الخميس 5 آب (أغسطس) 2010

عندما نكون في قلب الحدث

الخميس 5 آب (أغسطس) 2010 par جمال الشواهين

الاعتداء على لبنان قبل يومين جاء على شكل «بروفة» أراد العدو «الإسرائيلي» من خلالها استكشاف أمور عسكرية وأمنية، وقد حصل على رد لم يتوقعه من الجيش اللبناني، وكذلك من طريقة المقاومة في متابعة الاعتداء، إلى جانب ذلك كان هناك حدث آخر يقع في العقبة و«إيلات» عبر سقوط صواريخ عليهما، اختلفت التقديرات حولها في كل من الأردن ومصر والعدو «الإسرائيلي»، غير أن الأرجح هو وجود روابط بين صواريخ العقبة و«إيلات» التي وقعت صباحاً، وتلتها بعد ساعات قليلة عملية الاعتداء على لبنان.

فمن جهة هناك من توقع وقال إن العدو «الإسرائيلي» هو مطلق الصواريخ، وغرضه إحداث إرباك في الجنوب ليكون متفرغاً لما يبتغيه في الشمال، وهذا أمر غير مستبعد، ومعتاد من عدو متمرس في اقتراف الجرائم، ولي ذراع الحقائق بعدها.

وهناك من يجد أن العدو «الإسرائيلي» هو الذي يمول عصابات في سيناء ويسخرها لأهدافه كلما أراد ذلك، وهذا أمر ليس غريباً أيضاً، وليس فيه جديد، فالمعروف أن في سيناء مساحات واسعة للعمل ليس للمقاومة وعشائر الصحراء فقط، وإنما لعدد من الجواسيس أيضاً.

مثل هذه الفرضيات، هي التي تذهب نحو وصف الأمر بأنه إرهاب وإجرام، وحقيقة الأمر أنه كذلك طالما أنه فعل «إسرائيلي»، وإجرام منظم.

لقد تبرع العدو «الإسرائيلي» للقول إن حركة «حماس» ومعها الجهاد، وأيضاً حزب الله، وراء عملية الصواريخ، وهذا الأمر لا يصمد أمام حقائق أن هذه الجهات لم تعتد المقاومة إلا من خلال المواقع المتواجدة فيها، إن كان في جنوب لبنان، أو قطاع غزة وفلسطين المحتلة بالنسبة للجهاد و«حماس».

وقد كان جلياً أن كلاً من الأردن ومصر لم تشيرا إلى حركات المقاومة هذه بأي اتهام، وإنما جاء ردها عاماً دون تحديد، ما يعني أن في ثناياه إشارة للعدو «الإسرائيلي».

لو أن هناك تأكيدات من أي نوع على أن حركات المقاومة الإسلامية والفصائل الفلسطينية الأخرى تقف خلف عملية الصواريخ، وأن الهدف كان العدو «الإسرائيلي»، فإن الأكيد هو خروج ردود فعل ومواقف ليس كتلك التي خرجت خلال اليومين الماضيين. وأغلب التقدير أن الحديث كان سيخرج مختلفاً، وربما فيه بعض التفهم العلني لخطأ غير مقصود لصاروخ ضل طريقه، غير أن الأمر ليس كذلك، خصوصاً أن هذه الحركات نفت أي صلة لها بالحادث. يظل هناك احتمالات أخرى، منها وجود تنظيمات سرية تستهدف العدو «الإسرائيلي»، وتعمل على طرقها الخاصة، وهذا أمر وارد، غير أنه لا وجود لما يