قواتنا استطاعت تنويع استهدافاتها من الدبابات إلى الطرّادات إلى الطائرات في المنازلة السابقة وننتظر الالتحام مع العدو لكي نذيقه ألوان العذاب وبإذن الله سنكون أول من يأسر العديد من ضباطه وجنوده ، هذا ما صدّره الناطق العسكري لقوات العاصفة مساء أمس .
هذا و تستمرّ أشرس المعارك في فلسطين، براً وبحراً وجواً، في البرّ أعلن بنيامين نتنياهو الهجوم المدرّع، وهو يعلم أنّ مفاوضات وقف إطلاق النار قد بلغت النهايات، فالاجتماعات التي عقدها قادة المقاومة مع السلطة لإنجاز الورقة الفلسطينية الموحدة لقبول التهدئة على قاعدة التمسك بأن تبقى المبادرة مصرية، وأن تكون متضمّنة ضمناً وعلناً ما تراه المقاومة شروطاً لعدم الدخول في دوامة تكرار الانهيارات الدورية لمثل هذه التفاهمات، وبعد هذه الورقة التي أنجزها عن حماس موسى أبو مرزوق وعن الجهاد زياد أبو نخالة وعن فتح عزام الأحمد ووافق عليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتبناها الجانب المصري دخلت الأطراف الضامنة التي تتقدّمها أميركا والأمم المتحدة وتركيا، لمنح ضمانات التنفيذ، خصوصاً لبنود الإفراج عن الأسرى الثمانية والخمسين الذين كانوا جزءاً من صفقة جلعاد شاليط وأعادت قوات الاحتلال اعتقالهم، وكذلك فتح المعابر والمرفأ البحري لغزة، ضمن سلة إجراءات لفك الحصار، وضمن تفاهم على إعادة الإعمار.
هجوم نتنياهو البري وفقاً لمصادر المقاومة بأنّ المفاجآت تنتظر جيش الاحتلال، لن يتعدّى المناطق المفتوحة التي تفصل المناطق المحتلة عن المناطق المحرّرة، ولن يتواصل بذريعة التوصل للاتفاق، فيحفظ ماء وجهه، بزعم أنه كان جاهزاً وباشر التقدم، لكن التفاهم منعه من مواصلة الهجوم.
بحراً كانت مجزرة الأطفال الفلسطينيين الأربعة، بينما كان الجو يشهد حرباً إلكترونية إيرانية اميركية تخوضها شبكات الباتريوت الأميركية، وأجيال الطائرات من دون طيار الإيرانية، حيث تقابلت واحدة من هذه الطائرات محمّلة بالمتفجرات للمرة الأولى بصاروخ الباتريوت الذي أسقطها بعدما نجحت في قطع مسافة ثمانين كيلومتراً بعيداً عن عيون الرادارات، والأقمار الاصطناعية، وهي تحمل مخزوناً متفجراً عندما ينجح ببلوغ أول أهدافه سيصبح شكلاً جديداً من أدوات الحرب لا يحكمه مدى معيّن ويمكن التحكم بهبوطه في أيّ نقطة بدقة كاملة.
هدنة انسانية
واصلت اسرائيل عدوانها الإجرامي على قطاع غزة رغم اعلانه عن هدنة انسانية وافقت عليها المقاومة ونقضتها الطائرات الحربية الاسرائيلية مما ادى لإستشهاد عدد من الفلسطينيين وأصيب العشرات، جراء سقوط قذائف المدفعية الإسرائيلية على منزل شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء الذين قضوا أمس الخميس حتى إعداد التقرير 8 شهداء في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينما بلغت حصيلة العدوان المتواصل على قطاع غزة الى 230 شهيدا وإصابة 1673 جريح.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية 3 غارات على أراض زراعية في خان يونس جنوب قطاع غزة.
في غضون ذلك، جددت طائرات الاحتلال قصف منزل القيادي في حركة حماس ووزير الداخلية السابق فتحي حماد في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة للمرة الثانية، كما شن الطيران غارة على منزل يعود لعائلة الفار في جباليا شمال قطاع غزة.
