الجمعة 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

وعد بلفور المشؤوم .. 97 عاماً من المواجهة والصمود الفلسطيني

بقلم،:سامر السيلاوي
الجمعة 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

يؤكد التاريخ والمؤرخون والمحللون أن وعد بلفور هو الأساس التاريخي للجريمة التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في عام 1948، عندما احتُلت فلسطين من قبل العصابات الصهيونية، وشُرِّد شعبها في مختلف بقاع الأرض؛ في أبشع جريمة إنسانية وعملية تطهير عرقي عرفها العالم.

ما تزال تداعيات وعد بلفور حاضرة وتشكّل نقطة سوداء في ضمير الإنسانية، من خلال استمرار مشكلة اللاجئين دون حل يقضي بعودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم، واستمرار الاحتلال والاستيطان، وسرقة الأرض ونهبها على حساب توسيع المستوطنات في الضفة، ناهيك عن استمرار الحصار لقطاع غزة، والاعتداء اليومي على مدينة القدس والمسجد الأقصى، ومحاولات التهويد والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خصوصاً أننا نشهد في هذه الأيام مواجهات يومية بين المقدسيين من جهة، وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين من جهة أخرى.

هذا الوعد المشؤوم كان سبباً رئيسياً لنكبة فلسطين عام 1948، وشكّل بداية لمأساة الشعب الفلسطيني المستمرة، قدّم خلالها الشعب الفلسطيني مئات آلاف الشهداء الجرحى والأسرى في سبيل انتزاع حقوقه الوطنية، وإنهاء الاحتلال الصهيوني، ولا شك في أن التغطية على جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني من قبَل البريطانيين والدول الكبرى على هذه الجريمة ما زال متواصلاً، من خلال الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري، ومحاولات إسقاط حق العودة الذي يعتبره الشعب الفلسطيني حقاً وطنياً لا يقبل المقايضة أو المساومة أو التجزئه ولا يسقط بالتقادم، لأنه ملك لكل لاجئ، ولا يحق لأي إنسان في هذا العالم أن يقايض على هذا الحق الجماعي، كما ولا يمكن لـ“السلام” أن يستقيم في المنطقة ما لم يستند إلى الإقرار بحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هُجِّرو منها عام 1948 بقوة الإرهاب الصهيوني.

وإذا كان العمل على استئناف المساعي الفلسطينية الداخلية الرامية لإنهاء حالة الانقسام تشكّل المدخل من أجل إعادة بناء وتوحيد البيت الفلسطيني الداخلي، واستعادة الزخم للحركة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطني، والتمسك برفض العودة للمفاوضات، وإجبار الكيان الصهيوني على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، فإن الرهان يبقى على إرادة الشباب الفلسطيني، ووضع أجندة جديدة للعمل الوطني، تتركز على مناهضة كل المشاريع المتماهية مع تكريس الاحتلال، خصوصاً العودة إلى المفاوضات مع الكيان الغاصب، ومقاطعة كل دعوات إطلاق المفاوضات مع الكيان الغاصب، باعتبار أن هذا الخيار أثبت فشله في استرجاع الحقوق المسلوبة، ورفض التداول في موضوع حق العودة بشكل نهائي، كون هذا الحق هو جماعي وغير قابل للتأويل والتفاوض، ولا يجوز المساومة عليه بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى توحيد الجهود والإرادات لدعم فكرة إطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة على مختلف الأراضي الفلسطينية، تشترك فيها جميع أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

إن التحديات والمخاطر التي تهدد القضية والحقوق الوطنية تتطلب من جميع القوى أن تكون على مستوى هذه التحديات، وقراءتها بعين فلسطينية تضع مصلحة الشعب في مقدمة الأولويات، وهذا ما يستلزم بالضرورة إعادة النظر في كل تفاصيل العمل الوطني لجهة وقف كل أشكال التفرُّد والاستئثار والاستقواء بالخارج، لصالح صيغة الشراكة والتوافق الوطني التي أثبتت جدواها في اكثر مناسبة، وهذا ما يتطلب إطلاق أوسع حوار وطني من أجل تأسيس استراتيجية فلسطينية جديدة ببناء جبهة مقاومة في غزة، وانتفاضة شعبية شاملة في الضفة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2166041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166041 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010