الأربعاء 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

الدهس والحجر ابتكار فلسطيني

بقلم:حسام عيسى
الأربعاء 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

قضية فلسطين وأحقية أبنائها في المقاومة صارت أمراً مسلّماً به من كلّ مستويات القانون الدولي الجدية أمام الإنكار «الإسرائيلي» المتواصل للحقوق الأساسية للفلسطينيين من جهة، والوحشية التي يعامَلون بها بصورة عنصرية بمعزل عن مدى انخراطهم في المقاومة وأنشطتها أم لا من جهة أخرى.

المقاومة كحق مشروع وفقاً لميثاق الأمم المتحدة لم تنل تسليماً واقعياً وقانونياً لشعب من إجماع أممي بمثل ما نالته المقاومة الفلسطينية، والعنصرية لم تطلق كصفة بعد دولة جنوب أفريقيا البائدة بموجب قرار دولي إلا على «إسرائيل».

في الممارسة العنصرية بحق الفلسطينيين التي استدعت هذا التسليم الدولي بحق المقاومة يتفوّق المستوطنون على الجنود ورجال شرطة الاحتلال ونسائها، وبسبب الطبيعة الاستيطانية والعنصرية للكيان يصعب توصيف مدنيين داخل الكيان وبين مستوطنيه.

ثبت بالتجربة الملموسة في كلّ من لبنان وفلطسين أنّ التزام «إسرائيل» بتحييد المدنيين من عدوانها مشروط بشعورها بخطر جدي يستهدف مستوطينها، وهذا ما حصل في عدوان نيسان 1996 على لبنان الذي انتهى إلى ما عرف بـ»تفاهم نيسان» الذي ينص على تحييد المدنيين من طرفي الصراع، واستوحت منه لاحقاً المقاومة في فلسطين الكثير من التفاهمات لوقف النار قبل انحراف التجرية الحمساوية نحو المصالح الإخوانية لتوظيف المواجهات والحروب بدلاً من صرف رصيدها لمزيد من توفير الحماية للشعب الفلسطيني.

نقص السلاح القادر على توفير شروط مقاومة فاعلة، خصوصاً في الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 بصورة خاصة، دفع بالإبداع الفلسطيني إلى ابتكارات بدأت برشق الجنود والشرطة بالحجارة، ونجحت رغم بدائية الأدوات بإنتاج رعب فرض على الاحتلال الكثير من التنازلات منذ انتفاضة الحجارة في منتصف ثمانينات القرن الماضي، والتي أساءت القيادة الفلسطينية صرف رصيدها في الوصول إلى اتفاقية أوسلو، عوضاً عن جعلها باباً لتطوير المواجهة نحو تحقيق المزيد من المكاسب.

تدخل المواجهة الفلسطينية مرحلة جديدة مع ابتكار جديد هو دهس المستوطنين بواسطة عربات يقودها فلسطينيون قرّروا المقاومة حتى درجة الاستعداد للاستشهاد، لأنّ من يقوم بهذا العمل يعلم سلفاً استحالة أن ينجو من الملاحقة وصولاً غلى أرجحية رميه بالرصاص وقتله قبل ان يغادر المكان، وهذا ما حدث في أغلب الحالات المتشابهة من عمليات الدهس التي استعمل فيها مقاومون سياراتهم الفردية أو جرافات ومعدات ثقيلة أو باصات نقل عامة يتولون قيادتها ونجحوا بإصابة وقتل أعداد من المستوطنين بواسطتها.

عملية الدهس في القدس اليوم ونتائجها بقتل وجرح عدد من المستوطنين هي صاروخ بشري أطلقته يد مقاومة مباركة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3 / 2180902

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180902 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40