السبت 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

اليرموك وموسم الزيتون وجذور فلسطين الراسخة

السبت 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par علي بدوان

في موسم الزيتون، تنتصب هامات الفلسطينيين في الداخل أمام حصاد وفير، على إمتداد أرض فلسطين التاريخية، من رأس الناقورة حتى رفح، ومن النهر الى البحر. تنتصب الهامات لتقطف ثمار الشجر الضارب في عمق تراب فلسطين، الشجر الذي يواجه كل يوم عصابات المستعمرين الذين يحاولون جرف تلك الأشجار وإقتلاعها لرمزيتها وعنوانها، وفي سياق مشاريع تهويد الأرض الفلسطينية.
من مخيم اليرموك، تَهِلُ على مواطنيه وسكانه رائحة زيتون فلسطين، وأوراقه شجره الخضراء، وهم من كانوا قبل النكبة ومازالوا، أصحاب الأرض الشرعيين، زيتون الجليل في عكا والناصرة وصفد وقراها والمثلث وقرى القدس نابلس وطولكرم وجنين وعموم أرض فلسطين.
يَهِلُ موسم جني الزيتون، ومخيم اليرموك يتوجه بأهله الى شعبه الفلسطيني في الداخل. الى الأقارب والأرحام الذين بقوا هناك على أرض فلسطين، صامدين صمود الزعتر والزيتون. فعائلتنا من أعمامي وأحفادهم وأنسبائهم وذريتهم ... والتي توزعت على عموم أرجاء أرض فلسطين تقطف تلك الثمار المباركة في أكثر من مكان من قرى المثلث وبعض قرى القدس ونابلس وطولكرم.
في الصورة المرفقة : أختنا الكريمة مجدولين بدوان (التي تشبه شبهاً كبيراً عمتي فاطمة وعمتي آمنه) تُسهِمُ بجني محصول الزيتون في أراضي عائلة (بدوان) في بلدة (عزون) قرب قلقيلية والتابعة لقضاء نابلس، وفي الصورة الثانية عاهد إبن عمي المرحوم أبو مصطفى وهو يتوجه لجني ثمار الزيتون من أرض عمي أيو مصطفى وعمي أبو جودت رحمهما الله في بلدة (عتيل) قضاء طولكرم. وفي الصورة الثالثة إبنة خالتي أم سمير وهي تعمل على جني ثمار الزيتون من أرضهما في قرية (معاوية) الواقعة جوار أم الفحم في منطقة المثلث داخل عمق فلسطين المحتلة عام 1948. وفي الصورة الرابعة (الكبيرة) خالتي أم سمير وابنائها أثناء إستراحة جني ثمار الزيتون من أرضهما الواقعة في أرض (الروحة) قرب أم الفحم في منطقة المثلث، وقد إستعانت بعدد من الأحباب والأقارب من أخوالي وابنائهم في مدينة حيفا وادي النسناس، ومنهم خالي العزيز الفنان التشكيلي عبد عابدي الموجود بالصورة.
نحن الآن في مخيم اليرموك وعموم دياسبورا المنافي والشتات، في هجرة قسرية لن تطول حتى لو طال الزمن، فالزمن يبقى قصيراً جداً في عمر الشعوب مهما طالت لياليه وأيامه الحالكة. نحن في مخيم اليرموك، وجذورنا هناك، راسخة، وعميقة، كعمق جذور وشروش الزيتون على ارض فلسطين من اقصاها الى اقصاها. فنحن فلسطينيي سوريا من (أرمية) فلسطينية مازالت مُتجذرة، لن يستطيع أحد، كائن من يكون، أن يمحوها أو يفنيها أو يقتلعها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 69 / 2178683

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178683 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40