الأربعاء 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

من باع شقق سلوان؟

الأربعاء 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par حلمي الاسمر

«إنجاز تاريخي» هكذا وصف وزير الاقتصاد الصهيوني عملية استيلاء مستوطنين يهود على ست وعشرين شقة في سلوان، الواقعة جنوب المسجد الأقصى، في القدس المحتلة، في اليوم الأخير من شهر أيلول سبتمبر الماضي..
عملية الاستيلاء تمت وفق طريقة قديمة استخدمها الصهاينة في سرقة الأرض بطرق «قانونية!» ملتوية، عبر عمليات شراء متوالية، يقع في النهاية ضحيتها مواطنون فلسطينيون، شأنهم شأن أي مواطن في هذا العالم يبيع ويشتري!
أثارت عملية الاستيلاء اليهودي على الشقق، عاصفة من التساؤلات استثمرها البعض في توجيه الاتهام إلى الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة، وكان الاسم البارز المتهم بهذا الأمر فريد الحاج يحيى من بلدة الطيّبة.
يقول شهود عيان، من بلدة سلوان، من الذين شهدوا الحادثة أنهم فوجئوا بالمستوطنين يطوّقون المكان ويدخلون إلى الشقق، ومن هؤلاء إلياس الكركي (62 عاماً) الذي يقول إن لديه أوراقًاً تُثبت أن ابنه، نبيل، باع قبل سبعة أشهر منزلاً في حارة بيضون لفلسطيني من الداخل المحتل يُدعى فريد الحاج يحيى، لافتاً إلى أن إجراءات البيع انتهت قبل ثلاثة أشهر مع استيفاء كامل مستحقات المنزل. ويتخوف الكركي من أن حياة عائلته ستتحول إلى جحيم بعد دخول المستوطنين إلى المنازل القريبة منهم. أما أشرف سرحان الذي تملك عائلته مبنىً مكوناً من خمسة طوابق، فقال إن والده باع منذ عامين منزلاً لشخص من عائلة أبو صبيح شرط أن يكون للطرف الأول أحقية الشراء إن أراد الطرف الثاني البيع لاحقاً ، لكنه أيضاً فوجئ بأن المشتري هم المستوطنون ، الصحافة اهتمت بالموضوع على نحو مكثف، فأجرت تحقيقات واسعة حول الموضوع، واستنطقت عددا من المسؤولين في القدس، ومنهم مدير مركز معلومات وادي عين حلوة في سلوان، جواد صيام، الذي أكد أنه لا توجد عملية بيع مباشر للمستوطنين ، مقدراً أن يكون تسريب الشقق جرى عبر شركة أميركية وهمية تدعى كندل فاننس ، أو عبر شخصيّات اختبأت خلف مشاريع خيرية .
ما يهمني هنا حقيقة، اتهام الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة بأن أحد كوادرها هو الذي كان الوسيط لبيع الشقق للمستوطنين، على عادة الإعلام الذي يريد أن يشوه الإسلاميين حيثما كانوا بأي طريقة كانت، لكن الحركة الإسلامية (الفرع الشمالي) أصدرت بيانًا أكدت فيه أن القدس أمانة وأن فريد الحاج يحيى لم يكن في أيِّ يوم من الأيام عضواً في الحركة ولم يشغل أي منصبٍ فيها.
في المقابل، صدر بيان آخر للحركة الإسلامية (الفرع الجنوبي) وصف تسريب بيوت سلوان بأنه جريمة نكراء وخيانة لله والوطن ، ملمّحاً في الوقت نفسه إلى أن الحاج يحيى جرى إنهاء عمله من جمعية الأقصى، التابعة لها، عام 2010..
أما الحاج يحيى فقال: «وان لم أكن وليا، لكني محق. أنا في الحركة الاسلامية منذ عشرين سنة. وأقوم باعمال البر واساعد الناس. واقول بالفم المليء: لا اساس من الصحة لكل هذا. اشتريت منزلا في سلوان ولكن ليس اكثر من ذلك. لم أبع للمستوطنين. نقطة. اذا أظهر احد ما وثيقة باني بعت سنتيمترا واحدا للمستوطنين فأنا مستعد لان اسافر الى رام الله واقف في المنارة أمام ثلة رماة نار. فوجئت بصدور اسمي. بنيت اسمي على مدى عشرين سنة. اشتريت من عربي وبعت لعربي. ومن بعته هو المشبوه بانه باع للمستوطنين!
ترى.. لما يصر البعض على الزج باسم الحركة الإسلامية في هذه العملية القذرة؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2176763

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي الاسمر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2176763 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40