الاثنين 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

“داعش” وأفغانستان

الاثنين 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par د. حياة الحويك عطية

سعر النفط وصل إلى 95 دولاراً . أسهم شركات الاتصالات والتكنولوجيا ارتفعت في السوق العالمي، المتنبئ الأمريكي يقول إن الحرب ستستمر ثلاثين عاماً (بدأنا بأسابيع، أشهر، ثم ثلاث سنوات ثم ثلاثين) ما يعني في أهم ما يعنيه تأمين سوق نشطة تعزز عمل اللوبي الصناعي العسكري الأمريكي ومن ورائه الفرنسي وغيرهما من الملحقات . العرب يشترون السلاح والعرب يُقتلون (بضم الياء) بهذا السلاح، أياً يكن موقعهم . كل شيء يدمر في بلادهم إلا ما يتعلق بالمصالح الغربية، كي يستمر الإنتاج والتمويل . الجيش السوري الجديد الذي سيحل بدل الجيش السوري الحر - الذي لم يعد موجوداً فعلياً - سيكلف العرب عشرة مليارات دولار تذهب الى جيوب الأمريكيين خبراء ومصانع . وجيوب بعض حلفائهم من الأوروبيين . وبعده ستأتي ابتكارات جديدة لسنوات طويلة كي يستمر النزف بكل أشكاله .
والغاية النهائية؟ لا غاية نهائية !
الغاية هي استمرار القتال، لاستمرار شراء السلاح وإدارة السوق وتدمير كل ما يسمى نسيجاً عربياً: اقتصادياً أم اجتماعياً أم ثقافياً .
خلال ذلك، المنطق القومي سيكون مرفوضاً بحدة تتجاوز حدة رفض “داعش”، والمنطق المدني العلماني سيكون مرفوضاً، وها نحن نرى أوباما لا يحمل على لسانه الا مصطلح السنة الذين يريد أن يفصلهم عن سائر مواطنيهم، ويريدهم، بصفتهم تلك، حلفاءه ضد الشيعة وكل الآخرين مما يحيل إلى سؤال عن موقع خطابه في القاهرة بداية ولايته من هذه الخطة الاستراتيجية؟ خطاب لم يكن مصادفة أنه جاء موازياً لإطلاق مصطلح “الهلال الشيعي” . ذلك في حين يفاوض الغرب إيران، والضغط أهم أدوات المفاوضات .
بهذا المنطق لا يحتاج الأمر إلى القضاء على “داعش” واجتثاثها، بل إلى مجرد تحجيمها - كما يقول الأمريكي . فما معنى التحجيم؟ أن تبقى قائمة ربما في مناطق نفوذها الحالية من دون أن تكون دولة، بشكل يؤمن استمرار الفوضى، بل وتناميها وخلق تعاطف شعبي على كامل الأرض العربية مع داعش المعتدى عليها أمريكياً، وإذا ما ضعفت “داعش” فاللغة تتسع لتسميات كثيرة . أما خزّان العناصر البشرية فولاّدة يتدفق منها من تحركهم كل انواع العقد والمكبوتات والأحقاد . وسيخصب أكثر كلما اشتد العنف أكثر . على مدى سنوات كافية لتحقيق أهداف استراتيجية:
- النفط والماء . عصب المعركة وهدفها الاقتصادي .
- حماية “إسرائيل”، وكسب الجولة التفاوضية مع إيران لمصلحة الولايات المتحدة و“إسرائيل”، واستكمال المواجهة مع المحور المنتهي في روسيا . وصولاً إلى منع قيام أي محور يهدد زعامة واشنطن .
- الحؤول دون حصول أي تغيير حقيقي على الساحات العربية، يتجه نحو الدولة المدنية العلمانية القومية، دولة المواطنة والحريات والحقوق ودولة الاستقلالية .
لقد خلقت الولايات المتحدة “طالبان” لمحاربة الاتحاد السوفييتي، كي لا تسمح له بالهيمنة على “سقف العالم” كونه سقف آسيا القادمة بقوة . وعندما انتهت الكتلة الاشتراكية، تركت “طالبان” ترتكب أغرب الممارسات وأكثرها همجية، بجهل ذاتي مقترن ربما باختراقات موجهة . ولم يكن على الإعلام الغربي إلا أن يسوق بكل ما يتقنه من فنون للصور الهمجية التي تقترف في أفغانستان، إلى أن جاءت تفجيرات 11 سبتمبر، فأكملت الجو المطلوب للتدخل العسكري الأمريكي المباشر بقبول دولي . تدخل لم يطل أفغانستان فقط وإنما العراق أيضاً . وبه استقرت واشنطن على عرش النظام العالمي الجديد .
هزمت “طالبان” . ولكن هل انتهت؟ هل انتهى الاستنزاف في أفغانستان؟ ألم يكن سحق طالبان والعراق بحجتها رحماً أساسياً لمدد الحركات الإرهابية المنتشرة الآن على مدى العالم؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165485

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع وفاء الموقف  متابعة نشاط الموقع حياة الحويك   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165485 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010