الخميس 4 كانون الأول (ديسمبر) 2014

سقوط مدوّ لنتنياهو!

الخميس 4 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par حلمي الاسمر

الشعب مذنب، قال، عمليا، بنيامين نتنياهو أمس. وأشار الى نتائج الانتخابات قبل سنتين، والتي لم تعط حزبه ما يكفي من المقاعد وفرضت عليه إقامة حكومة يتآمر وزراؤها عليه. الشعب مذنب، قال عمليا إسحق بن اهرون، من قادة حزب العمل، عندما أدار الناخبون في العام 1977 ظهورهم لحزبه وانتخبوا حكومة برئاسة مناحيم بيغن.
وشكلت اقوال بن اهرون على مدى السنين مثالا على الغرور، انغلاق الحس والاغتراب لدى حزب العمل. والسياسي الذي يتهم الناخبين بالتسبب بفشله يشبه الراقص الذي يتهم الأرضية بسقوطه، وفوهة الانبوب التي تتهم الانبوب بتسريبه للماء. فهو يصبح موضعا للهزء والسخرية!
هكذا يصف ناحوم برنياع، في يديعوت، سقوط نتنياهو أمس، بعد أن أقال اثنين من وزرائه، وتوجه إلى الكنيست لحل نفسها، والذهاب إلى انتخابات جديدة، بعد سنتين من حكمه، كانت وفق وصف أكثر من كاتب ومحلل سياسي في كيان العدو، الأكثر سوءا في تاريخ الكيان.
صحيفة هآرتس أيضا، لم تقصّر في هجاء حقبة نتنياهو، في افتتاحيتها الرئيسة، فوصفتها بأنها «من أسوأ الحكومات في تاريخ إسرائيل» وقالت إن سياسة الخارجية والأمن التي اتخذتها كانت ضائعة، كبحت المسيرة السلمية وسرعت خطى الضم في الضفة في ظل التشكيك بالوضع الراهن الحساس في الحرم القدسي، وتآمرت على شخصية «الديمقراطية» في مساعيها المتكررة لسن قانون المتسللين ضد قرار محكمة العدل العليا، وبالمبادرات العنصرية لقوانين القومية، وتورطت في حرب مع حماس، وانهتها بتعادل استراتيجي، رغم الثمن الهائل بالقتلى، الجرحى، الدمار والمال، وعرضت للخطر الدعم الأمريكي وقربت اوروبا من فرض العقوبات على اسرائيل!
أمَّا المحلل السياسي المعروف في هآرتس ألوف بن، فقد شخص المشهد على نحو أكثر وضوحا، حينما قال، إن نتنياهو سقط واضطر للذهاب الى الانتخابات لأنه فقد السيطرة على البنية السياسية والجيش، ولأن التهدئة الأمنية التي عاشتها اسرائيل بضع سنوات قد ذهبت بلا رجعة، حتى الصيف الاخير تميز حكم نتنياهو بجنازات قليلة في المقابر العسكرية، وكان الهدوء هو الورقة الفائزة لديه، وعندما أضاع ذلك بعد «خطف» الشبان في غوش عصيون، والحرب على حماس في غزة والمواجهات الصعبة في القدس، فلم يبق له ما يقدمه!
وماذا عن المستقبل؟ عوزي برعام يرسم صورة لتوجهات الناخب الإسرائيلي، وإلى أين سيذهب، فيقول، إن الناخبين في إسرائيل ينقسمون إلى انماط محددة وهي: مقدسو ثقافة القوة وكارهو العرب سيصوتون لليمين، المتطرف ايضا، أما محبو الدولة الديمقراطية والمساواة والسلام فسيصوتون للوسط – يسار، ومن يقبل بسلطة الحاخامات سيصوت للاحزاب الحريدية، رجال اليمين الذين يريدون أرض إسرائيل الكاملة واقامة الهيكل سيصوتون لليمين القومي، المواطنون العرب يمكن أن يصوتوا لجسم عربي موحد، وفي النهاية، ننتظر حكومة أكثر يمينية، وتطرفا!
«الهم» الإسرائيلي الداخلي، والصراع على السلطة، بين أجنحة الحكم، ليس شأنا صهيونيا خاصا، فما يجري في إسرائيل، حقيقة يجري في «فلسطين» وحينما يتوجه الناخب الإسرائيلي إلى صناديق الاقتراع، فهو يختار الطريقة التي سيُقتل بها العربي، في فلسطين وفي غيرها، سقط نتنياهو، بفعل المقاومة؟ ليس ذلك تماما، لكنها كانت في بؤرة الأسباب التي فجرته، وفجرت حكومته، ويستطيع المرء الوصول إلى هذا الاستنتاج ببساطة، من السطور القليلة التي نقلناها أعلاه من إعلامهم، ما يؤكد ليس جدواها، بل كونها الطريقة الوحيدة لمواجهة العدو، وزراعة بذور التآكل في كيانه!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2180836

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي الاسمر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2180836 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40