الخميس 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

الامريكيون ينتقدون نتنياهو...

الخميس 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

سلطّت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة في عددها الصادر الأربعاء الضوء على الهجوم العنيف، الذي شنّه العديد من المسؤولين الأمريكيين على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو. حيث وجّه له هؤلاء المسؤولون تُهمًا في غاية الخطورة مثل الجبن، والبؤس والخداع، لافتين إلى أنّه بات منشغلاً فقط في كيفية المحافظة على كرسيّ رئاسة الوزراء في إسرائيل، وشدّدّ المسؤولون عينهم على أنّهم يتوقّعون أنْ تقوم أمريكا برفع ما أسموه بغطاء الحماية الممنوح لإسرائيل، على حدّ تعبيرهم.
ولفت مراسل الصحيفة للشؤون السياسيّة، باراك رافيد، إلى أنّ الصحافيّ جيفري غولدبرغ، من مجلة (The Atlantic) الأمريكيّة قام بإجراء مقابلات مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية، حيث نعت أحدهم رئيس الوزراء الإسرائيليّ بالجبان، مشيرًا إلى أنّ القضية الوحيدة التي تعنيه هو البقاء سياسيًا، على حدّ تعبيره.
وأردف المسؤول عينه قائلاً إنّ الأمر الإيجابيّ لدى نتنياهو أنّه جبان في كلّ ما يتعلّق بشنّ حروب، أمّا الأمر السيئ أنّه لا يقوم بشيء من أجل التوصل لتسوية مع الفلسطينيين أوْ مع الدول العربيّة السنيّة، مؤكدًا على أنّ نتنياهو هو ليس كرابين، ولا شارون ولا كبيغن، ببساطة، قال المسؤول، إنّه لا يتمتّع بالشجاعة.
وبحسب الصحافي غولدبيرغ، فإنّه اجتمع إلى مسؤول ثانٍ في الإدارة الأمريكيّة، الذي أكّد له على أنّه يتفق مع تصريح زميله بأنّ نتنياهو جبان في كلّ ما يتعلّق بالبرنامج النوويّ الإيرانيّ، لا بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث وصفه بالمتغطرس والمنغلق، ويُعاني من متلازمة الاضطراب. وشدّدّ المسؤول نفسه، خلال المقابلة على أنّ الإدارة الأمريكيّة لم تعُد تُصدّق تهديدات نتنياهو بالقيام بشنّ هجوم ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، لافتًا إلى أنّ الشعور السائد في أوساط الإدارة الأمريكية هو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ مخادع في كلّ ما يتعلّق بالضربة العسكريّة لإيران. وأوضحت المجلّة الأمريكيّة أنّ عددًا من المسؤولين في واشنطن كشفوا النقاب عن أنّ أن نتنياهو أعلمهم بأنّه شطب إدارة الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما بكل ما يتعلق بالملف النوويّ الإيرانيّ، وأنّه، أيْ نتنياهو، في حال التوصل إلى اتفاق مع إيران سينشط في الكونغرس وفي أوساط الجمهور الأمريكيّ لإحباط الاتفاق، على حدّ قول المسؤولين.
ولفت أحد المسؤولين في واشنطن إلى أنّه بعد الانتخابات التشريعيّة الأمريكيّة القريبة التي ستجرى في الأسبوع الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، ومع تقديم الفلسطينيين مشروع القرار في الأمم المتحدة، فإنّه يُرجّح أنْ يقوم الرئيس أوباما برفع غطاء الحماية الممنوح لإسرائيل في المنظمات الدوليّة، موضحًا أنّه في حال قامت الإدارة الأمريكيّة باستعمال حقّ النقض (الفيتو) على مشروع القرار الفلسطينيّ، فإنّها بالمقابل ستعمل على بلورة مشروع قرار بديل ضدّ الاستيطان وتطرحه للتصويت، وفي هذه الحالة تتحوّل الدولة العبريّة إلى دولة معزولة بشكلٍ تامٍ في جميع أنحاء العالم، على حدّ قوله. ولفت مُعّد التقرير إلى أنّ هناك احتمالاً آخر، وهو قيام إدارة الرئيس أوباما بعرض تقريرٍ مفصّلٍ عن مواقفها المتعلقّة بالقضايا المركزيّة والمفصليّة في الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، وهذا يشمل أيضًا الخرائط لحدود الدولة الفلسطينيّة العتيدة. ونقلت المجلّة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم: إنّ نتنياهو وطاقم الأمن القوميّ الخاص به متهورون وليسوا محل ثقة. وقالت صحيفة (هآرتس) إنّ الناطق بلسان مجلس الأمن القوميّ عقّب على ما جاء في تقرير المجلّة الأمريكيّة قائلاً إنّه لا يعتقد بأنّه توجد أزمة في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، لافتًا إلى أنّ العلاقة لا زالت قوية وصلبة كما في السابق. وعلى الرغم من ذلك، أضاف الناطق، ففي بعض الأحيان لا نتفق مع إسرائيل، كالنشاطات الاستيطانية، ويتحتّم علينا أنْ نُعبّر عن قلقنا بصفتنا شريك قلق جدًا على مستقبل إسرائيل، ونسعى لأنّ تعيش إسرائيل بسلام، على حدّ قوله.
وردّ ديوان نتنياهو على هذه الأقوال بالتشديد على أنّ إسرائيل لن ترضخ للضغوطات الأمريكيّة، أمّا الوزير نفتالي بينيت فقال إنّه إذا كان الكلام الذي نُشر صحيحًا، فإنّ الولايات المتحدّة عاقدة العزم على رمي إسرائيل تحت عجلات الحافلة.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يتعرّض فيها نتنياهو لانتقادات من مسؤولين أمريكيين، ففي كتابه الذي جاء تحت عنوان السلام المفقود، خفايا الصراع حول سلام الشرق الأوسط، استخدم ألفاظًا نابية وقاسية بحق رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وكتب روس، فيما كتب عن نتنياهو إنّه يتمتع بشخصية لا يمكن للإنسان العادي أنْ يتحملها، إنسان متعجرف ومتكبر، ويُحاول أنْ يُصوّر للعالم بأنّه الأكثر ملائمة لمعالجة العرب.
وجاء أيضًا في الكتاب إنّه بعد اللقاء الأول بين نتنياهو كرئيس للوزراء في إسرائيل وبين الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، قال الأخير لمساعديه إنّ نتنياهو يعتقد أنّ إسرائيل هي الدولة العظمى، ونحن في أمريكا علينا أن نتصرف وفق الإملاءات الإسرائيلية، مضيفًا أنّ أفكاره مبنية على معتقدات سياسية، وهو كل الوقت يخشى من أنْ يقوم أعضاء حكومته بالتصدّي له فيما إذا تلفظ بكلمة انسحاب، وقال الرئيس الأمريكي السابق كلينتون: كتاب السلام المفقود هو الحساب الحاسم لأزمنة متهيجة، حفلت في الغالب بصراعات عانت من التشوهات والعذابات ضمن عملية سلام الشرق الأوسط، يستعرضها من مقدمة ركب ذلك السباق أحد اللاعبين الأساسيين، ذلك هو دينيس روس. فلا يوجد أحد عمل بقوة من أجل السلام أكثر من دينيس، فقد أعطى ذلك السلام كل شيء يملكه، فخدم أمتنا بطريقة جيدة جدًا، وها هو الآن يقدم لنا حسابًا غنيًا عمّا حدث، وذلك أمر مهم لفهم الماضي والمسارات المحتملة للمستقبل، على حد تعبيره.

- زهير اندراوس



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2182186

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182186 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40