رأي الشرق: الأقصى والعجز الدولي

السبت 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

لا يزال العالم ممثلاً بدولة وبالمجتمع الدولي عاجزاً عن منع إسرائيل من مواصلة الاعتداء على الحرمات المقدسة في القدس المحتلة والاعتداء على حرية المسلمين وعباداتهم وشعائرهم منذ أن وطئت الأرض المقدسة ودنستها بالإرهاب الفكري وإرهاب القوة الغاشمة وإرهاب الاحتلال فهي لاتنفك تمنع وتحرم المصلين من الوصول إلى الأقصى لأداء الصلاة وخصوصاً في أيام الجمع، بينما تعتبر نفسها بل ويعتبرها كثير من دول العالم دولة الحريات والديمقراطية، بينما الحقيقة التي لاتخفى على أحد ولكنها تختفى عن عمد وقصد وتجاهل متعمد هي أنها تمارس أقصى أنواع الاضطهاد والتفرقة العنصرية وانتهاك الحرمات الدينية المقدسة وضرب الحائط بكل ما يتعلق بحرية الآخرين من غير الإسرائيليين على الأرض الفلسطينية.
ورغم أنهم يعاملون معاملة لاتليق بالبشر فإنها تنتهك كل يوم حرياتهم وتعتدي على معتقداتهم، وبالأمس وكعادتها قامت بتطويق عسكري شامل لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك واتخذت المزيد من الإجراءات المشددة ومنعت الآلاف من المصلين من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة، ما أدى إلى حصول مواجهات واشتباكات مع المصلين العزل خصوصا بعد أن استعانت الشرطة الإسرائيلية بثلاثة ألوية عسكرية وبالقوات الخاصة ومنطاد وبمروحية للشرطة قبل وبعد صلاة الجمعة ونصبت الحواجز الحديدية وأغلقت معظم الشوارع وتمترس أعداد كبيرة من الجيش والقوات الخاصة على أبواب المسجد الأقصى المبارك بكثافة، وتشديد قبضة الاحتلال على حياة الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس المحتلة وكأنهم أسرى في معتقل إنما هي تتحدى العالم بأكمله وتضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والإنسانية المتعلقة بحقوق المواطنين في الأراضي المحتلة.
إن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية تستصرخ المنظمات الأممية والدولية المنوط بها الدفاع عن حقوق الإنسان والتصدي للاعتداء عليه وتطالبها اليوم أكثر من أي وقت مضى لإزالة الغشاوة ورؤية الفظائع التي ترتكبها سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة عموما والقدس المحتلة والأقصى خصوصا، وعليها اتخاذ أشد أنواع الإجراءات الكفيلة بإجبار إسرائيل على وقف هذه السياسة القمعية التعسفية اللاإنسانية بحق الفلسطينيين .