أن يحاول الفلسطيني الخروج من أتون النيران المشتعلة من حوله في بلاد العرب “أوطاني” المستضيفة لتواجده القسري فيها جرآء نكبته المستمرة منذ قرن كامل وبالأخص بعد أن طلبت منه جيوش العرب الأكارم مغادرة وطنه لأنها ستقوم بتحريرها من عصابات الهاجناه وشتيرن والبالماخ وغيرها أمر مفهوم وخاصة أن هذه النيران في معظمها داخلية وأتت على نسيج ذات البلدان الداخلي قبل أن تحاصره.
العقدان الأخيران سجّلا هروب الفلسطيني بدءاً من العراق الذي اجتاحته الإمبريالية وخلقت فيه كل أسباب عدم الاستقرار كما زرعت في أرضه ومائه وسمائه بذور الاقتتال الداخلي والفتن على أنواعها بدعوى أنها بذور “ديموقراطيتها” التي تتولى نشرها في المجتمعات العربية والاسلامية بحد السيف حرصا على مصالح شعبها ومواطنيها الذين لم يطلبوا يوما وصفات الامبريالي المجرّبة في فيتنام قبل ذلك بشكل سافر فهرب الفلسطيني من العراق الشقيق وأوقفته بلاد العرب طويلا في مخيمات الحدود العطوفة والشفوقة.
ولم تكد العراق تنوء بكلكلها حتى انفجرت رياح “ربيع العرب” التي جرى ركوبها منذ ساعات مولدها الأول لتتحول إلى ساعات الخريف الذي لا رادّ له فتزلزل أركان الدول المستقرة وخاصة تلكم التي طالما تواجدت تحت تسمية دول “الصمود والتصدي” لمشاريع الامبريالية الجامحة في كسر إرادة العربي وتركيعه منذ قام السادات بفعلته التي فتح فيها أكبر وأخطر ثغرة فيما كان يسمى جدار التضامن العربي و“العمل العربي المشترك” المحاول مواجهة هزيمة العرب الكبرى وسقوطهم في امتحان فلسطين والذين كان تصرّفهم وسوء سياساتهم أحد أهم الأسباب في تخليق النكبة الفلسطينية اضافة إلى مؤامرة الكولونيالي وفاشية الصهيوني وجرائمه المعلومة.
اليوم نحن أمام مشهد مختلف تماما حينما يركب الفلسطيني من وطنه ومن منطقة يفترض أنها المنطقة المحررة فيه بقطع النظر عن حصارها وخنقها جوا وبراً وبحراً بمساعدة معظم الأشقاء العرب وسكوت معظم الاشقاء المسلمين خاصة وأنها سجّلت قبل أيام أروع أمثلة المواجه وقدّمت الدليل الأقوى على أن وصفة العرب القديمة ودعوتهم للفلسطيني بالمغادرة كانت أول أسباب تخليق نكبته التي يحاولون اليوم التخلي عن مسؤوليتهم فيها بدعاوى مختلفة وليكن الأمر لدى العرب ما يكون لكن أن يكون الانتاج هذه المرة فلسطينياً فهي إدانة لا تقل عن تلكم السابقة بل تزيد بحق المكونات السياسية الفلسطينية أساساً وهي دليل أكيد على أن هذه القيادة الفاشلة لم تعد في أي موقع يخدم هذه القضية بل باتت عبئا عليها اليوم مع مشهد قوارب الموت تخرج من غزة المحررة.....
الاثنين 15 أيلول (سبتمبر) 2014
قوارب موت غزة تلعنكم جميعاً...
الاثنين 15 أيلول (سبتمبر) 2014
par
رئيس التحرير
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
65 /
2180597
ar أقسام الأرشيف أرشيف مقالات رئيس التحرير ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
6 من الزوار الآن
2180597 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 10