الخميس 29 نيسان (أبريل) 2010

القضية الفلسطينية والتمثيل الثلاثي للشعب الفلسطيني

الخميس 29 نيسان (أبريل) 2010 par سميح خلف

بعد حكومة عموم فلسطين 23/9/1948 وما الت اليه من اندثار لمكوناتهاعام 1963 لمسببات وعوامل مختلفة،كان قرار الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بخلق كيانية جديدة للشعب الفلسطيني تحت مسمى منظمة التحرير الفلسطينية ومن مؤتمرها الاول 18/5-2/6/1964 والقى الملك الراحل حسين كلمة ومكان انعقاد المؤتمر القدس، واعلن عن ميلاد منظمة التحرير واصدر القرار التالي:

إيماناً" بحق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه المقدس فلسطين، وتأكيداً لحتمية معركة تحرير الجزء المغتصب منه وعزمه واصراره على إبراز كيانه الثوري الفعال وتعبئة طاقاته وإمكانياته وقواه المادية والعسكرية والروحية، وتحقيقاً لأمنية أصيلة من أماني الأمة العربية ممثلة في قرارات جامعة الدول العربية ومؤتمر القمة العربي الأول.

نعلن بعد الاتكال على الله باسم المؤتمر العربي الفلسطيني الأول المنعقد بمدينة القدس في 28/5/1964.

1. قيام منظمة التحرير الفلسطينية قيادة معبئة لقوى الشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير، ودرعاً لحقوق شعب فلسطين وأمانية، وطريقاً للنصر.

2. المصادقة على الميثاق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية وعدد بنوده 29 بنداً.

3.المصادقة على النظام الأساسى وعدد بنوده 31 بنداً واللائحة الداخلية للمجلس الوطني والصندوق القومي الفلسطيني.

4.انتخاب السيد أحمد الشقيري رئيساً للجنة التنفيذية وتكليفة باختيار أعضاء اللجنة التنفيذية وعددهم 15 عضواً.

5.يصبح المؤتمر بكامل أعضائه، ال397 عضواً، “المجلس الوطني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية”.

ومنذ تلك اللحظة اصيح المناضل احمد الشقيري ممثل فلسطين في الجامعة العربية رئيسا لمنظمة التحرير وبوجب هذه المهمة قام الشقيري بانشاء واعداد جيش التحرير الفلسطيني كقاعدة ثورية وطليعة الشعب الفلسطيني.

في الدورة الخامسة للمجلس الوطني وما عانته الساحة التقليدية للقوى العربية من احباط والتطلع لعمل مقاوم الذي عززه وحدة الاداء بين المقاومة الفلسطينية بطليعتها فتح والجيش الاردني في معركة الكرامة والنصر الذي تحقق

عملت الفصائل على اقتناص منظمة التحرير كاستحقاق مرحلة تميزت بالاداء ووسيلة للسيطرة السياسية والمادية على المنظمة وكان هذا لها وبدعم من الرئيس الراحل والزعيم القومي جمال عبد الناصر وكان لها ان سيطرت على المنظمة في الدورة الخامسة عام 1969م.

لو علم عبد الناصر بالغيب بأن منظمة التحرير ستكون أداة للتخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن فلسطين التاريخية لما فعلها،فسريعا وبعد الثورة العارمة التي اجتاحت الوطن العربي والشعب الفلسطيني كمد أصيل للقوة الثورية دخلت الثورة الفلسطينية وبعد وفاة ورحيل زعيم القومية جمال عبد الناصر في مواجهات مع الانظمة العربية التي امتزجت تلك الممارسات بأهداف سياسية لأنظمة وممارسات سيئة تخرج عن النص في تأزر القوى الثورية مع الشعوب العربية وثقافة الشعوب العربية في تحديد دقيق للمكان وكان التناقض وانهزمت الثورة بين الشعوب التي مدتها بالدعم المؤازرة والمشاركة.

سنوات قليلة تخلت المنظمة بفصائلها جميعا فتح واليسار الفلسطيني عن بنود الميثاق وتخلت عن الأنظمة الداخلية والاحكام الأدبية لتنظيماتها حينما طرحت ووافقت على النقاط العشر في عام 1974 .

