الأربعاء 16 تموز (يوليو) 2014

لابد من الاعتراف بالمقاومة وانتصارها ….

الأربعاء 16 تموز (يوليو) 2014 par يونس العموري

أما وقد أسدل الستار على ماهية النتيجة الفعلية للعدوان على غزة وقد واتضحت الحقائق ككل ولم يعد هناك مجالا للاجتهاد وبانت وانكشفت حقيقة الحدث ومجرياته ومسارات المنحنى الفعلي للحرب والعدوان والي أين وصلت الأمور في خواتمها (على الاقل حتى اللحظة ونحن نعيش ونعايش يوميات العدوان) ، وبالتالي انجلت الحقيقة واتضحت معالم واقع الوقائع الراهن حيث انجلاء الأحداث، وبان فعل الهزيمة لاسرائيل، وبشكل او باخر فعل الانتصار النسبي بالتصدي للعدوان ومواجهته، وذلك من خلال حسم هذا الأمر والذي بات ملمومسا وواضح المعالم. حيث ان واقع ومسار العدوان وفعل المقاومة يظهر بكل وضوح هزيمة إسرائيل في هذه الحرب الأمر الذي يعني بكل بساطة أن ثمة انتصار قد تحقق في هذه الحرب وببساطة الأشياء أيضا فإن الطرف الأخر من معادلة الحرب والمتمثلة بالمقاومة الفلسطينية بكل اطيافها واشكالها وبجماهير الشعب الفلسطيني المنتفض قد سجل نصرا لا يقبل التفسير أو التأويل أو محاولة التطويع وتسميته بشيء أخر غير المسمى الفعلي له .. بمعنى أن الواقع الراهن قد حسم الجدل على الساحة الإسرائيلية أولا وعلى الساحة الفلسطينية ثانيا وعلى الساحة الإقليمية حيث ان ثمة انتصارا قد تحقق في هذه الحرب .. وهذا الانتصار لصالح المقاومة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا .. لماذا لا يعترف البعض من الفلسطينين والكثير من الأنظمة العربية الرسمية الحاكمة بهكذا مقاومة وبهذا انتصار حتى اللحظة .؟؟ ولماذا لا يسمون الأشياء بمسمياتها الحقيقة والفعلية… ؟؟ وهل بالإمكان تفسير فعل الهزيمة الإسرائيلية إلا بالهزيمة أو النصر الفلسطيني إلا بالنصر ولماذا يكون للهزيمة أب.. وللفشل والإخفاق أب .. بينما فعل الانتصار في القاموس عند البعض الفلسطيني وأنظمة الحكم العربية لا يوجد له أب…؟؟
اعتقد أن وقائع الواقع الراهن دون الاسهاب والغرق بتفاصيل لحظات ويوميات العدوان والمقاومة قد جاء ليضع حدا للجدل الذي ظل دائرا في كل الأوساط العربية وتلك الفلسطينية حول ماهية فعل الانتصار والذي يرفضه الكثير ممن يرتبطون بالأجندة الإقليمية الأمريكية وبالتالي الإسرائيلية تسميته انتصارا تاريخيا للمقاومة الفلسطينية ولفلسطين الشعب والجماهير.. وهذا بحد ذاته معاكس ومتناقض وحركة التاريخ، فحينما يفشل العدوان على شعب من الشعوب من البديهي أن يسجل الانتصار لصالح الشعب المقاوم بكل قواه ومؤسساته وفعالياته الشعبية والحزبية الوطنية، إلا إذا كان ثمة من يرتبط بفعل العدوان أو انه قد راهن على العدوان ونتائجه على الصعيد المجتمعي الداخلي الفلسطيني وهذا برأيي ما دفع ويدفع البعض الفلسطيني وتحديدا هؤلاء المنضويين في إطار التحالفات المشبوه التوجه والهدف، وتلك والقوى الليبرالية الجديدة حتى وان كانوا منخرطين في اطار التنظيمات والفصائل الوطنية ما دفعهم ويدفعهم من عدم الاعتراف بالمقاومة ونصرها وتشويه صورتها …
