السبت 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

هل نفرح بسقوط البترول؟

السبت 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par محمد سليم قلالة

كان سعر سلة البترول،‮ (‬الخفيف،‮ ‬صحاري‮ ‬بلند ـ الجزائري‮ ‬ـ برنت بأنواعه المختلفة‮... ‬الخ‮) ‬في‮ ‬أول أوت الماضي‮ ‬102‭.‬89‮ ‬دولار للبرميل،‮ ‬فانخفض‮ ‬يوم‮ ‬09‮ ‬أكتوبر الجاري‮ ‬إلى‮ ‬84‭.‬10‮ ‬دولارا للبرميل‮ (‬بورصة نيويورك‮)‬،‮ ‬ويتوقع أن‮ ‬يستمر في‮ ‬الانخفاض في‮ ‬الأشهر القادمة ربما إلى أدنى من ذلك،‮ ‬وتبعا لذلك‮ ‬ينخفض سعر البترول الجزائري‮ ‬في‮ ‬الأسواق الدولية ونخسر الملايين كل اليوم‮.‬

نخسر نحو‮ ‬1‭.‬48‮ ‬مليون دولار‮ ‬يوميا إذا انخفض بدولار واحد‮ (‬بحسب سنة‮ ‬2013‮ ‬كان إنتاجنا‮ ‬1‭.‬48‮ ‬مليون برميل‮ ‬يوميا‮)‬،‮ ‬وترتفع خسارتنا إلى‮ ‬14‭.‬8‮ ‬مليون دولار في‮ ‬اليوم إذا انخفض بعشر دولارات،‮ ‬أي‮ ‬إلى‮ ‬444‮ ‬مليون دولار في‮ ‬الشهر،‮ ‬وهي‮ ‬مبالغ‮ ‬ضخمة لا شك في‮ ‬ذلك‮.‬

وإذا علمنا أن الإنتاج الجزائري‮ ‬بدأ‮ ‬يتراجع منذ سنة‮ ‬2008،‮ ‬وأن الاكتشافات الجديدة في‮ ‬الشمال التي‮ ‬تزيد عن‮ ‬32‮ ‬حقلا لا ترقى أبدا لمستوى حاسي‮ ‬مسعود أو حاسي‮ ‬الرمل،‮ ‬وإذا تأكدنا بأن هذين الحقلين الكبيرين بدءا في‮ ‬التآكل في‮ ‬العشر سنوات الأخيرة،‮ ‬بعد أن اُستنزفا استنزافا من خلال الاستغلال المفرط الذي‮ ‬بلغ‮ ‬حد التحطيم،‮ ‬وانطلاقا من المؤشر القائل إن عائدات البترول انخفضت بـ‮ ‬12‮ ‬بالمائة في‮ ‬الثلاثي‮ ‬الأخير من سنة‮ ‬2014،‮ ‬أليس من حقنا أن نطرح السؤال التالي‮: ‬هل نفرح بهذا أم نحزن؟

هل نحزن لبدء نضوب هذا الكنز البترولي‮ ‬ولسقوط أسعاره؟ أم نفرح لأن الذين‮ ‬يعيشون على ريعه لن‮ ‬يجدوا ما‮ ‬ينهبوه بعد الآن،‮ ‬ونتحول بعدهم،‮ ‬ومن دونهم،‮ ‬من شعب منهوب‮ ‬يعيش عالة على ثروات بلاده،‮ ‬إلى شعب‮ ‬يخلق ثروته بنفسه؟

هل نحزن لأن عشرات المشاريع التي‮ ‬بنينا عليها أحلامنا ستتوقف،‮ ‬أم نفرح لأننا سنعود للتفكير العقلاني‮ ‬عند بناء المشاريع ونتوقف عن الكذب على أنفسنا ونضع حدا لذلك السراب الذي‮ ‬أضعنا العمر في‮ ‬البحث عنه دون جدوى؟

هل نحزن لأن مواردنا المالية ستنخفض أكثر،‮ ‬أم سنفرح لأن هذه الموارد كانت ستُنهب وتُبدد عبر الفساد والتبذير والرشوة وما شابه من أساليب إهدار المال العام؟

ما الذي‮ ‬سنشعر به حقا؟ هل بالحزن على حاسي‮ ‬مسعود الذي‮ ‬أُنهك وشاخ،‮ ‬أم بالفرح لأنه سيُترك وشأنه ويتركوننا معه نبحث عن حلول بديلة لعلها تعيد الحياة لصحراء كان بها ذات‮ ‬يوم ولم‮ ‬ينفعها في‮ ‬شيء؟

ما الإحساس الذي‮ ‬سنشعر به وقد لاحت في‮ ‬الأفق إشارات لا ندري‮ ‬أَأَرادت بنا خيرا أم شرا؟ هل الحزن الكئيب أم الأمل الفسيح؟ السؤال لكم‮...‬



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165821

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع سليم قلالة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165821 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010