الجمعة 19 أيلول (سبتمبر) 2014

المعركة الفلسطينية الفاصلة

الجمعة 19 أيلول (سبتمبر) 2014 par صالح عوض

يجمع الفلسطينيون امرهم لولوج معركة ليس من السهل توقع مراحلها وخطواتها، لانها تفحص بشكل عميق حقيقة الادوار واحجام المصالح والارادات الدولية والاقليمية.. فبعدما فشلت المفاوضات مع الادارة الصهيونية على مدار عشرات السنين في التوصل الى اتفاقية تنهي الاحتلال لاراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم صدور القرارات الدولية والتعهدات بضرورة انهاء الاحتلال، ورغم توقيع القيادة الصهيونية على وثائق اوسلو التي تفيد بوضوح انهاء الاحتلال وحق اهل الضفة الغربية وقطاع غزة تقرير مصيرهم... فشلت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واعدائهم في التوصل الى نتيجة سياسية، ويكون الكيان الصهيوني وجد فرصة ثمينة في سير المفاوضات، معتبرا ان تحركه في ظلها سيكون سهلا لمزيد من الاستيطان والاعتداء على الانسان والارض.. فشلت المفاوضات بعد ان اكد الفلسطينيون ان عزمهم اكيد في تهيئة مناخ العمل السياسي، بل لقد هبت القيادة الفلسطينية في نزع كل الشعارات والافعال التي من شأنها تعكير صفو المفاوضات، وان تكون حجة للقيادة الصهيونية في التفلت من المفاوضات واستحقاقاتها.

بعد تلك المرحلة القاسية التي لم تكن سهلة على صاحب القرار الفلسطيني الذي عانى كثيرا في اقناع الفلسطينيين وقواهم السياسية بجدوى وصحة ما فعل.. الان لم يعد مبررا مواصلة المفاوضات التي حولها العدو الى حلقات من العبث.. ولم يعد مبررا ان يواصل الفلسطينيون مضيعة الوقت، فيما الارض تنهب والمقدسات تدنس والشعب يذبح باطنان المتفجرات.

يجمع الفلسطينيون اوراقهم ويستعدون لتقديم طلبهم لمجلس الامن للاعتراف بدولتهم، مطالبين بقوى دولية لرعاية مرحلة اللانتقال من الاحتلال للاستقلال، مطالبين بآجال محددة لانهاء الاحتلال.. ويؤكد الفسطينيون انهم لن يتراجعوا في مطلبهم لانجاز الحل السياسي، فماذا لو ان امريكا تصدت للمطلب الفلسطيني، وهذا امر وارد، سيما في ظل ما نسمع من تهديدات مباشرة او غير مباشرة للفسطينيين؟

امريكا سترفض المطلب الفلسطيني وستمارس ضغوطا وحصارا على الفلسطينيين الذين خرجوا من بيت الطاعة كما يتخيل الامريكان.. الامريكان الذين يكتشفون ان الفلسطينيين رغم كل المواددة والحرص على الدور الامريكي، الا انهم لا يملكون ان يديروا ظهرهم لقضيتهم، وانهم رغم ما يبدون عليه من صعف، إلا انهم متمسكون بقوة بحقوقهم الثاثبة والمشروعة، لهذا سيجد الامريكان ان هناك خروجا عن النص، وان ذلك يستدعي عقوبات غير معروف بالضبط حجمها، ستقوم بها الادارة الامريكية وحلفاؤها ضد القيادة الفلسطينية.

لن يتوقف الفلسطينيون امام الفيتو الامريكي مكتوفي الايدي، بل سيتحركون الى كل المنظمات الدولية، مطالبين بالتدخل لحماية المواطنين في دولة فلسطين الذين يتعرضون للاحتلال، وسيطالبون بملاحقة المجرمين في المحاكم الدولية.

وسيتحرك الفلسطينيون الى قطع كل العلاقات التنسيقية مع العدو، وايقاف كل ما من شانه تكريس العلاقة الاحتلالية.. والتعامل مع اسرائيل في حالة من العداء، وليس الشراكة السياسية في التفاوض.

بعد هذا كله، ماذا يمكن ان يفعل الفلسطينيون؟ وماذا ستفعل اسرائيل؟ الى اي مستوى ستصل الامور؟ ثم هل هذه النهاية هي اخر المطاف؟ ام انها بداية مرحلة تتولد من التغيرات الدراماتيكية في العلاقة مع اسرائيل؟

ستسحب اسرائيل بطاقات الـ“في اي بي” وتحاصر مقرات السيادة وتتوقف عن توريد الاموار، وقد تقوم باعتقالات واسعة في صفوف القيادات الفتحاوية في الضفة.. وستشن حالة من الحصار في الضفة الغربية عبر الحواجز وعلى قطاع غزة، تجعل من الضنك وسوء المعيشة عنوانا كبيرا للحالة الفلسطينية.

على المستوى الدولي ستباشر الادارة الامريكية والادارات الغربية الحليفة لها بشن حملة ضد القيادة الفلسطينية، قد يصل الامر الى الاعلان عن عدم اهليتها ونضجها، ما يستتبع اجراءات كما تم فعله مع ياسر عرفات.

انها معركة فاصلة، بل لعلها المعركة الحقيقية الاكثر خطورة، انها تتويج لكل المعارك تستلزم وقوفا فلسطينيا موحدا وموقفا عربيا مساندا، لكي يخرج الفلسطينيون من هذه المعركة منتصرين.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2165295

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165295 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010