الجمعة 22 آب (أغسطس) 2014

شهداء رفح.. مقاومون من الرعيل الأوّل

الجمعة 22 آب (أغسطس) 2014 par جهاد أبو مصطفى

«استشهاد اي من قادتنا لن يفت في عضدنا، ولا في عضد مجاهدينا، بل يزيدنا اصراراً وعزيمة على حمل الراية، ومواصلة الطريق». بهذه الكلمات نَعَتْ «كتائبُ الشهيد عز الدين القسام» ثلاثة مقاومين من الرعيل الاول اغتالتهم اسرائيل فجر امس في غارة استهدفتهم في رفح.
ومنذ اليوم الأوّل للعدوان على قطاع غزّة، يُنقّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أي «إنجاز» إستراتيجي في غزّة، يُسجّل لمصلحة حكومته، ويُرضي الإسرائيليين، بعدما أخفق الجيش في الحملة التي أسمتها إسرائيل «الجرف الصامد»، وانسحب من تخوم غزّة يجر أذيال الهزيمة. بذلك قرر نتنياهو نسف مفاوضات القاهرة، وقطع الطريق على الفلسطينيين للاحتفال بالنصر مُبكراً، فحاولت المقاتلات الإسرائيلية تصفية القائد العام لـ«كتائب القسّام» محمد الضيف، أمس الأوّل، في غارة ادت الى استشهاد زوجته وطفله.
وفيما اخفقت اسرائيل في تحقيق هدفها المزدوج، المتمثل في تصفية الضيف وضرب الروح المعنوية للمقاومين، كرر جيش العدو المحاولة مجدداً، فجر أمس، حين أغارت طائراته الحربية على منزل في مدينة رفح، في جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أبرز القيادات العسكرية الميدانيّة لـ«القسّام»، وهم: رائد العطار، محمد أبو شمالة، ومحمد برهوم.
وأفاد شاهد عيان تحدث لـ«السفير» من منطقة الاستهداف، بأن طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» أغارت بـ12 صاروخاً على منزلٍ في حي تل السلطان في غرب مدينة رفح في جنوب القطاع؛ ما أدّى إلى تدميره بشكلٍ كامل، بالإضافة إلى دمار هائل أصاب المنازل المُجاورة.
وأوضح شاهد العيان أن الطواقم الطبيّة نقلت جثتَي الشهيدَين أبو شمالة والعطّار إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجّار في المدينة، بالإضافة إلى سبعة شهداء آخرين ارتقوا نتيجة القصف، وما يزيد عن أربعين جريحاً، ولاحقاً تم استخراج جثة الشهيد برهوم من تحت ركام المنزل المقصوف.
وفور ورود أنباء ارتقاء القادة الثلاثة، عم الحزن والأسى أرجاء القطاع، لا سيما مُحافظة رفح، مسقط رأس الشهداء، حيث عُرف عنهم الشجاعة والبطولة، وتاريخ طويل في مقارعة المحتل الإسرائيلي.
وبعد صلاة الظهر، شيّع الآلاف من جماهير محافظة رفح القادة الميدانيين إلى مدينتهم، إضافة إلى جمعٍ من الفصائل الفلسطينية المُختلفة.
الشهيدان العطّار وأبو شمالة يُعتبران من أبرز قيادات «كتائب القسّام» العسكرية المُلاحَقة من إسرائيل منذ سنوات، وتضعهما الأخيرة على رأس قائمة الاغتيالات التي تنشرها من حين إلى آخر، لا سيما بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في غزّة صيف العام 2006، إذ تُحمِّل إسرائيل الشهيدَ العطّار المسؤولية عن أسر شاليط، والاحتفاظ به لخمس سنوات كاملة، حتى تم إبرام صفقة تبادل بين المقاومة والاحتلال في العام 2011، تقضي بالإفراج عن شاليت في مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً. والشهيدان من أبرز أعضاء المجلس العسكري الأعلى لـ«القسّام». أما الشهيد برهوم، فهو أحد قياديي «الكتائب» في مدينة رفح، وثلاثتهم من الرعيل الأوّل للقسّام.
وبالإضافة إلى تحميل إسرائيل، العطّار، المسؤولية عن أسر شاليت، فإنها تقول إنه الشخص الوحيد الذي يعلم مصير الضابط الإسرائيلي هدار غولدرن، والذي فُقدت آثارُهُ في عملية بطولية للمقاومة في شرق رفح قبل أسابيع.
الشهيد رائد صبحي العطار (40 عاماً)، متزوج وأب لولدين، وكان رفيق درب الشهيد محمد أبو شمالة ـ الذي ارتقى معه ـ في كل المحطات الجهادية منذ التأسيس والبدايات، وشارك في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى، ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية، ثم قائداً لـ«لواء رفح» في «كتائب القسام»، وعضواً في المجلس العسكري العام.
وشهد «لواء رفح» تحت إمرة الشهيد العطّار الجولات والصولات مع الاحتلال، وعلى رأسها حرب الأنفاق، وعملية الوهم المتبدد التي أُسر فيها «شاليت»، وغيرها من العمليات البطولية الكبرى، وكان له دور كبير في معارك «الفرقان 2008 - 2009»، و«حجارة السجيل 2012»، و«العصف المأكول 2014».
أما الشهيد محمد أبو شمّالة (41 عاماً)، فهو من مُؤسسي «القسام» في محافظة رفح، ويُعد الرجل الثالث في «الكتائب»، وقاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، وشارك في ترتيب صفوف «القسام» في الانتفاضة الثانية، وعُيّن قائداً لدائرة الإمداد والتجهيز. وهو متزوج ولديه خمسة من الأبناء، ونجا من ثلاث محاولات اغتيال.
كما أشرف أبو شمّالة على العديد من العمليات الكبرى، مثل عملية «براكين الغضب»، و«محفوظة»، و«حردون وترميد»، و«الوهم المتبدد»، كما كان من أبرز القادة في معارك «الفرقان» و«حجارة السجيل» و«العصف المأكول». في العام 1999، حكمت السلطة الفلسطينية عليه وعلى الشهيد العطار بالإعدام، لكنها اضطرّت إلى إلغاء الحكم بعد تظاهرات حاشدة في غزّة رفضاً له.
ويُعد الشهيد محمد برهوم (45 عاماً)، من أوائل المطاردين في «القسام»، وهو رفيق درب الشهيدَين محمد أبو شمالة ورائد العطار. طُورد من قوات الاحتلال في العام 1992، ونجح، بعد فترة من المطاردة، في السفر إلى الخارج سراً، وتنقل في العديد من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى القطاع، ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد العدو.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2178399

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178399 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40