الأحد 25 تموز (يوليو) 2010
مسؤول سابق في الـ «سي آي إيه» :

نتنياهو تمكن من إزالة الانتقادات الأمريكية وقرر إبطاء أي مفاوضات مقبلة

الأحد 25 تموز (يوليو) 2010

تتوالى محاولات قراءة استراتيجية رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو بين الباحثين والمتخصصين بشؤون الشرق الاوسط في العاصمة الامريكية واشنطن، بعد الزيارة التي قام بها لواشنطن وظهرت خلالها ملامح تبدل العلاقة بين حكومته وادارة الرئيس باراك اوباما. وحول هذه القضية دار الحوار التالي مع مايكل شوير المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية، الأستاذ المحاضر الآن في جامعة جورج تاون :

- كيف ترون استراتيجية نتنياهو في هذه المرحلة؟.

■ يبدو لي الامر واضحاً. فالجميع يعرفون انه لو كانت «اسرائيل» تريد السلام حقاً لتحقق السلام. ولكن «الاسرائيليين» لا يريدون سلاماً بمقابل. إنهم يريدون سلاماً بلا مقابل. اي إنهم باختصار لا يريدون ان تقوم دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدودهم. فخطط السلام واضحة وتحظى بدعم الجميع. بل إن بعض تلك الخطط تمت الموافقة عليها من قبل رؤساء حكومات «اسرائيليين» من قبل. والشروط التي كان آرييل شارون متمسكاً بها تحققت جميعاً. هناك أمن ولا «إرهاب» ومؤسسات فلسطينية وبنى تحتية في الضفة الغربية على الأقل. ما المشكلة إذن؟.
المشكلة هي أن «الاسرائيليين» يعرفون أن ميزان القوى مرجح لصالحهم إقليمياً ودولياً الى حد كبير. إنهم لا يدفعون اي ثمن يذكر لقاء مواصلتهم احتلال اراضي 67. والتحركات الرافضة دولياً لهذا الاحتلال لا تزال غير قادرة على ان تكبد «اسرائيل» اي ثمن سياسي حقيقي. والدول العربية قدمت ما طلب منها، وليس بوسعها ان تفعل اي شيء لتهدد استمرار الاحتلال «الاسرائيلي» للاراضي الفلسطينية. والفلسطينيون قدموا كل ما طلب منهم وليس بوسعهم حتى الآن تبني استراتيجية مؤثرة ترتب ثمناً سياسياً يدفعه «الاسرائيليون» مقابل مواصلة احتلالهم للاراضي الفلسطينية وتوسعهم فوقها. حساب موازين القوى لا يدعو «اسرائيل» للتعجل. ونتياهو يقرأ الموقف بصورته الصحيحة الآن على الاقل.

- لماذا الآن بالذات؟.

■ لأن مواقف إدارة الرئيس اوباما في شهورها الاولى كانت تهدد بقلب تلك المعادلة رأساً على عقب. اما الآن فقد لقن «الاسرائيليون» الادارة الامريكية درساً له اكثر من مغزى. في لحظة معينة بدا أن مواقف واشنطن ومواقف انقرة وبعض المواقف الدولية الاخرى لاسيما تقرير جولدستون وما اعقبه بدا أن كل ذلك ينم عن تغير اتجاه الريح وتبلور ثمن سياسي كبير سيتحتم على «اسرائيل» دفعه. وما فعله «الاسرائيليون» لمواجهة ذلك كان هو تقسيم الملفات والعمل على كل منها على حدة. فقد تم احتواء ازمة تقرير جولدستون، وقد كانت في واقع الامر ازمة واعدة بتداعيات لا حدود لها. وبعد ذلك تم التركيز على مواقف إدارة الرئيس أوباما.

- هل حقق «الاسرائيليون» نجاحاً في هذا الملف الاخير؟.

■ وماذا ترى؟. إن ما حدث خلال زيارة نتنياهو الاخيرة كان معبّراً تماماً. لقد سبق الزيارة مسلسل من الدروس التي تلقاها الرئيس اوباما حول تكلفة مواصلة سياسته تجاه «اسرائيل»، وكانت ظاهرة خلال زيارة نتنياهو في مارس. فقد قيل للرئيس : إنه لو واصل سياسته فإن خسارة الحزب الديمقراطي لانتخابات الكونجرس النصفية ستكون مؤكدة. وقيل له : إن اللوبي «الاسرائيلي» والتيار المسيحي المتطرف سيشكلان «غرفة عمليات» دائمة الانعقاد في واشنطن مهمتها إسقاط الرئيس نفسه في انتخابات 2012. وقيل له : إن عدداً كبيراً من الديمقراطيين في الكونجرس سينفضّون عن اجندته، وسيعلنون معارضتهم لسياسته في الشرق الاوسط للنجاة بجلدهم في الانتخابات المقبلة. وهكذا تبين للرئيس أنه لن يستطيع ان يحكم اذا ما واصل «إهانته» المزعومة لرئيس وزراء «اسرائيل». فأي رئيس امريكي لا يستطيع ان يحكم بدون قدر من التأييد في المجلس التشريعي. بل ان اوباما واجه تهديداً بألا يبقى في البيت الابيض من الأصل بعد انتهاء فترة رئاسته.

- هل استجاب الرئيس لكل تلك الضغوط؟.

■ بالتأكيد.. وإلا فليقل لي اي شخص : لماذا تغيرت سياسة الرئيس بين مايو ويوليو؟ نتنياهو لم يفعل أيَّ شيء مختلف. لقد فهم الرئيس اوباما «حدوده».. إن ما حدث يوضح ان الحكومة بفروعها التنفيذية والتشريعية هي تابعة ـ حين يأتي حديث الشرق الاوسط ـ للوبي «الاسرائيلي» وانصار «اسرائيل» في الولايات المتحدة. والسلطة الرابعة كما تسمى - أي الإعلام - لا تقل في ذلك عن غيرها.. إن هذه التبعية تكشف عن عيب هيكلي في نظامنا الديمقراطي بأكمله.

- ماذا تقصدون بالعيب الهيكلي؟.

■ أقصد تأثير المال..! والضغوط الجانبية على القرار السياسي..!! إننا دولة عظمى ولكن قرارنا السياسي في منطقة ذات حساسية خاصة ـ مثل الشرق الاوسط ـ يخضع تماماً لنفوذ دولة أجنبية. أليس ذلك عيباً كافياً؟.

- فإذن.. عدنا إلى ما سيفعله نتنياهو؟.

■ رئيس الوزراء «الاسرائيلي» يرغب بالتعجيل في مواجهة إيران والإبطاء في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. هذا هو باختصار خط الحكومة «الاسرائيلية» الحالية. وأعتقد أنه وفر لنفسه شروط الإبطاء في مسار المفاوضات حين تجنب اي تعهد واضح بالالتزام بما سبق الاتفاق عليه بين سابقه إيهود اولمرت والرئيس محمود عباس. فالامور الآن ستبدأ من نقطة الصفر مرة اخرى. ولكنني لا أعرف هل تمكن من إقناع أوباما أيضاً بشن الحرب ضد ايران.

- المصدر : صحيفة «الشرق» القطرية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2181551

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2181551 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 46


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40