السبت 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

لاحول ولا قوّة ولا.. أقصى !

السبت 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par رشاد ابو داود

الطريق إلى القدس، جيش القدس، لجنة القدس، كتائب القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النَّبي، كم سمعنا ولم نطع، كم تعهدنا ولم ننفذ ؟! .
ها هم اليهود يمنعون المسلمين من الصلاة في الأقصى بعد أن احتلوه قبل سبعة وأربعين عاماً، وما زلنا نغنِّي، فقط نغني لزهرة المدائن «عيوننا إليك ترحل كلَّ يوم « . استمرأنا الغناء دون أن نحرك دبابة أو طائرة أو سكينا لتدافع عن القدس « عروس عروبتنا»!
بعد الاحتلال كان يستفزنا منظر الجنود الإسرائيليين على أسوار القدس، ثمَّ قريبا من الأقصى، ثم منظر جندي ومجندة يتعانقان قرب الأقصى، وكنَّا نضرب كفا بكف ونقول لا حول ولا قوَّة إلا بالله .
وحين وجد اليهود أننا عاجزون عن الفعل، وماهرون بالكلام الذي في الهواء خطوا الخطوة التالية داخل الأقصى، حفريات بحثا عن «الهيكل المزعوم» حتى بات المسجد معلقاً ومعرضا للسقوط مع أية هبة ريح يهودية، أيضا لم نحرك ساكنا، ثم راحوا يقيمون صلواتهم على حائط البراق، ويدخلون المسجد من كلِّ أبوابه، لم نعد نُستفز كثيراً . صاروا يرسلون متطرفيهم لاقتحام المسجد فيدَّعي جيش الاحتلال منعهم، لم نحرك ساكناً، ثم صار الجيش يحميهم، ويصلُّون بحمايته، ثم وضعوا برنامجاً للاقتحامات، صار الخبر عادياً في الصحف و الفضائيات العربية، ولولا بقية من حياء لأصبح الخبر يُنشر على صفحات المنوعات وبرامج المطبخ الفضائية، لم نعد نستفزأبداً !
لم يعد يستفزنا مشهد جنود صهيون وهم يشدُّون النساء المصليات من شعورهن، وهم يضربون المصلِّين بالهراوات، وهم يمنعون المصلِّين من دخول الأقصى، وهم يدخلون على خيولهم ساحات المسجد . .حتى أن مشهد الخيول لم يعدْ يذكرنا بخيول جيش صلاح الدِّين الذي حرَّر القدس ذات مجدٍ ونخوةٍ .
كيف للنخوة أن تصحو في ميَّتٍ ؟!
ما من دولة عربية إلا جيفة ميتة، دول تتقسم كقطعة جبنة عفنة، جيش يقاتل بعضه، عواصم تُحتل من ميليشيات مشبوهة تحركها أياد خارجية ملطَّخة بالدماء العربية، دول ما بقي من سيادتها يكفي فقط لبقاء وجودها على الخريطة .
من يستجيب لنداء اهل القدس المدافعين الوحيدين عن الأقصى ؟ من غير أهل فلسطين الداخل استجاب لنداء النفير الذي وجَّهه خطيب الأقصى ؟ من غير الأردن يرفع أعلى صوته في وجه الصهاينة أنْ توقفوا عن اللعب بنار الأقصى والقدس ؟
لن يسمع نداء الأقصى أحد، فلا أحد موجود في الأمَّةِ، الأمَّةُ في عداد الموتى والعدَّاد الصهيوني يجري بأقصى سرعة نحو الدولة اليهودية من البحر إلى النيل إلى الفرات إلى آخر الدنيا .
العالم مشغول بـ»كوباني»، و»داعش» تواصل -بمقتضى مخطط صهيوني شيطاني- تشويه صورة الإسلام، والعرب والمسلمون الآن في «الدرك الأسفل» من جهنم الدنيا !!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2178263

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178263 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40