الجمعة 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

«داعس» ترعب اسرائيل وتكوي وعي صهاينتها بقدرة الفلسطيني على الرد...

الجمعة 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

أعلن تنظيم«داعس» عن نفسه في القدس المحتلة وواصل إرعاب الصهاينة في فلسطين المحتلة فقام مقاوم فلسطيني باستهداف ثلاثة جنود صهاينة على مشارف العروب في الخليل وتواصلت عمليات استهداف قطعان المستوطنين في مناطق مختلفة من القدس المحتلة والخليل المحتلة وتكسير سياراتهم وعرباتهم ورجمهم بالحجارة والالعاب النارية واستهداف تنقلاتهم وتجمعاتهم بما فيها المعبر الذي اقامه الصهاينة في منطقة قلنديا.

وكانت قد تفاقمت الأوضاع في مدينة القدس المحتلة ووصلت إلى مرحلة الغليان على خلفية الاعتداءات “الإسرائيلية” المتواصلة على المسجد الأقصى، ما دفع الفلسطينيين إلى المقاومة باستخدام وسائل جديدة ومبتكرة ومتوفرة تمثلت في استخدام السيارات لتنفيذ عمليات دهس لجنود الاحتلال والمستوطنين، وزعم الاحتلال “الإسرائيلي” أن شاباً فلسطينياً أقدم مساء أول من أمس، على صدم ثلاثة جنود “إسرائيليين” في الضفة الغربية المحتلة ثم قام بتسليم نفسه، في وقت أكد أقارب الشاب أن منفذ العملية يصر على أن الحادث هو “حادث سير عادي”، وجددت عصابات المستوطنين اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحماية عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، في ظل تعزيزات مشددة على المدينة المقدسة وحملة اعتقالات شرسة بحق عشرات المقدسيين ونشر المكعبات الأسمنتية في المدينة لتحولها إلى أشبه بالثكنة العسكرية، في وقت اقتحم مئات المستوطنين، منطقة قبر يوسف شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وذلك لأداء طقوس دينية يهودية، فيما اشتعلت المواجهات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية .

وشدد ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو على رفض المملكة المطلق لأي إجراءات من شأنها المساس بالمسجد الأقصى وحرمته أو تعريضه للخطر، فيما أكد نتنياهو احترام الوصاية الهاشمية في القدس وفق “اتفاقية السلام” وتعهد بعدم تغيير الوضع القائم حيال ذلك، وسلم الأردن لمجلس الأمن الدولي ليل الأربعاء/ الخميس، شكوى رسمية ضد “إسرائيل” شدد خلالها على وجوب محاسبتها حيال الاعتداءات والانتهاكات المستمرة في القدس، بينما استنكر رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بشدة استمرار اقتحام القوات “الإسرائيلية” للمسجد الأقصى ومنع المصلين من دخوله، وتكرار الاعتداءات عليه وزيارات المستوطنين “الاستفزازية” إليه، كما حثت الجامعة العربية دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقت تخاذلت المحكمة الجنائية الدولية عن ملاحقة “إسرائيل” حول هجومها الدامي على أسطول مساعدات إنسانية “الحرية” كان في طريقه إلى غزة في مايو/ أيار 2010 ولو أنه من المنطقي القول إن جرائم حرب ارتكبت خلال الهجوم على حد قولها .

من جهة اخرى سمحت اسرائيل يوم الخميس لمزارعين فلسطينيين بشحن منتجات من قطاع غزة المحاصر الى الضفة الغربية عن طريق اسرائيل للمرة الاولى منذ عام 2007 .وقالت السلطات الاسرائيلية إن مثل هذه الشحنات التي أوقفتها بعد ان سيطرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة قبل سبع سنوات تهدف الى انعاش اقتصاد القطاع بعد حرب استمرت سبعة أسابيع في الصيف الماضي.وقال مسؤول فلسطيني إن شاحنة محملة بالخيار متجهة الى الضفة الغربية مرت من خلال معبر كرم أبو سالم.

