اختاروا أيها الفلسطينيون على أي جنب تواجهون حد السيف؟ سيف الحصار العربي والخذلان من قبل النظام العربي ومحاولات إخراجكم من يقينكم تحت ضغط الحاجة وضائقة الخناق.. أم على حد القصف بالنابالم والفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب؟ أم سيف مسلسلات المفاوضات تلو المفاوضات ليس أمامكم إلا السراب؟ على أي حد تقفون؟ وأي صبح تنتظرون؟
الحياة بين حد السيوف تمزق الجسد وتنزف الجروح ويزداد الوجع كلما أراد الجسد أن يتحرك يمنة أو يسرة.. تصدون الغزاة الهمج الصهاينة عن مسجدكم، المسجد الاقصى- عفوا عن مسجد الأمة - وتسقطون الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجرح.. تحفرون في الجدار العازل بأظافركم وتكتبون عليه آلامكم وقهركم وأنتم تعرفون أن المعركة أكبر من حدود الأمنيات الناعسات.. وتقفون في الساحات تكبرون الله وتسبحون بحمده فيما تتهاطل عليكم الصواريخ والقنابل والقذائف.. تسقط عليكم بيوتكم ومساجدكم ومرافقكم العامة وأنتم تؤكدون للكون أنكم لن ترحلوا من أرضكم وأنكم تصرون على الحياة.
اختاروا أيها الفلسطينيون على أي جنب تواجهون حد السيف؟؟ فأنتم منذ قرن من الزمان وأنتم تجرون المنطقة كلها إلى المعركة الحقيقية فيما يحاول الأشرار جرها إلى خارج الزمان والمكان.. قرن من الزمان وأنتم تمثلون إضاءات النور في غياهب الدجى لطلائع الفجر القادمين من جراحات الأمة في كل مكان.
ولكنكم في هذه المعمعة مزودون باليقين والبصيرة والعزيمة فتصادقتم مع القدر والوعد الإلهي بنصر عزيز كريم ولكنه آت إليكم بعد أن يفعل دمكم فعله في عروق الأمة وطلائعها، وبعد أن تهتز لكم مشاعر النخوة والرجولة وتنسحب من حولكم تحسبات الأنانيات المقيتة والتخوفات من السيد الأمريكي على كراسي تجثم على صدور الشعب وصروح كرامته المهانة.
أجل إنكم أيها الفلسطينيون تصنعون الحياة على حد السيوف، ولم يقعدكم الشعور باليأس بإمكانية أن تصلكم الجيوش تثأر لكرامة الأقصى والأرض المباركة.. أنتم تحيون برغم الموت المجنون الذي يعوي في المكان.. ولقد طوع الله لكم الطبيعة وسخر لكم سننه وقوانينه فأبديتم للعالمين ما يعجز اللسان عن وصفه.
أمامكم أيها الفلسطينيون مفترق طرق وعليكم أن تحتضنوا الطرق كلها وتنشروا فيها وعيكم وإرادتكم لتنتشروا في الفضاء كله تحاصرون أعداءكم وتلقون بهم إلى حيث لا يليق بهم.. إلا طريق واحد فقط هو الذي لا يليق بكم ذلك الطريق إلى الكفر بأمتكم والأحرار في العالم، لأن العدو يريد أن يدفعكم إلى ذلك دفعا ويترككم في المعركة وحيدين بلا دعم ومدد ويكون قد حقق الانتصار عليكم بمجرد إشعاركم باليأس من أمتكم والأحرار في العالم.
خوضوا حربكم إلى نهاياتها فستأتيكم الأمة بقضها وقضيضها لتكرس وجودها الحضاري بانتصار فلسطين على العدوان وانتصار الأمة على الأعداء.. تولانا الله برحمته