الأربعاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

كفى لعبا بالشعارات

الأربعاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par صالح عوض

الإعلام الغربي يقع في دائرة من السيطرة الأمنية والسياسية، بحيث من الصعب التسليم بأي شيء يصدر عنه بدون قراءة وتمحيص وربطه بما هو متحرك في ساحتنا العربية والإسلامية .. ولعل الإعلام الغربي هو الفيلق العسكري المتقدم في حرب الإدارات الغربية المتواصلة على بلداننا وشعوبنا ومستقبلنا وهويتنا..

على مدار أكثر من نصف قرن كان الإعلام الغربي مشغولا بالاشتراكية والشيوعية ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، وقد شنع بالنموذج الاشتراكي والشيوعي واستخدم في ذلك كل الوسائل والأساليب.. وقد تمكن هذا الإعلام من نسج روايات ووقائع لا وجود لها لشيطنة النموذج الاشتراكي وتمكن بالفعل من توجيه ضربات عنيفة له حتى تم إسقاطه أخيرا بالتعاضد مع معاملات أخرى.

بعد الانتهاء من العدو التقليدي للمعسكر الرأسمالي اخترع دهاقنة الراسمالية الغربية عدوا وساروا في شيطنته خطوات بعيدة، حيث أصبح الإسلام بكل مكوناته الروحية والمادية والتاريخية والجغرافية والسكانية هدفا لجملة النشاط الاستعماري وعلى رأسه الإعلام الذي اجتهد من خلال مختبرات صناعة الرأي واختراع المصطلحات إلى شن هجوم لشل طاقتنا وإرباك ساحتنا..

رفع الإعلام الغربي دعاواه الباطلة ضدنا في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل وحقوق الطفل وحقوق كل شيء إلا شيء واحد حقنا في الحياة كما نريد وأن نسير أمورنا كما نحن نختار وفقا لثقافتنا وتطور الحياة لدينا.

الإعلام الغربي جعل من محاكمة امرأة في إيران قضية الساعة على واجهة كل نشرات التلفزيونات وخبر غلاف رئيسي في كل الصحف ومثار نقاشات وندوات متتالية متلاحقة، بل وصل الأمر إلى احتجاجات تصل إلى حد التظاهر والاحتجاج والإدانة لدولة ذات سيادة.

والأمر يستند إلى اختلاق الأكاذيب والتحرك منها إلى إصدار أحكام وإثارة رأي عام كما حصل أخيرا في السودان، حيث اتهمت وسائل إعلام عميلة للمؤسسة الإعلامية الغربية بأن هناك عملية اغتصاب جماعي للنساء شملت مئات منهن كما جاء أولا على ذمة راديو دبنقا المتواجد خارج السودان ليبث الخبر فيما بعد عبر عشرات مواقع الانترنت.. وفورا أسرعت القوات الدولية “اليوناميد” المتواجدة في منطقة “تابت” بمنطقة دارفور بإعطاء الانطباع أن ما تم نشره حقيقة حصلت بالفعل.. ولم يوقف هذه الإشاعة إلا تحرك الناس في المنطقة متصدين للإشاعة التي مست شرف نسائهم وبناتهم وكادوا يحرقون مواقع اليوناميد، ما دعا اليوناميد إلى الإعلان رسميا أنه لا أساس لهذه الإشاعة.

الإعلام الغربي بمساعدة العميل له يصنع الأكاذيب ويمررها في وسائل الاتصال والتواصل لخلق مزاج عام يهيء للقلاقل والفتن في بلادنا وليشوه نماذج حياتنا ويكرس حال الموت القاتل التي تلفنا من كل جهة..

وينسى أو يتناسى هذا الإعلام الذي يثور من أجل امراة تحاكم في طهران أو من أجل قصة مختلقة في السودان ما حصل لملايين العراقيين من إبادة بسلاح أمريكا وأوروبا .. هذا الإعلام لا يرى الجريمة الماثلة في غزة والمتسبب فيها ولا يرى إجراءات العدو الصهيوني في الاعتداء المستمر على الشعب الفلسطيني.. إنهم فيلق أمامي في الهجوم علينا ويجب الانتباه، لأنهم هم من زرع الفتن في مجتمعاتنا ولديهم عملاؤهم في بلداننا فحذار منهم.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2181150

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181150 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40