السبت 16 آب (أغسطس) 2014

الدرس من وحدتنا مع غزة

السبت 16 آب (أغسطس) 2014 par محمد سليم قلالة

اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة التي يرأسها المجاهد سي لخضر بورقعة، أبرزت كم هي فلسطين موحِّدة للشعب الجزائري، وكم هو مُوَحَدٌ الشعب الجزائري بشأن فلسطين. مواطنون، أساتذة، شباب، أحزاب، شخصيات وطنية من مختلف الحساسيات والمشارب الفكرية والفئات الاجتماعية، لم يمانعوا أن يكونوا جزءا من هذه اللجنة التي سمّت نفسها شعبية، وهي شعبية بحق. وأكدوا مرة أخرى أن الجزائريين لا يمنعهم أن يتحولوا إلى العمل الشعبي، متخلِّين عن كل العناوين التي يحملونها أو الأطر التي يتحركون ضمنها إذا ما وجدوا القضية المركزية التي يلتفون حولها أو وجدوا الغاية التي يضحون من أجلها.

وقد وجدوها هذه المرة في فلسطين في غزة، والتفوا حولها، بما يوحي أنه بإمكانهم أن يجدوها في قضايا أخرى ومهام أسمى. إن كل ما يريده الجزائريون ليضعوا خلافاتهم جانبا وصراعاتهم جانبا وحتى أحزابهم جانبا، هو وجود قضية كبيرة تجمعهم.

وقد وجدوها اليوم في فلسطين وفي غزة بحق. ما يعني أن تلك الفسيفساء الحزبية التي نعرف، وتلك الأنانية السياسية التي أصبحنا نعيشها، وذلك الانكماش الكبير في الساحة السياسية إنما هو نتيجة مسألة واحدة: غياب القضية.

فلسطين اليوم تُنبهنا إلى ذلك. تقول لنا بأنها بحق قضية الأمة المركزية، جامعة المشتت، والمانعة من التشتت، ما علينا سوى أن نلتف حولها. وقد فعل الجزائريون ذلك من خلال موقفهم الموحد من نصرة غزة. وعلينا أن نستخلص العبرة من هذا. أن نفهم أن مشكلتنا بالأساس هي في افتقادنا لقضية مركزية نهتم بشأنها ونضحي من أجلها ونلتف حولها، إن على مستوى الأمة الإسلامية أو على مستوى الدولة الواحدة والشعب الواحد، وإن خطأنا الأكبر هو في اللهث المستمر حول مسائل ثانوية لا ترقي إلى مستوى القضايا المركزية، في خَلطنا بين الجوهري والثانوي. هذه مشكلتنا وقد نبهتنا لها القضية الفلسطينية وحركت وأعيننا بشأنها الثورة العارمة التي تعرفها غزة. وما علينا سوى أن نستخلص الدرس، أن نعود مرة أخرى إلى اعتبار أنه لا انتصار لنا في أي شأن من الشؤون ما لم يكن ذلك مقرونا بالتحام شعبي كبير. وأنه لا التحاما شعبيا كبيرا دون تحديات كبرى.

واليوم لدينا أكثر من تحد كبير، داخلي وخارجي، كل ما نحتاجه هو أن تَتكتل حوله القدرات، وأن يتحول إلى زخم شعبي حول قيادات شعبية مثلما حدث مع اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك هو الأمل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2178229

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178229 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40