الجمعة 30 نيسان (أبريل) 2010

الصراع في الساحة الفلسطينية على المال والنفوذ

بقلم:د.عبد الرحيم كتانة
الجمعة 30 نيسان (أبريل) 2010

لم يفاجأ الشارع الفلسطيني بما خلص إليه اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح الذي انعقد في رام الله في الفترة الممتدة من 24- 27 نيسان الجاري.فقد سبق الاجتماع المذكور تسريبات جمة تتحدث عن حالة غضب تسود الشارع الفتحاوي نتيجة سيطرة سلام فياض على المال وياسر عبد ربه على الإعلام ,وفعلا صدقت التوقعات, فقد كانت هذه أهم النقاط التي أثارها أعضاء الثوري في الاجتماع المذكور حسب ما رشح عنهم.

الحقيقة أن المال والإعلام هما عناصر قوة أي نظام عبر التاريخ وفي الحاضر, والمستقبل على ما يبدو,وقد فهم الحكام هذه البديهية جيدا , ولا بأس من الإشارة إلى أن الراحل ياسر عرفات امسك بخيوط المال واحكم سيطرته على الساحة الفلسطينية طيلة ما يقارب الأربعين عاما ,ولم تتضعضع سلطته إلا عندما أجبر على التخلي عن حقيبة المالية للدكتور سلام فياض(والكل يعرف هذه الحقيقة)وعن رئاسة الوزراء قبل المالية لصالح من هم في السلطة الآن.

وعندما كانت فتح تقود السلطة ويمسك معظم قياداتها بالمناصب الوزارية منذ تأسيس أول حكومة حتى حصار عرفات,لم يبقى عضو لجنة مركزية أو ثوري إلا وأصبح وزيرا أو محافظا أو قائدا لجهاز امني أو سفيرا(وذلك اضعف الإيمان)- هل يستطيع احد أن ينكر هذه الحقيقة؟ وهل حققت القضية الفلسطينية أي اختراق يذكر عندما كانوا وزراء؟ إذن ما الجديد حتى تثار هذه الضجة؟

الجديد أن سلام فياض الذي حصل (حزبه)على 1% من أصوات الناخبين أصبح رئيسا للوزراء دون تصديق التشريعي المغيب, وامسك بالمال وبالتالي بالإعلام وهو أصبح من يمسك بالقرار مما يسحب البساط من تحت أرجل فتح, التي باتت تخشى (بدون مال)من فقدانها عناصر قوتها وسيطرتها على الشارع الفلسطيني بشكل عام و الفتحاوي بشكل خاص وبالتالي طارت الامتيازات!!!

إن أبناء فتح لا يستطيعون أن يستوعبوا هذه الحقيقة الجديدة ,لأنهم يعتبرون أنفسهم التنظيم الأهم في الضفة الغربية(وهذا صحيح إلى حد ما)ويعتبرون أنفسهم أصحاب المشروع الوطني وحماته .وما دام الأمر كذلك فيجب أن يبقى مفتاح الخزانة في جيوبهم.

والحقيقة انه في خضم هذا الهرج, تم القفز عن مسألتين في غاية الأهمية :

الاولى أن من يقرر أين يجب أن يكون المال لا هو سلام فياض ولا هو أبو مازن,لان من يعطي المال هو من يقرر بأيدي من يجب أن يبقى.وعلى من يريد حقيبة المالية ليصرف منها كما يشاء عليه أن يقدم أوراق اعتماد للمانحين أفضل من أوراق سلام فياض!!!

والثانية أن أي مشروع سياسي جدي لم تتم مناقشته في اجتماع الثوري سوى بعض الإدانات والتمنيات , وفي ظل المأزق التي وصلت إليه الحياة(مفاوضات) فان مشروعا إنقاذيا كان يجب أن يستحوذ على جلسات الاجتماع وليس مشروعا ماليا.

فهل قضية فلسطين تم تقزيمها إلى هذا الحد: من يمسك المالية والمحاسبة ومن يصبح وزيرا ؟هل بقي شيء من القدس والأرض والشعب لنتصارع على كرسي وزارة وعلى خزينة أموال مشروطة؟ وبشكل أدق,هل سيطرة فتح على الخزينة كفيلة بإنهاء الانقسام ورفع الحصار عن غزة وإعادة القدس واللاجئين؟ألهذا الحد وصل بنا الجنون والاستهتار؟

وهذا لا يعني أنني من أنصار سلام فياض ولا غيره .

حسنا, سيقولون لنا لقد أكد الاجتماع على رفض استئناف المفاوضات إلا بوقف الاستيطان, أما نتنياهو وميتشل يقولون العكس,فمن نصدق؟ الجواب واضح..مرة أخرى من يعطي المال هو من يقرر ما دمنا أسرى الراتب والامتيازات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2176515

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2176515 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40