اعترافات العدو
واعترف جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس الخميس، انه هاجم قرابة 176 هدفا في قطاع غزة . كما سقط نحو 78 صاروخا على اسرائيل استطاعت القبة الحديدة اعتراض 29 منها.بينما وافقت الفصائل الفلسطينية أمس الخميس، على طلب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ولمدة 5 ساعات يبدأ من صباح الخميس كي يتسنى إدخال مساعدات إنسانية الى قطاع غزة.وأكد سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس فجر أمس التوافق على قبول عرض الأمم المتحدة لتهدئة ميدانية لمدة 5 ساعات.
وقال ابو زهري في تصريح له:” تم التوافق بين فصائل المقاومة على قبول عرض الأمم المتحدة حول هدوء ميداني لمدة 5 ساعات من العاشرة صباح أمس الخميس وحتى الساعة الثالثة لحاجات إنسانية”.
وكانت إسرائيل وافقت على ذات الطلب, وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي انه جرت الموافقة على وقف إطلاق نار يسري من 10 صباح الخميس وحتى 4 عصرا.وتضمن بيان جيش الاحتلال أن سكان بيت لاهيا والشجاعية والزيتون ممنوع عليهم الرجوع الى بيوتهم بعد انتهاء الساعة الثالثة عصرا .
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري ان المنظمة الدولية طلبت من الاطراف الفلسطينية والاسرائيلية تجميد لاطلاق النار بشكل مؤقت لادخال مساعدات انسانية ضرورية للقطاع.
وقال سيري في تصريح صحفي ان هذا الطلب جاء للضرورة القصوى ولحاجات انسانية لسكان القطاع مشيرا الى ان الحكومة الاسرائيلية ابلغته رسميا بموافقتها على هذا الوقف المؤقت لاطلاق النار اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا حتى الثالثة من بعد الظهر.واكد سيري ان الامم المتحدة ستواصل جهودها من اجل التوصل لوقف لاطلاق النار بالتعاون مع جهات وهيئات ومؤسسات ودول فاعلة لخدمة مصالح سكان غزة وحمايتهم.وجاء الطلب من الامم المتحدة وعلى لسان الامين العام لها بان كي مون والذي طلب وقف اطلاق النار بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لمدة 6 ساعات من اجل ادخال مساعدات انسانية وطبية لقطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية ان الموافقة السريعة من قبل اسرائيل جاء للتغطية على جرائمها بحق الانسانية في قطاع غزة والتي كان اخرها قتل اربعة اطفال من عائلة بكر و ليس من باب حبها لقطاع غزة واهله بل لتظهر في مظهر الانسانية امام المجتمع الدولي الذي يدعمها اصلا في عدوانها.
كما دعت وزارة الداخلية المقاومين والفلسطينيين الى اخذ الحيطة والحذر وعدم الاستهتار خلال الهدنة.
اعتقالات الضفة
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي (43) فلسطينيا الليلة قبل الماضية ، من محافظات الضفة الغربية المحتلة والقدس وأراضي عام 48 المحتلة.وأوضح النادي في بيان له أن قوات الاحتلال اعتقلت (30) فلسطينياً من القدس، وسبعة فلسطينيين من محافظة الخليل، وفلسطيني واحد من محافظة بيت لحم، وخمسة فلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948.
وأشار إلى أنه بذلك يرتفع عدد المعتقلين منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية إلى (1146) أسيراً، ويرتفع عدد أسرى محافظة الخليل إلى (298) معتقلاً، والأراضي المحتلة عام 48 إلى(191) معتقلاً، والقدس إلى (196) معتقلاً، ونابلس إلى (117)، وبيت لحم (109) معتقلين، ورام الله والبيرة إلى (82) معتقلاً، وجنين إلى (72) معتقلاً، وطولكرم إلى (37) معتقلاً، وقلقيلية إلى (20) معتقلاً، ومحافظات طوباس وسلفيت وأريحا إلى (24) معتقلاً.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس الخميس ، حملة مداهمات واعتقالات في أنحاء مختلفة من القدس المحتلة، عقب مواجهات اندلعت بين الشبان المقدسيين وتلك القوات.واعتقلت قوات الاحتلال فجر امس الخميس، 26 فلسطينيا من مناطق مختلفة من القدس المحتلة على خلفية المشاركة في المواجهات ضد قوات الاحتلال.و كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت حي شعفاط، وداهمت العديد من منازل الفلسطينيين، ومن ثم اعتقلت خمسة منهم، وهم عنان ناصر أبو خضير، صبحي سبته، محمد شريف سويلم، موسى عيد أبو خضير، و موسى سفيان أبو خضير.