الجمعة 30 نيسان (أبريل) 2010

ينهار الاستيطان.. أو تنهار فلسطين!

بقلم:حسن البطل
الجمعة 30 نيسان (أبريل) 2010

كم مستوطن “وبش” بين الـ 250 ألف مستوطن في الضفة (خارج مستوطنات القدس الشرقية)؟ الوبش تعني من يقلع ويقطع أشجار زيتون القرى المحاذية للمستوطنات والبؤر الاستيطانية، أو يحرق الجوامع، أو يستولي على الينابيع (وأحياناً يردمها)!.

معقول؟ في مزاعم بعض المستوطنين غير الأوباش أن الأوباش لا يتعدون الـ 100 من متعصبي “فتيان التلال”، لكن نشاطهم التدميري -التخريبي يمتد بطول الضفة وعرضها، ومن “كريات أربع” جنوباً (وإلى جنوبه أيضاً) الى “يتسهار” شمالاً (والى شمالها أيضاً)، ولا يوفرون تجمعات ومضارب البدو في الاغوار ايضاً.

اذا كانوا مائة بس، فكيف تقول إحصائيات اسرائيلية إن ربع المستوطنين في الضفة (خارج القدس الشرقية) سيلجأون الى المقاومة العنيفة ضد الإخلاء والانطواء الى الكتل الاستيطانية.. وسيرفعون السلاح في وجوه “إخوة السلاح” من الجيش والشرطة، وسيرفعون شعار“Never again” الذي رفعه اليهود بعد “الهولوكوست” ولو مغطى تحت شعار “شارة ثمن”، أي تدفيع سكان القرى الفلسطينية المجاورة أشجارهم ومياههم، ثمن “تجميد” الاستيطان، أو بوادر حسن النية مثل خفض عدد الحواجز.. الخ!

على منوال “الغموض الخلاق” أو “نعم.. ولكن” توصل الهمام المثابر جورج ميتشل الى تفاهم مع بيبي نتنياهو على “تجميد غير معلن” للنشاط الاستيطاني في القدس الشرقية، أي قبل شرط عباس.

لا أعرف لماذا نسبوا “لعم” الاسرائيلية هذه الى الرئيس شمعون بيريس، علماً أنها فلسطينية عرفاتية كما هو معروف، ومنسوبة بالذات، الى نصيحة المرحوم كمال جنبلاط لياسر عرفات، بعدما “زل لسان” القائد الفلسطيني، وقال إن المقاومة الفلسطينية سوف تمنع انتشار الجيش اللبناني في بيروت الغربية مطلع الحرب الأهلية.

في “التجميد” الأول، استثنى نتنياهو القدس والكتل الاستيطانية و3200 مبنى في المستوطنات، وفي “التجميد” اللاحق يريد “تبييض” ما أمكن من البؤر الاستيطانية المقاومة على “أراضي الدولة” في مخالفة فاضحة لتعهد شارون أمام بوش الاول بازالة 100 بؤرة اقيمت بعد آذار 2001، استجابة لنداء شارون “لفتيان التلال” أن “اصعدوا متن كل تلة”.

وهكذا، صعد مستوطنو “بيت إيل” تلة بعيدة اسموها “ميغرون”، وأقيمت كما تعرف محكمتهم العليا على أراضي فلسطينية خاصة، ثم توسعت مستوطنة “عوفرا” على أراضي خاصة علماً أنها أقيمت على التباس بين أراضي الدولة، أيام الأردن وعمان، والاراضي الخاصة.

الآن، قصة أخرى للبؤرة الاستيطانية “غفعات هيوفيل” وهي بيضة لدجاجة مستوطنة “عيلي” المتوحشة، وأقيمت منازلها الـ 18 فوق أرض فلسطينية خاصة جداً، وقد شارك “أوباش” هذه البؤرة الاحتفال باستقلال اسرائيل باقتلاع 170 شجرة للقرى الفلسطينية المجاورة، انتقاماً من دعوى قضائية لحركة السلام الآن بازالة هذه البؤرة.. ويقول سكانها إنهم يرون البحر والغور منها!.

اثنان من سكان هذه البؤرة لكبار الضباط الاسرائيلييين قتلا في حرب لبنان الأخيرة، وفي عملية تغلغل أخيرة في جنوب قطاع غزة، وهما الرائدان روعي كلاين (لبنان) واليزار بيرتس (غزة)، ومن ثم فإن نتنياهو “المجمّد” في القدس، سيقترح “تبييض” هذه البؤرة وكل بؤرة أقيمت على “أراضي الدولة” التي “ورثتها” اسرائيل!

تقول الولايات المتحدة إنها تتعمد سياسة التدريج في التجميد لتلافي صدام مسلح بين الجيش والمستوطنين “الأوباش” وأيضاً لتلافي انقسام الجيش الاسرائيلي على نفسه، كما هي اسرائيل منقسمة على نفسها ازاء تجميد الاستيطان.

يشارك اسرائيليون كثيرون في وجهة النظر هذه، بل يذهب بعضهم الى نشوء “حالة تناقض بين مستوطني يهودا والسامرة وسكان اسرائيل في غالبيتهم”.

بعض اليمينين في اسرائيل يقترحون بقاء المستوطنين جميعاً حيث هم، بذريعة أنه لا يجوز للدولة الفلسطينية المزمعة ان تكون أحادية قومياً، بينما اسرائيل ثنائية قومياً لوجود مليون وثلث المليون فلسطيني فيها.
لكن، إذا لم ينضبط الجيش حتى لأحكام المحكمة العليا الاسرائيلية، ولم ينضبط بعض المستوطنين لأحكام قيادة الجيش، فكيف يمكن للدولة الفلسطينية ان تطبق قوانينها السيادية على المستوطنين، علماً أن فكرة الدولة اليهودية هي أن يعيش اليهود تحت سيادة يهودية؟.

يبدو أن أحد المشروعين سوف ينهار إما مشروع الدولة الفلسطينية، وإما المشروع الاستيطاني اليهودي في أراضي هذه الدولة المزمعة!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2179014

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

45 من الزوار الآن

2179014 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40