لقد عملت قيادة منظمة التحرير كما قال السيد حسنين هيكل وكررها عزمي بشارة على اتباع كافة الوسائل للاعتراف بها والاعتراف بها فقط لتتمكن من تنفيذ برنامجها السياسي الذي تهاوى وانخفض مستواه إلى أدنى حدود المطالبة وهو اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة مع قبول مبدئي بتبادلية الاراضي مع الكيان الصهيوني وعمليا ً تم الغاء البنود الهامة التي تدعو إلى تحرير فلسطين واتباع الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني في المؤتمر المدبلج الذي عقد في غزة بحضور الرئيس الأمريكي السابق في اواخر التسعينات .

دخلت منظمة التحرير في مبادرات اقليمية ومبادرات دولية من مدريد إلى جنيف إلى اوسلو وتطبيقات أوسلو فكان للانتفاضة الأولى في عام 1987 انجاز وحيد فقط اقتنصته قيادة منظمة التحرير وأقصد هنا قيادة فتح في الوصول إلى اتفاق أوسلو في بداية عام 1994 وتحديد سقف الانتفاضة والعمل على كبتها عندما بدأت الاتصالات السرية بين ابو علاء قريع ومحمود عباس مع الجانب الصهيوني ،كان أي انجاز في هذا الطريق يعني التخلص من القيادات المتشددة في قيادة منظمة التحرير وفتح،فخسرت فتح خليل الوزير لأكثر من سبب ولأكثر من عامل وخسرت فيمابعد أبو اياد وأبو جهاد وبالتالي تم الفرز السياسي للقيادة الفتحاوية ولقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بشكل أو بآخر وأصبحت القيادة اليمينية تقود حركة فتح وتحاول وبكل الطرق تثبيت برنامجها على كافة مؤسسات منظمة التحرير وأطر حركة فتح .

لا نريد هنا أن ندخل في مدى الضرر الذي ألحقته على الأطر النضالية للثورة الفلسطينية برمتها وبالتحديد حركة فتح،ولكن عندما تخلت حركة فتح عن اهدافها ومبادئها ومنطلقاتها ودب فيها الفساد المادي والسلوكي لدى قيادتها كان البذور الأولى للحركة الاسلامية بكافة أطيافها أن تتعامل مع الثغره والهوه الكبيرة التي صنعتها حركة فتح بينها وبين القاعدة والشعب الفلسطيني في برنامج شديد الذكاء كبرت الحركة الاسلامية كبديل لحركة التحرر العلمانية التي اخفق برنامجها في تحقيق اهدافه وكانت الضربة القاسمة في 2006 حينما فازت حركة حماس بالاغلبية في الانتخابات التشريعية وبالفرضية الأمريكية للانتخابات في خطة خبيثة لاحداث انقسام في الشعب الفلسطيني عمودي وافقي تم على اساسه فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة واصبحت عناك حكومتين وكما يقال دولة في الضفة وهي دولة فياض ودولة غزة بقيادة حماس وفشلت جميع المحاولات لجمع الحركتين وكل يوم يمر تدعم كل من الحكومتين وجودهما ومؤسساتهما في الضفة الغربية وغزة بحيث يصعب الوصول إلى بنية وحدوية واندماجية متكاملة تؤدي إلى الاستقرار ووحدة الهدف .

نستطيع القول أن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية له ثلاث أطر وقيادات في التمثيل:-

1 – التمثيل الانقلابي على ميثاق منظمة التحرير ومبادئ وأهداف حركة فتح والتي تقوده سلطة رام الله وبيدها السيطرة على قرارت منظمة التحرير المهترئة الموئودة وعلى بقايا من تراث حركة فتح.

2 – قوى الممانعة الفلسطينية والتي هي خارج منظمة التحرير وتقودها حركة حماس والتي أقرت واستحدثت في برنامجها القبول بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة.

3 – فلسطينيي عام 48 والمقيمين في فلسطين التاريخية ويقدر عددهم أكثر من مليون وربع المليون فلسطيني.

منذ أن سيطرت حركة فتح على منظمة التحرير الفلسطينية مارست منظمة التحرير عملية عزل لفلسطينيي الداخل ولم يشتركوا ولم يسمح لهم أن يشتركوا في الأطر النضالية للحركة الوطنية الفلسطينية ويبدو أن ذلك ضمن تفاهمات سياسية باستثناء الشاعر الراحل محمود درويش الذي تسلم مهمة عضو لجنة تنفيذية في منظمة التحرير بعد عام 1982 في ظروف مختلفة.