وما يؤكد هذا الاستنتاج هو هذا الإصرار من قبل تلك القوى وهذا البعض حتى بعد إصدار الكثير من التقارير الاتية من ارض المعركة ووفقا للاعلام العبري والدولي والتي تتحدث عن اخفاق الالة الحربية الاسرائيلية عن تحقيق ايا من الاهداف التي من الممكن ان تجعلها منتصرة بهذه الحرب الامر الذي يؤكد ان هذا البعض لا يريد ان يعترف اصلا بوجوب المقاومة ودورها وفعلها وانتصارها … ولسان حاله يقول ان غزة لم تنتصر ومحاولة الالتفاف على الكلمات وبالتالي تطويع منطق الأشياء كأن يُقال مثلا (أن إسرائيل قد هُزمت نعم لكن غزة قد دُمرت ولم تنتصر…) في محاولة لتبهيت فعل الصمود بحد ذاته اعتمادا على حجم الخسائر المدينة الفلسطينية سواء أكانت تلك البشرية أو المادية وكأن فعل النصر أو الهزيمة يُقاس بتلك الأداوت وهم يدركون تمام الإدراك أن المقاومة الوطنية قد سجلت نصرا تاريخيا يكاد الاول بوقائع المنازلات الحربية الراهنة … إلا أن هذا الإصرار برأيي له الكثير من الدلالات والمعاني والتي بالضرورة لها انعكاساتها على مجمل الخارطة السياسية الإقليمية الحاكمة اليوم في المنطقة العربية والتي بلا شك أنها مرتبطة بالمشروع الأمريكي ككل على اعتبار أن فعل الهزيمة أو النصر جزء من صراع النفوذ في المنطقة التي لطالما ظلت ممانعة للفعل الشرق الأوسطي الجديد كمشروع من مشاريع الهيمنة الأمريكية على المنطقة من خلال القوة الضاربة إسرائيل وملحقاتها من الأنظمة العربية وكل تلك القوى السائرة الفاعلة والدائرة في هذا الفلك الشرق الأوسطي على مختلف مشاربها وتوجهاتها السياسية وحتى ارتباطاتها الاقتصادية وان كانت مغلفة بالكثير من الأحيان بأصباغ سياسية ديمقراطية ليبرالية أو حتى ما بات يعرف بالتيارات الواقعية السياسية كجزء من منظومة المفاهيم الليبرالية المستندة إلى التسليم بالأمر الواقع بالظرف الراهن والارتكان إلى الأطروحة الأمريكية للعبور إلى نادى الصداقة مع ساسة البيت الأبيض وبالتالي تسويق سياساتها والمراهنة على أطروحتها في المنطقة وان كانت من خلال العدوان وممارسة فعل القتل والتدمير للشعوب… وفي هذا السياق اعتقد أن الأنظمة العربية والبعض الفلسطيني لا يستطيع أن يعترف بصمود غزة ونصر مقاومتها الباسلة كونهم جزء من فعل العدوان بحد ذاته أي أن هذه القوى وتلك الأنظمة كانوا قد تساوقوا إلى حد بعيد مع فعل العدوان ذاته وكانت لهم رهاناتهم على نتائج العدوان على غزة وهذا ما أكده مسار المعركة حتى الان.
الأمر الذي يعني أن معادلة الصراع في الحرب والتي فرضت نفسها قصرا قد تشكلت على النحو التي بانت عليه وبالتالي فإن فعل النصر أو الهزيمة له استحقاقاته على الساحة السياسية الوطنية الداخلية لكل قطر من أقطار التوليفة الإقليمية ككل.. وله ايضا تداعياته المباشرة هنا في فلسطين … والاهم ان له التداعيات الاكثر خطورة على الساحة الاسرائيلية .. وهذا على الأقل ما نشهده اليوم من تداعيات لنتائج الحرب على الساحة السياسية والحزبية الداخلية الإسرائيلية رأس الحربة في معادلة الصراع أثناء هذه المعركة وهو الأمر الطبيعي حيث أن الاعتراف بالهزيمة ( على الاقل اعلاميا ) له الكثير من التداعيات والارتدادات والاستحقاقات واجبة التنفيذ.. والاعتراف بالنصر من قبل القوى والأطراف السياسية أو من قبل الشريحة الحاكمة استحقاقات وارتدادات لها تأثيراتها الفعلية والدراماتيكية على الساحة الوطنية الداخلية وعلى مختلف الصعد والمستويات بشكل عام بالظرف الطبيعي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2177261

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2177261 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40