السبت 24 تموز (يوليو) 2010

معدلات وفيات الأطفال والإصابة بالسرطان واللوكيميا في الفلوجة تزيد عن هيروشيما وناغازاكي

السبت 24 تموز (يوليو) 2010

كشفت دراسة جديدة عن أن الزيادة في معدلات الوفيات في أوساط الأطفال والإصابة بالسرطان واللوكيميا بمدينة الفلوجة العراقية التي تعرضت للقصف الأميركي عام 2004، فاقت المعدلات المعروفة في هيروشيما وناغازاكي اللتين قصفتا بقنبلة نووية عام 1945.

وقالت صحيفة «ذي إندبندنت» إن الأطباء العراقيين في الفلوجة اشتكوا منذ 2005 من زيادة أعداد الأطفال المصابين بعيوب خلقية تراوحت ما بين فتاة مولودة برأسين إلى الإصابات بالشلل في الأطراف السفلى.

وقالوا إنهم يلاحظون زيادة كبيرة في أعداد الإصابات بالسرطان مقارنة بالفترة التي سبقت الهجوم الأميركي على مسلحي الفلوجة.

وأشارت الصحيفة إلى أن دراسة جديدة عززت تلك الملاحظات، فوجدت ارتفاعاً في جميع حالات السرطان بمعدل أربعة أضعاف، و12 ضعفاً في الإصابة بهذا المرض لدى الأطفال أقل من 14 عاماً.

وكشفت الدراسة أن معدلات الوفيات في أوساط الأطفال بالمدينة فاقت المعدلات بالأردن بنسبة أربعة أضعاف، وفاقت الكويت بثمانية أضعاف.

ورغم أن الطبيب كريس باسبي من جامعة أولستر المشرف على الدراسة التي شملت 4800 فرد في الفلوجة قال إنه لا يستطيع أن يحدد السبب الحقيقي وراء حالات السرطان والتشوهات الخلقية، فإنه أكد أن «مثل تلك النتيجة تنجم عن تعرض كبير لمؤثرات وقعت لدى الهجوم عام 2004».

وأضاف باسبي أن مدى التغير الجيني الذي يعاني منه سكان المدينة يشير إلى استخدام اليورانيوم، وقال «أعتقد أنهم (أي الأميركيين) استخدموا سلاحاً جديداً ضد المباني لتخترق الجدران وتقتل من بداخلها».

ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الاحتلال الأميركية أقرت لاحقاً بأنها استخدمت الفوسفور الأبيض ومواد أخرى في هجومها على الفلوجة.

وخلصت الدراسة إلى أن الأدلة على الزيادة المرتفعة في الإصابة بحالات السرطان والتشوهات الخلقية صحيحة.

ووجدت أن نسبة الوفيات في أوساط الأطفال تصل إلى 80 من كل 1000 مقارنة بـ 19 في مصر، و17 في الأردن و9.7 في الكويت.

وتشير الدراسة إلى أن أنواع السرطان مشابهة لتلك التي أصابت الناجين من سكان هيروشيما الذين تعرضوا للإشعاع المؤيّن إثر سقوط القنبلة الذرية.

كما وجدت هذه الدراسة - التي اشترك في إنجازها 11 باحثاً وشملت 711 منزلاً في الفلوجة خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من هذا العام - أن الإصابة باللوكيميا ارتفعت بمعدل 38 ضعفاً، وأن معدلات سرطان الثدي زادت بنسبة عشرة أضعاف، إلى جانب الزيادة الكبيرة في أورام المخ لدى الكبار.

وأشار باسبي إلى أنه رغم أن ارتفاع معدلات اللوكيميا في هيروشيما زاد 17 ضعفاً، فإن ما يثير الدهشة في حالة الفلوجة هو سرعة الإصابة بالسرطان وليس مجرد انتشاره.

وكشفت الدراسة أيضاً عن التغيير في نسبة المواليد من الذكور والإناث، فبينما كانت في الحالات الطبيعية 1050 من الذكور مقابل 1000 من الإناث، انخفضت نسبة المواليد الذكور بعد 2005 بمعدل 18%، فأصبح كل 850 مولوداً ذكراً يقابلهم 1000 فتاة.

وقالت «ذي إندبدنت» إن التغير في النسبة بين الذكور والإناث يعد مؤشراً على الضرر الوراثي الذي يؤثر على الذكور أكثر منه على الإناث، وأشارت إلى أن هذا التغيير في الجنس قد لوحظ في هيروشيما.

ولفتت إلى أنه رغم تراجع استخدام أميركا للقوة النارية في العراق منذ 2007 بسبب استياء المدنيين العراقيين، كان هناك تراجع في الرعاية الصحية والظروف الصحية بالعراق منذ 2003.

وقالت إن تأثير الحرب على المدنيين كان الأشد على سكان الفلوجة منه على أي مكان آخر، وذلك بسبب الاستمرار في محاصرة المدينة وحجبها عن بقية أنحاء العراق بعد 2004.

وإلى جانب البطء الشديد في إصلاح آثار الدمار، كان سكان المدينة يخشون التوجه إلى مستشفيات بغداد بسبب نقاط التفتيش العسكري على الطريق المؤدية إلى العاصمة.


titre documents joints

Toxic legacy of US assault on Fallujah ’worse than Hiroshima’ - The Independent

24 تموز (يوليو) 2010
info document : HTML
134.7 كيلوبايت

By Patrick Cockburn



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178066

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178066 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40