السبت 9 آب (أغسطس) 2014

العدو:هزيمة حماس تعزز ابو مازن كشريك جدي وكضوء في نهاية النفق

السبت 9 آب (أغسطس) 2014

- بقلم: يوئيل ماركوس

اعتراف صغير: لا يروق لي حقا أن أبكي على مشاهد المعاناة التي أوقعها قادة حماس على أبناء شعبهم. فهذه المشاهد، للبيوت المدمرة، لمئات والاف المشردين الذين ينبشون بعيون دامعة خرائب بيوتهم على أمل ان يجدوا أغراضا شخصية، هي قاسية حقا. يحتمل أن يكون هؤلاء السكان وضعوا تحت تصرف حماس شققهم، سواء مقابل المال أم بسبب ضغط جسدي معتدل، لغرض بناء فتحات الدخول لواحد من مئات الانفاق التي تستهدف القيام بعمليات كبرى بين السكان المدنيين في اسرائيل، او يكونوا فعلوا ذلك ببساطة خوفا من زعران حماس.
كل هذا لا يهم. فالعالم يرى هذه المشاهد وينصدم. ولكن الخراب الجماعي هذا ما كان ليحصل لو لم تشرع حماس بالهجوم الارهابي لقاذفات الهاون والمقذوفات الصاروخية على بلدات في اسرائيل، وبالتوازي أعدت شبكة انفاق تستهدف القيام بعملية كبرى في قلب التجمعات السكانية (لا تسألوا – عرفنا أم لم نعرف) في اسرائيل مزحوا في أنهم لو عرفوا بانهم هناك في غزة أكفاء في الانفاق، لكان بوسعهم أن يوازنوا ميزانياتهم من خلال بناء القطار التحتي لتل أبيب.
حظنا أننا عطلنا هذه العملية الكبرى، من خلال حملة “الجرف الصامد” التي هي من أكثر الحملات التي قمنا بها نجاحا في ظروف مشابهة. “من أكثر حروب اسرائيل عدالة”، على حد قول أريك شارون عن حرب لبنان. بفارق واحد، أن هذه المرة ردنا كان أيضا عادلا وناجعا في نفس الوقت، سواء من ناحية الدفاع عن السكان من خلال العجب المسمى “القبة الحديدية” أم من ناحية الغارات الجوية والبحرية على غزة. نحن لسنا سيئين في “الابتكارات” للدفاع، بما فيها ايضا “سترة الريح” التي تمنع الاصابة المباشرة للدبابة. فالعقل اليهودي، لغرض التغيير أثبت هذه المرة بان ليست قوتنا وحدها تنجح.
كانت هذه المرة حربا بكل معنى الكلمة. 82 الف رجل احتياط جندوا، زائد الجيش النظامي بمراتبه. وقد بدوا مبنيون من نوع جديد، متمسكين بالهدف، متطوعين للمهام الصعبة. الكثيرين منهم، ولا سيما الشباب بينهم، بدوا كأنهم يجسدون صورة “الرجل الرجل” (من قاموس اللغة العبرية لموفاز). من اعتقد بان التهديد الاساس على اسرائيل هو قنبلة نووية لايران وانه لن تكون حروب تقليدية، اكتشف مرة اخرى بان في هذا الجيل نحن لا نزال نقاتل باساليب المواجهة وجها لوجه على مجرد حقنا في البقاء جسديا. في نوع الحروب التي نعيشها لا يوجد حسم تام، إذ في الطرف الثاني مستعدون للمعاناة. يخيل أنه يمكنهم أن يصلوا الى عشرات الاف القتلى دون أن يرف لهم جفن. نحن لا يمكننا أن ندفع أثمانا كهذه. والاستنتاج هو أن لا مفر غير البحث عن حسم سياسي.
قد تكون هذه الحرب فتحت خيارات جديدة بشأن المسيرة السلمية. اذا كان زعماء حماس شرعوا في الحرب كي يراكموا قوة عظمى في فلسطين المستقبلية، فانهم خسروا. فقد خرجوا منها اكثر ضعفا. مصر السيسي تمقتهم. وكان السيسي اول من شعر بتهديد الانفاق وأغلقها في رفح فور صعوده الى الحكم. وبثت حماس روح حياة في اتفاق السلام المجمد بين مصر واسرائيل. فلكلتيهما مصلحة في منع تعاظم الاسلام المتطرف في حدودنا وفي داخلنا. وللدولتين ارادة لفرض حكم فتح على قطاع غزة ايضا.
منذ لحظة اختطاف الفتيان الثلاثة وقتلهم يبدو ابو مازن كمن يكثر من تناول السبانخ ويتطلع لان يكون ممثلا لكل فلسطين، بما فيها غزة. اما بيبي، كما ينبغي الاعتراف، فقد أدار المعركة بحكمة. فليس بسيطا إدارة معركة حياة أو موت مع نماذج مثل ليبرمان وبينيت، الذين يشتكون في المقابلات التلفزيونية من تردده. ولكن هذا لن يجديهما نفعا. فهزيمة حماس تعزز ابو مازن كشريك جدي وكضوء في نهاية النفق.
ان الساعين لمصلحتك سيوصونك بتتويج هذا الانتاج باستئناف المفاوضات السياسية مع ابو مازن. خذ بهذا يا بيبي.
هآرتس الصهيونية 8/8/2014



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165758

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165758 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010