وقالت هيئة عسكرية إسرائيلية تنسق الشحنات في بيان إن عشرة أطنان من الخيار ارسلت الى منطقة الخليل بالضفة الغربية ويتوقع ان يتلوها ارسال طن من الاسماك الطازجة من قطاع غزة يوم الاحد.
ولم يعلن عن شحنات اضافية وقال مسؤول فلسطيني إنه لم يتضح ان كانت ستتم في الاسبوع القادم.
وتفرض اسرائيل قيودا صارمة على حركة الناس والبضائع عبر حدودها مع غزة وتقول إن هذا يرجع الى مخاوف أمنية. وسمحت بتصدير الفراولة والزهور والنعناع والريحان من منتجات غزة الى أوروبا بكميات محدودة.ومنذ العدوان الصهيوني الاخير على غزة التي ألحقت أضرارا بالغة بالبنية الاساسية والمساكن في القطاع تزايدت النداءات الدولية لاسرائيل لتخفيف حصارها له.

ونقلت رويترز في تقرير عن أصداء اعتداء الصهاينة على الاقصى تقريرا من عمان قالت فيه:
مع انضمام الأردن إلى تحالف عسكري ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا فإن التوترات في مدينة القدس تمثل ما قد يكون خطرا أكبر على بلد تفادى بالكاد اضطرابات تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.

وثار قلق وغضب الأردن حليف الولايات المتحدة بسبب التصرفات الإسرائيلية الأخيرة في الحرم القدسي الشريف حيث يزيد التوتر من احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة من شأنها أن تضيف إلى الأزمات على حدود المملكة الأردنية بل ربما تتسلل إلى أراضيها.

وبالنسبة للعاهل الأردني الملك عبد الله -وبالنظر إلى أن معظم الأردنيين البالغ عددهم سبعة ملايين شخص فلسطينيون- فإن اغلاق الحرم القدسي لمدة يوم الأسبوع الماضي وصل إلى حد الإهانة الشخصية: فالعائلة الهاشمية لديها وصاية على المقدسات الاسلامية في القدس بما فيها المسجد الأقصى.

وقال محمد المومني وهو وزير دولة في الأردن وناطق باسم الحكومة “من الأمور الأساسية التي تغضب الدولة الأردنية وشعبها السلوك الإسرائيلي في القدس. فمن ناحية نحاول مكافحة الارهاب والتشدد ومن ناحية أخرى نواجه بهذا التصرف المتهور.”

وفي حين تقول إسرائيل إنها تشعر بحساسية إزاء آراء الأردن وتلقي باللوم على متشددين في اثارة التوتر بالحرم فإن عمان ترد بعبارات صارمة على نحو غير معتاد. بل أن المملكة أشارت إلى أن الأزمة قد تعرض معاهدة السلام التي وقعها الأردن مع إسرائيل عام 1994 للخطر وهي فكرة لم تطرحها عمان أثناء مواجهات أعنف بكثير بين إسرائيل والفلسطينيين مثل الحرب على غزة في يوليو تموز وأغسطس آب.

ويسلط الأمر الضوء على الأهمية التي يوليها الملك عبد الله لأزمة تزيد من تعقيد سعيه لابقاء المملكة خالية من اضطرابات أطاحت بزعماء عرب آخرين وأسفرت عن حروب أهلية كثيرة في المنطقة منذ 2011.

وتوقيت ما حدث هو الأسوأ بالنسبة للأردن فبعد أقل من شهرين على انضمامه للغارات الجوية في سوريا يصور اسلاميون أصوليون -بعضهم في الأردن- الأمر على أنه هجوم على الاسلام وليس على تنظيم الدولة الاسلامية.

وبعض الاردنيين غير مقتنعين بمنطق الانضمام إلى حرب تقودها الولايات المتحدة خشية أن يدفع هذا إسلاميين متشددين في الأردن إلى الانتقام. ويوجد في الأردن -مثل باقي الدول الاسلامية- متعاطفون مع التنظيم المتشدد.

