على مدار خمسين يوما كانت قلوب الأمة لا تنبض إلا بدم فلسطيني ولا تهتف إلا لفلسطين وانزوت كل الالهيات والمضللات من امام اعين الأمة التي لم تعد تبصر الا فلسطين بجلالها وبهائها فيما ابطال المقاومة الفلسطنينية الميامين يظهرون للعالم كم رائعة روح المقاومة والعناد الأسطوري وان أهل فلسطين يستحقون بجدارة الوقوف على إرث النبوة والرباط في الأرض المباركة ارض الاننبياء والأئمة والصالحين والناس المحترمين..
اجل، لقد افرحتم أمتكم وانتم تقاومون وتتوحدون وتسرعون في تجاوز خلافاتكم وينهض كل منكم بتحمل مسئولياته في هذه الملحمة الكبيرة.. وفد فلسطيني مشترك وانتفاضة شعب في كل المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية وارض العمق الفلسطيني ومخيمات الشتات.. فأسكنتم أمتكم فرحا عظيما وبشائر تلوح من تحت الركام كما عنقاء غزة بأن القادم من الأيام سيجبه الشعب الفلسطيني وان شبلا او زهرة من اشبال فلسطين وزهراتها سيرفع العلم الفلسطيني فوق أسوار القدس ومساجد القدس وكنائسها..
افرحتمونا وقد طويتم الانقسام البغيض الفاظا وممارسة وتقدمتم بلقاءات وعمل مشترك فكنتم مثالا لكيفية تجاوز الاختلافات.. واسستم بذلك للمستقبل بنيانا يستعصي على الأعداء اختراقه وافرحتم بذلك قلوب ابناء امتكم ورفعت رأسها بكم لأنكم تصنعون النصر مقاومة للعدو وتوحدا فيما كل الآخرين يفجرون الأمة ويتحالفون مع عدوها.
افرحتم أمتكم فلا تفجعوها.. فما نسمعه من تصريحات وخطابات وكلام في الكواليس وعبر الناطقين الرسميين وما اكثرهم ينكأ الجرح وينغص الفؤاد ويشي بأن هناك أياد غير نظيفة او أفهام سقيمة تريد ان تعصف بفرحة الأمة وبثمرة صمود الشعب الفلسطيني وجهود ابنائه في كل مجال وكل مكان.
كل ما نسمع من تصريحات تعني بداية اننا للأسف ازاء عدم تيقظ وانتباه، لأن كل ذلك من شأنه ان يدخل السرور على قلوب الأعداء والآلام على قلوب الإخوة والأهل فضلا عن كونه معطلا اساسيا للتقدم على صعيد إحقاق الحقوق الفلسطينية.
وحنى لا يكون كلامنا هكذا بلا لون او طعم نؤكد على ما فات من جهد على صعيد الوحدة وانه ينبغي ان لا يتم تجاوز ذلك ابدا الا بعد انجاز الاستحقاقات التي أ نيطت بها بدءا بحكومة الوفاق الوطني وعمل الوزرات وما يتعلق بالأمن والإعمار والعمل السياسي.
المقاومة عظيمة ولكنها جزء من الحالة الفلسطينية لا ينبغي ان يتم باسمها عرقلة البنيان الوطني، بل لابد ان تكون هي في خدمة الجهد الفلسطيني العام وفي اتجاهه وليس على نقيضة.. ثم انه لا يمكن فتح الملفات هكذا امام ميكروفونات الاعلاميين والانسياق وراء ردات الفعل، لأن هذا من شأنه إرباك الساحة وتضييع الجهود هباء منثورا.
باختصار شديد انتم ايها الفلسطينيون في مرحلة انتقالية بحكومة توافق وطني وبمؤسسات لابد من تفعيلها وانتم امام استحقاقات داخلية ولكنكم ايضا امام عملية سياسية كبيرة لانتزاع حقكم وتثبيت دولتكم على أرضكم فلسطين وعاصمتها القدس من هنا ايها الفلسطينيون غير مسموح لكم العودة للانشقاق والتنازع، لأن ذلك لا مصلحة فيه الا لإسرائيل التي تتمنى التفسخ والتشتت الفلسطيني وهو ما يفجع أمتكم التي تراقب خطواتكم الآن وسيكون لها موقف ضد كل من يعبث بوحدة الشعب.. تولانا الله برحمته.
RLS
