الخميس 31 تموز (يوليو) 2014

مبشِّراتُ نصر تاريخي في غزة

الخميس 31 تموز (يوليو) 2014 par حسين لقرع

أظهرت لقطات شريط الفيديو الذي بثته المقاومة الفلسطينية في غزة عن عملية “ناحال عوز” البطولية ضد مجموعة من الجنود الصهاينة المتحصّنين في برج عسكري، مدى جبن جنود العدوّ وعجزهم عن مواجهة أبطال المقاومة وجهاً لوجه وتفضيلهم القتال وراء الجُدر المحصّنة للدبابات والطائرات والأبراج العسكرية.

أبطال المقاومة التسعة دخلوا البرجَ العسكري بكل سهولة وأجهزوا على عشرة جنودٍ صهاينة، وعادوا جميعاً سالمين إلى قاعدتهم في نفق تحت الأرض. واللافت أن الجنود لم يُبدوا أي مقاومة. وقد فرّ أحدُهم إلى داخل البرج، حينما رأى المقاومين وتعالى صراخُ جندي آخر رعباً حينما اقتربوا منه بغية أسره.

الشريط أحدث صدمة كبيرة لدى الصهاينة، فلم يجدوا غير الردّ بقصف المدارس والمساجد والمزيد من المساكن والانتقام من المدنيين بالقتل الوحشي لعشرات الأطفال في اليومين الماضيين، ليُؤكد بذلك العدوّ أنه لا يُحسن سوى الانتقام من العزل والأطفال والنساء.

لقد أثبت اليهود زيف أسطورة “جيشهم الذي لا يُقهر” والتي أطلقوها بعد انتصاراتهم المتتالية على عددٍ من الجيوش العربية المتهالكة المتخاذلة التي كانت تقاتل دون الاستناد إلى عقيدة صلبة بين 1948 و1973، وتمكّن من حسم العديد من تلك الحروب في بضعة أيام، بل إنه حسم حرب 5 جوان 1967 ضد الجيش المصري في ظرف 5 ساعات فقط عن طريق الطيران، ولكن هاهو الآن يعجز عن الانتصار على آلاف المقاومين فقط في 25 يوماً برغم آلته العسكرية الجبّارة التي تزخر بأحدث ما جادت به القريحة الأمريكية من أسلحة فتاكة، والتي لم تتمكن من سوى قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير البيوت، في حين عجز هذا الجيشُ الجرار تماماً أمام المقاومة التي تكبّده يوميا خسائرَ بشرية معتبرة يحاول قدر الإمكان التستّر عليها حتى لا يقرّ بالهزيمة المذلة.

المقاومة تسطّر بصمودها وثباتها وصبر أبطالها أروع الملاحم البطولية برغم اختلال ميزان القوى كلية لصالح الصهاينة المدعّمين أمريكياً، وهي تفاجئ جنود العدو يوميا عبر الأنفاق وتثخن فيهم قتلاً وجرحاً، فلا يجد ضباط العدو وجنوده سوى القول إنهم لا يدرون من أين خرج هؤلاء المقاومون وأين اختفوا بعد استهدافهم؟

حتى رئيس وزراء العدو “نتن ياهو” اعترف بأن جيشه يواجه “عدوا شرساً” وهو الذي أرسله إلى غزة لتدمير منصات الصواريخ ومخزونها وكذا تهديم الأنفاق في بضعة أيام كما كان يتوهّم، فلا يجد إزاء تزايد خسائر جنوده وانجلاء مؤشّرات الهزيمة المحققة أمام عينيه، سوى الاتصال بأمريكا عدة مرات طالباً منها مساعدته لإيقاف الحرب، أي إيجاد مخرج له يحفظ به ماء وجهه.

صحيحٌ أن الخسائر في الجانب الفلسطيني جسيمة جدا، بشريا وماديا، ولكن التاريخ يعلِّمنا أن الشعوب المستعمَرة غالباً ما تدفع ثمناً باهظاً جدا من دماء أبنائها لتحرير أراضيها من الاحتلال، ولنا في الثورة الجزائرية وشهدائها خير مثال.

إنها مبشّرات نصر تاريخي مؤزّر في غزة تسجّله المقاومة، ولن يؤدي إلى رفع الحصار فقط عن القطاع، بل فتح عهدٍ جديد لفلسطين يُقبِر إلى الأبد كل التسويات الذليلة وماراطون المفاوضات العبثية ويجعل المقاومة عنواناً أوحدَ لإنهاء الاحتلال وتحرير كل الأراضي الفلسطينية، من النهر إلى البحر، وما النصرُ إلا صبرُ ساعة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2165326

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165326 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010