وسيقدم الموقف في القدس لخصوم الملك عبد الله الإسلاميين بدءا بالجهاديين وحتى جماعة الاخوان المسلمين مبررات جديدة لانتقاد الزعيم المدعوم من الغرب ما لم يعلن موقفا صارما.

واستدعى الأردن أمس الأربعاء سفيره في إسرائيل للاحتجاج في أول خطوة من نوعها منذ السلام بين البلدين لكن المنصب ظل شاغرا مرتين منذ ذلك الحين.

* دماء الأردنيين “روت” تراب القدس

نصت معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994 المعروفة باسم وادي عربة على رعاية الأردن للحرم القدسي لكن جذور هذه الرعاية تعود إلى عام 1924 عندما منح وجهاء فلسطين في القدس حق الرعاية للشريف حسين جد جد الملك عبد الله.

وتأكدت الرعاية من جديد في اتفاقية وقعتها السلطة الفلسطينية العام الماضي مع الملك عبد الله. وتعرف المنطقة التي تضم أيضا مسجد قبة الصخرة باسم الحرم القدسي الشريف عند المسلمين وجبل الهيكل عند اليهود.

ويعتبر الحرم شرارة جاهزة للاشتعال في الصراع وهو ثالث الحرمين الشريفين عند المسلمين وأكثر الأماكن قدسية عند اليهود. ويدير عدة مئات من الموظفين الأردنيين الحرم ويسمحون لليهود بزيارته لكن دون الصلاة فيه.

وكانت إسرائيل قد أغلقت الحرم يوم الخميس ردا على اطلاق النار على ناشط اسرائيلي-أمريكي من أقصى اليمين بعد ان طالب بالسماح لليهود بالصلاة في ساحة المسجد الاقصى. وأعيد فتح الحرم القدسي في اليوم التالي بعد ما وصفه مسؤولون أردنيون بأنه تدخل شخصي من الملك عبد الله.

والاغلاق هو الأول من نوعه منذ 2000 عندما أشعلت زيارة زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون للحرم شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

واستخدم الملك عبد الله لغة صارمة غير معتادة في انتقاده الأخير لإسرائيل. وشبه في الآونة الأخيرة المتشددين الاسلاميين بالصهاينة المتشددين.

وفي كلمة ألقاها هذا الأسبوع قال إن القدس “روت دماء شهدائنا ترابها” في إشارة إلى الجنود الأردنيين الذين سقطوا قتلى في حرب عام 1948 والتي أدت إلى قيام دولة إسرائيل.

وأضاف أن الأردن الذي ظل يحكم الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية من عام 1948 إلى 1967 سيتصدى “بشتى الوسائل للممارسات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس الشريف والحفاظ على مقدساتها الاسلامية والمسيحية.”

وقال دبلوماسي في عمان “إنه (الملك عبد الله) منزعج وقلق للغاية.. القدس هي كل شيء.”

وتابع “لا يمكنك المبالغة في مدى أهميتها. إنها آخر شيء يريدونه. يكفي ما يحدث في سوريا والعراق ويتأثر الأردن بهما.”

وأضاف “كلما تعرضنا لنوبة كبيرة من التشدد في المنطقة فإن الأردن يشعر بهبوب الرياح. وفي هذا مدعاة للقلق وليس للتفكير في أنه سيكون هناك انعدام للاستقرار على المدى القصير.”

* خلطة قابلة للاشتعال

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الوضع الراهن في الحرم القدسي والذي تم الاتفاق بشأنه مع الأردن بعد حرب عام 1967 لن يتغير. لكنه يتعرض لضغوط حتى من داخل حزب ليكود الذي ينتمي إليه. وتحدى عضو من أقصى اليمين في ليكود دعوات نتنياهو إلى ضبط النفس وزار الحرم يوم الأحد.

