الأربعاء 28 تموز (يوليو) 2010

أوتستراد نتنياهو ليبرمان وعباس

الأربعاء 28 تموز (يوليو) 2010 par جمال الشواهين

وزير خارجية العدو «الإسرائيلي» ليبرمان لا يهتم بمسؤوليات حقيبة الخارجية، وهي أيضاً لا تهمه، كما أنها لا تعني له الكثير، غير أنه من خلالها إنما أراد منصباً عالياً في الحكومة، يمكنه من فرض إراداته العدوانية في قهر الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بحقه، والاستمرار في توسيع دائرة معاناته عبر التشريد والاعتقال ومصادرة الأراضي، وأخيراً التوسع في الاستيطان بأكثر ما يمكن أن يصل إليه، وخصوصاً في القدس المحتلة، التي يحولها أولاً بأول إلى مدينة يهودية، وهو لا يتوقف عن هذا الأمر، ويعمل من أجله دون انقطاع.

كما أنه لا توجد خلافات بين ليبرمان ونتنياهو من أي نوع، وقصة لقاء مبعوث نتنياهو مع وزير الاقتصاد التركي قبل عدة أسابيع ما كانت لتثير عقيرة ليبرمان من زاوية السياسات الخارجية، وإنما استغل الأمر لتحصيل موافقات في إطار الاستمرار بالاستيطان، وعدم تجميده أبداً، وهو الأمر الذي ما زال يحصل، حيث لا تجميد عملياً، ولا يوجد وقف للاستيطان، ولا لمصادرة الأراضي العربية، ولا توقف عن دهم البيوت في القدس وأحيائها لإقامة المستوطنات اليهودية فوقها.

ورغم الإعلان الكاذب لحكومة نتنياهو عن تجميد الاستيطان حتى أيلول المقبل، وأثناء المفاوضات غير المباشرة، إلا أن ليبرمان ظل مستمراً في مشاريعه، وما مجرد إعلانه الالتزام إلا لذر الرماد في العيون.

وليبرمان هذا، أعلن يوم أمس تشوقه الحار لحلول أيلول لمعاودة الانطلاق نحو أكبر حملة استيطان جديدة في القدس والضفة الغربية، كما بين أثناء زيارته عدداً من المستوطنات أمس بأن الحياة الطبيعية ستسمر في المستوطنات عبر توسيعها وبناء المزيد منها، ودعم المستوطنين.

أما رئيس حكومة العدو نتنياهو، فإنه الآخر لا ينفك عن الزعم بالالتزام بشروط المفاوضات وغيرها، والتي سرعان ما يتبين زيف أمرها في كل مناسبة، حيث يستمر الاستيطان والتشريد، وليس خافياً أن هذه السياسة هي في حقيقة وجوهر الأمر إنما هي سياسة ومبادئ، نتنياهو نفسه الذي يعبر عنها في شتى المناسبات، وعلناً في كتابه «مكان تحت الشمس».

ونتنياهو على ما فيه من صلف ووقاحة يزعم بأن محمود عباس هو الذي يعطل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وكأن غير المباشرة أنجزت أي أمر، وهو لا يخجل بأن يعلن أنه متفق مع الأمريكان على البدء بالمفاوضات المباشرة والانتقال إليها فوراً، دون إرادة في ذلك للجانب الفلسطيني، والذي عليه الالتزام فقط بما عليه ويريده نتنياهو.

إضافة لكل ذلك، فإن كل ما يجري في الضفة الغربية من ملاحقات واعتقالات وعمليات قتل للمدنيين واعتداءات من شتى الأنواع، ما زالت حاضرة ولا تغيير عليها إلا من حيث الزيادة بالحجم والنوع أيضاً.

غير أن كل ذلك لا يعني سوى المفاوضات بالنسبة للجانب «الإسرائيلي»، وذات الأمر بالنسبة للجانب الفلسطيني في رام الله الذي يبحث عن غطاء عربي لخوضها.

إذا كان كل ما يحصل للشعب الفلسطيني من ظلم وقهر لا يحرك قيادة رام الله للانتصار له، فإن ما يحيق بهذه القيادة نفسها من هوان وتبعية للشروط «الإسرائيلية» يظل الأخطر، في إطار ما هو متوقع منها لتقديم المزيد من التنازلات.

في كل ما يقوله ليبرمان عن الالتزام بالشروط والاتفاقيات، وما يعلنه نتنياهو عن ذات الأمر، يظل واضحاً بأنه لذر الرماد في العيون وقلب الحقائق.

أما ما تقوله قيادة رام الله عن شروطها في حدود الرابع من حزيران وإعلان الدولة، فإنه أيضاً كذر الرماد في العيون، حيث لا فرق بين ما يذره نتنياهو وحكومته ويخدم مشاريع التوسع الصهيونية، وما تذره قيادة رام الله التي تخدم على أرض الواقع ذات الغرض أيضاً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165607

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165607 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010