الأحد 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

الدواعش في المسجد الأقصى

الأحد 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par سمير الحجاوي

ضاع المسجد الأقصى.. هذا هو العنوان العريض لما يجري في بيت المقدس حيث يحتل اليهود الإسرائيليون، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهذا يعني أن هذا الاحتلال لأهم مسجد للعرب والمسلمين في العالم بعد الحرمين يعني أن الصراع العربي والإسلامي مع الكيان الإسرائيلي يدخل مرحلة جديدة تجعل المواجهة حتمية بين المسلمين واليهود في فلسطين، على الرغم من الفوضى التي يعيشها العالم العربي والإسلامي حاليا.
المسجد الأقصى ليس مجرد قطعة أرض عابرة أو بناء مكون من الحجارة، فهذا المسجد يعبر عن الدين والهوية والثقافة والتاريخ وتجسيد لما جاء في القرآن الكريم، حيث قال تعالى “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”، فالمسألة عقائدية ترتبط بالإيمان ولا تتعلق بموقف سياسي أو دنيوي، وهو سبب يكفي لإشعال الحرب بين المسلمين واليهود في كل أنحاء العالم.
جرأة اليهود الإسرائيليين ووقاحتهم وصلت إلى درجة اقتحام المسجد الأقصى وإطلاق النار والغاز على المصلين المعتكفين في داخله، وقدموا تشريعا لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين الفلسطينيين واليهود، زمنيا ومكانيا، تمهيدا لهدمه لإقامة الهيكل اليهودي المزعوم، وهم ينفذون الآن مخططا لإلغاء وجود المسجد الأقصى بشكل كامل حيث سيبدأون ببناء عدد من “الكنس اليهودية” في ساحة المسجد الأقصى التي تحيط بالهيكل اليهودي الذي سيقام مكان قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي.
وهذه المخططات ليست حبرا على ورق، بل تحولت إلى واقع يراه الفلسطينيون والعرب والمسلمون.
للأسف فإن رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي مخز ومعيب، وحتى وسائل الإعلام لا تتعامل مع هدم المسجد الأقصى بحالة من الترهل وعدم الاهتمام والتخفيف من حدة الحدث لأن القائمين على وسائل الإعلام العربية يعلمون أن الاعتداء على المسجد الأقصى “قضية متفجرة” ويكفي أن اقتحام المجرم الإرهابي آرييل شارون للمسجد الأقصى في 28 أيلول سبتمبر عام 2000 أدى لاندلاع الانتفاضة الثانية التي استمرت 5 سنوات كاملة ولم تتوقف الانتفاضة في 8 شباط فبراير 2005، إلا بعد إجبار الكيان الإسرائيلي على الانسحاب من غزة في نفس الشهر من عام 2005 والذي تم الانتهاء منه في 12 أيلول سبتمبر من نفس العام.
حاليا تغير الوضع فالعدوان على غزة تطور من مجرد زيارة اقتحامية لمجرم حرب إسرائيلية بل اقتحام الأقصى وضرب المصلين بالرصاص والقنابل داخله وإشعال النار بسجاده ومنع الفلسطينيين المسلمين من الصلاة فيه، وفتح الأبواب لليهود لإقامة طقوسهم التوراتية في أرجائه وتقسيمه زمانيا ومكانيا دون أن يثير ذلك إلا ردة فعل محدودة حتى من الفلسطينيين الذين اعتادوا على الدفاع عنه، وعمدت سلطة محمود عباس ميرزا في رام الله الى التصدي للمظاهرات المدافعة عن المسجد الأقصى واعتقال قادة المتطاهرين ومنع أي احتجاجات تتعلق بالأقصى في مفارقة تؤكد التوافق بين الاحتلال الإسرائيلي وسلطة رام الله على منع أي مقاومة للمخططات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.
ما يقوم به العدو الإسرائيلي حاليا هو إعلان حرب على المسجد الأقصى وعملية اجتياح كاملة باستخدام الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وباستخدام قطعان المستوطنين والعصابات الصهيونية التوراتية الإرهابية، في حالة “داعشية” بامتياز، فالدولة الإسرائيلية عبارة عن حالة “داعشية” تحمي “الدواعش اليهود” في فرض نظرتهم التوراتية الأسطورية المزيفة، وهي عملية لابد وأن تستدعي ردة فعل إسلامية قوية وعنيفة في مواجهة الداعشية اليهودية الإسرائيلية المدعمومة بالصمت العربي المخزي.
الإسرائيليون اليهود مصرون على تهويد المسجد الأقصى بعد أن هودوا القدس، ولا شك أن هذه التهويد لن يمر دون ردة فعل ستجعل من الكيان الإسرائيلي جزءا من المشهد السوري والعراقي، وهو أمر بات قريبا جدا، والمذهل في الأمر أن “إسرائيل” بغبائها تسرع من حدوثها وتجلب النار إلى حضنها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2176804

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع سمير الحجاوي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2176804 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40