هل نسي العرب والمسلمون غزة؟..هل نسوا الناس المقاومين البواسل الذين نابوا عنهم في قهر الجيش الذي لايُقهر؟ هل هي مؤامرة التاريخ كما أحب أن يقول أحد المتنفذين في الوضع الفلسطيني؟ ..هل يتم تنفيذ برنامج انهاء غزة شعبا وأرضا ودورا كما أراد إسحاق رابين ذات يوم..؟ لماذا هذا الاغفال الرهيب الذي يلف معاناة غزة؟
أي عقاب جماعي يتم لغزة من قبل الجميع؟ من لغزة...؟ هل هذه مكافأة الأمة لغزة على صمودها أمام ألة البطش الصهيونية أكثر من خمسين يوما؟ أم هي ما قاله قادة العدو الصهيوني أن هناك اتفاق عربي رسمي صهيوني لتدمير غزة.؟
إن غزة في محنة رهيبة قاسية مؤلمة والناس في غزة ملوا من مناداة أمتهم وأحرارها وشرفائها بعد أن أصبح من الواضح أن لا صدى لصرخاتهم إلا فتات ينهض به بعض المساكين ممن يظنون أن لقيمات قد تقيم صلب قطاع غزة ..إن غزة تنكمش على ذاتها وتلف ليلها بحزنها، وتبحث تحت خرائب بيوتها، عن مكان تأوي إليه أبناءها المشردين، فيما بلغ القوت أسعارا خيالية في ظل توقف عجلة الحياة عن دورانها.
إن غزة في محنة حقيقية ..بل الأصح أن نقول إنها منطقة منكوبة وهذا الجانب الانساني الصارخ يدعو الجميع إلى إعادة حساباته ..فالانسان قبل كل شيء..هو أقدس المقدسات وهو قبل كل الأولويات ولا ينبغي بحجة أي مبرر تأخير رفع المعاناة عن أهل غزة المنكوبين.
وحتى لايكون كلامنا بعيدا عن تحميل المسؤوليات فإننا بلاشك نرى أن كل من يستطيع أن يرفع عن غزة بعضا من المعاناة ولا يقوم بالواجب إنما هو مقصر ومتخاذل عليه التحرر من عجزه وحساباته الحزبية والشخصية..وفي الموقف نفسه نرى أن الجميع يمتلك من القدرة على رفع الحصار والمعاناة على غزة ولايجوز بأي حال من الأحوال القيام بعقاب جماعي لأهل غزة بسبب الاختلاف مع حركة حماس..ومن هنا تتكشف لنا مسؤوليات الجميع فيما ينطقون أو يفعلون تجاه غزة.
كما أن على حماس وهي حركة مقاومة أن تلتفت إلى أبناء الشعب في غزة والذين يحاصرون ويقتلون ويهانون وينكبون ..عليها تنفيذ اتفاقيات تمت مع السلطة في رام الله بتقديم مفاتيح الأوضاع لحكومة التوافق الوطني والانسحاب من الحكم، كما انسحبت من الحكومة وخلق الاعذار التي يتخذها البعض المحلي والاقليمي والدولي لتعذيب جماعي لأهل غزة.
إن الجميع..أجل إن الجميع يتحمل مسؤوليات سياسية وأخلاقية تجاه ما يحصل من قتل بطيء لأهل غزة ..ولن ينجو أحد من المتسببين بشكل مباشر أو غير مباشر من محاسبة الأجيال والتاريخ من مشاركته في تعذيب أهل غزة والاساءة إليه..
غزة..الوحيدة الفريدة تقرأ علينا رثاءها .. غزة الموجوعة تهزأ من كل ما يصنع خصومها وأعداؤها وترفع هامتها عالية تنتشل بيديها كل حر وشريف وتركل بقدمها إلى قاع الذل كل التعساء الأذلاء الأنانيين..غزة عنواننا حتى تحرير كل فلسطين..تولانا الله برحمته وأعان غزة على مهماتها.
RLS