وأفاد بيان إسرائيلي أن نتنياهو أكد من جديد للملك عبد الله في اتصال هاتفي يوم الخميس أن إسرائيل لا تعتزم تغيير الوضع. ونسب الديوان الملكي للملك عبد الله قوله لنتنياهو في المحادثة إنه يرفض أي محاولة لتغيير قدسية المسجد الأقصى أو اتخاذ إجراءات من شأنها أن تهدد أو تغير الوضع القائم.

وتقول إسرائيل إنها تنشد الاستقرار في الأردن وإنها تشعر بحساسية من موقف المملكة. وقال دانييل نيفو السفير الإسرائيلي في الأردن للإذاعة الإسرائيلية في مقابلة بثت يوم الأربعاء “خوفنا الأكبر هذه الأيام هو أن يحاول أحد خلق اضطرابات في جبل الهيكل لاشعال المنطقة وايذاء كل من الأردن وإسرائيل.”

وبالنسبة للأردن فإن شبح تفجر الصراع مرة أخرى بين إسرائيل والفلسطينيين يجلب مخاطر تختلف عن تلك التي تثيرها سيطرة الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في سوريا والعراق. واستقبل الأردن موجات من اللاجئين الفلسطينيين منذ حربي 1948 و1967 كما تمثل المشاعر القومية الفلسطينية مصدرا للقلق منذ عقود.

وإلى جانب ذلك توجد مشاكل اجتماعية واقتصادية في الأردن حيث يصل معدل البطالة إلى 11.4 في المئة لكن الأرقام غير الرسمية تفيد بأنه ضعف هذه النسبة. كما يشوب البطء وتيرة الاصلاح السياسي مما يجعل الأردن في مواجهة نفس الخليط القابل للاشتعال الذي أجج الانتفاضات العربية عام 2011.

وفي ليلة صافية يمكن رؤية أنوار القدس من مشارف العاصمة الأردنية ويجعل هذا القرب الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين مختلفا عن الحروب في سوريا والعراق.

وبعض الأحياء الأكثر فقرا في عمان هي في الواقع مخيمات للاجئين الفلسطينيين وأصبحت بمرور الوقت مناطق سكن دائم ويعيش فيها أبناء الفلسطينيين الذين اضطروا إلى الفرار في حربي 1948 و1967. وبالنسبة للفلسطينيين الأردنيين فإن القدس تعني ما هو أكثر بكثير مما تعنيه الحرب على الدولة الاسلامية.

وقال ثائر داود (46 عاما) وهو صاحب متجر في عمان وتنحدر عائلته من قرية قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية “في سوريا الناس يتصدون للظلم ويريدون أن يتحرروا منه. لكن فلسطين والقدس أراض محتلة ومغتصبة.”

وأضاف من متجر في منطقة يغلب على سكانها الفلسطينيون في عمان “لا تعلم تحديدا ماذا سيحدث لأن هناك الكثيرين من الضفة الغربية هنا. لن يرضى أحد بما يحدث في فلسطين.”

وتمكن الأردن من اجتياز الانتفاضتين الفلسطينيتين السابقتين دون اضطرابات كبيرة.

وقال المومني “نبلي بلاء حسنا في الحفاظ على السلام والأمن.. يؤمن المزيد والمزيد من الأردنيين بفكرة أن الاستقرار والأمن هما نفط هذا البلد. ولهذا نحميه بشدة.”

لكن وفي ضوء التحديات الداخلية في الأردن -كالبطالة والفقر وغياب التمثيل السياسي لجميع الأطياف- فإن الصراع في القدس سيجعل من الأسهل على جماعات مثل الدولة الإسلامية أن تجند متشددين.

وقال طاهر المصري وهو رئيس وزراء سابق من عائلة فلسطينية كبيررة إن الاحتجاجات الشعبية بسبب القدس ستكون قوية لكن شعور الأفراد بالاحباط سيكون أقوى بكثير.

وأضاف أن خطر الدولة الإسلامية لا يكمن في عبورها الحدود وانما في المشاعر أو الاحباطات بسبب تفاقم الأوضاع الاقتصادية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165247

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2165247 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010