانعة، بينما إيران فمكانها بين المقاومة والممانعة. إيران لا تدعم «حماس» فقط وإنما تدعم بقية الفصائل الفلسطينية. وفي هذا الصدد أحب أن أشير إلى ملاحظات عدة، أولاً: ليس صحيحاً الزعم بأن حرب الإبادة في غزة ضد «حماس» فحسب لأن معظم الشهداء مدنيون، كما أن الزعم بأن «حماس» هي التي تقاتل وحدها ليس صحيحاً كذلك، لأن هناك ستة فصائل فلسطيني، تقاتل في خندق واحد، ولا أدرى لماذا يقتصر الأمر على «حماس» سواء في الهجوم عليها، أو في الدفاع عن قطاع غزة. ثانياً: لماذا لا ينتقدون النظام الإيراني في الأخطاء التي وقع فيها في العراق مثلا، ولا ينتقدونه سوى في دعمه لـ «حزب الله» والمقاومة الفلسطينية.
• لكن الرافضين لما تقوم به إيران وسورية و«حزب الله» يؤكدون أنهم لم يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية سوى خطب الفضائيات؟
- هناك دعم مالي، وسياسي، وتسليح من هذه الأطراف، على الأقل من إيران و«حزب الله».
• حالة الانشقاق والضعف الداخلي بين الفصائل الفلسطينية كانت سبباً في ضعف الموقف الفلسطيني... في رأيك متى يصل الفلسطينيون إلى كلمة سواء؟
- أعتقد أن الانقسام الفلسطيني بين مختلف الفصائل في أحد أهم أوجهه انعكاس للانقسام العربي من المحيط إلى الخليج ما بين خندقين.
• هل ترى أن هناك من يتاجرون بالقضية الفلسطينية؟
- أي أمر نبيل عرضة للمتاجرة، الإسلام العظيم تاجروا به، والمسيحية تاجروا بها، ولكن الأكيد أنه كما أن هناك عملاء فهناك المخلصون.
• دائماً تحمل رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق محمد دحلان مسؤولية جميع الكوارث التي تحدث في فلسطين... لماذا؟
- دحلان رجل مثير للجدل، وعليه علامات استفهام كثيرة، لكنه ليس المسؤول عن جميع الكوارث.
• وهل ترى أن له دوراً في أحداث غزة الأخيرة؟
- هو له الدور الرئيس في الاقتتال الذي دار بين «حماس» و«فتح»، وهو ما أدى إلى ضعف الجبهة الداخلية الفلسطينية. وبالمناسبة «فتح» حركة وطنية عريقة لكن قياداتها أشخاص «مهاودون» للأعداء، وجاؤوا إلى مواقع القيادة بقوة الأعداء، ورئيس حركة فتح فاروق القدومي أبولطف مشلول اليد داخلها لأنه رجل وطني.
• هل يعني كلامك أن قادة «فتح» عملاء؟
- مهاود للأعداء يعني ببساطة أن ما يطلبه منه العدو ينفذه بغض النظر عن إذا كان له ملف في مخابرات الأعداء أم لا، وبالتالي فمن الممكن أن يخون وطنه من منطلقات وطنية.
• هناك من فسر وصول «حماس» للحكم بأنه بداية لتكوين إمارة إسلامية؟
- باعتباري يسارياً فأنا أفصل بين الدين والسياسة، ولا أحبذ الخلط بينهما، لكن ما من فصيل يمكن أن يستأثر بالسلطة في غزة أو الضفة يمكن أن يطبق برنامجه النهائي، فلا الاشتراكيون إذا جاؤوا يستطيعون تكوين نظام اشتراكي، ولا الإسلاميون يستطيعون تكوين إمارة إسلامية... ذلك أنه «لا يمكن سلخ الدب قبل ذبحه». فلا يمكن تنفيذ برنامج سياسي لأي فصيل مادام الاحتلال باقياً، والذين يخشون من قيام إمارة إسلامية في قطاع غزة ما رأيهم في إمارة يهودية صهيونية في كل فلسطين.
• هل تتوقع تغييراً في السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية في عهد الرئيس الجديد باراك أوباما؟
- أي رئيس خارج نفوذ المحافظين الجدد سيكون أقل سوءا من جورج بوش، مجرم الحرب الذي يجب أن يحاكم. لكنني لا أعول كثيراً على الأعداء ولا على التناقضات في صفوفهم ما لم نكن نحن العرب قوة يحسب حسابها. من الممكن أن يكون أوباما أقل سوءا من بوش، لكن في النهاية «الحداية لا ترمي كتاكيت»، ولا تنتظر منه أن يأتي لك بحل وأنت نائم. إضافة إلى أن أوباما سيكون ولاؤه للناخب الأميركي الذي أعطاه صوته ووصل به إلى البيت الأبيض، وفوق كل هذا فإن أميركا دولة مؤسسات وأي رئيس يصل للحكم ينفذ سياسة الدولة ولا ينفذ أفكاره، أو طموحاته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 56 / 2165260

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مواجهة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165260 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010