القائد الفلسطيني الوحيد الذي كان له اتصال مع القوى المختلفة من فلسطينيي الارض التاريخية هو القائد خليل الوزير وبشكل يخالف النص في برنامج منظمة التحرير ولكن أتت انتفاضة 1987ويوم الأرض بشكل تلاحمي بين كل الشعب الفلسطيني سواء في الأرض التاريخية في 48 أو في غزة أو في الضفة، ترك الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين التاريخية وليقع تحت طائلة الأحزاب الصهيونية والقوانين الصهيونية والممارسات الصهيونية في حين أن الدول العربية مارست العزل أيضاً ووصفتهم بالاسرائيليين في قوانينها،كما مارست منظمة التحرير وكرست نشاطاتها على فلسطينيي الضفة وغزة والمهجر وفي خطوات لاحقة تخلت قيادة منظمة التحرير بقيادة محمود عباس عن التمثيل الحقيقي للشعب الفلسطيني بالخارج في تناغم مع الاطروحات السياسية والتناغم مع ماهو مستهدف في الشعب الفلسطيني وأولها حق العودة،وجدير بالذكر أن فلسطينيي الداخل هم الذين يدافعون بشكل حقيقي عن الأقصى الآن.

لقد أغفلت منظمة التحرير أهمية فلسطينيي 48 في معادلة الصراع والمواجهة في حين أن جميع النظريات والتحليلات تقول أن انهيار الدولة الصهيونية سيأتي من الطبيعة البشرية والديموغرافية والبرمجية التي يمكن أن تنجز في حلبة الصراع الحقيقي في حين أن البرامج الأخرى المعاكسة التي تقودها تيارات أوسلو وانقلابيي فتح تعمل بشكل معاكس لتلك النظرية حيث يلهث الجميع الآن لتطبيق حل الدولتين الذي يضمن للاسرائيليين حدود آمنة وممارسة حق لترانس فير ضد فلسطينيي 48.

في خطوة متقدمة وبمعرفة حقيقية لمركز الثقل لجوهر حل القضية الفلسطينية ومدى فاعلية فلسطينيي الداخل في حل هذا المشكل وتحلل الدولة الصهيونية على الأرض الفلسطينية دعا الزعيم الليبي قيادات وفعاليات فلسطينيي 48 حيث طالب هؤلاء بالتمثيل كعضو مراقب في الجامعة العربية.

وبهذا أصبح التمثيل ثلاثي للشعب الفلسطيني فهل تقبل الجامعة العربية هذا التمثيل في حين ان البرنامج العربي قد تخلى عن القضية الفلسطينية وعن فلسطين التاريخية،وما هو مصير منظمة التحرير؟،وماهو مصير دولة فياض إن قبلت الجامعة العربية فلسطينيي الداخل كعضو مراقب؟، وأين تمثيل فصائل المقاومة في هذا الحال.

تأتي تعددية التمثيل على خطأ فادح يصل إلى حد التواطؤ في برنامج منظمة التحرير، فمن البديهي أن الشعب الواحد صاحب القضية الواحدة والطموح الواحد أن يكون له تمثيل واحد وبتعددية التمثيل تتوه الحقوق الفلسيطنية بل أصبحت الحقوق الفلسطينية مهددة بالانقراض والالغاء بالممارسة السياسية التي يمارسها الرئيس الفلسطيني وقيادة فتح التي اصبحت تتحرك باذن من الأمن الداخلي الصهيوني،وفي وقت قد بدأ التناقض واضحا ً بين برنامج عباس الذي صرح أخيرا بأنه لن يعلن الدولة في الضفة من طرف واحد أي حكم وجود الدولة الفلسطينية بالموافقة الصهيونية وطموحات فياض القزمية باقامة الدولة الفلسطينية في الضفة،وسؤال أخيرهل سنشهد رئيسا لفلسطين من فلسطينيي الداخل؟،اننا نؤمن بحركة الأجيال وبفاعلية الشعب الفلسطيني في 48 مع الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والخارج من أجل الوصول إلى انهاء المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وعلى العرب أن يفهموا المعادلة الفلسطينية بتمثيلاتها الثلاث .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 71 / 2178135

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178135 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40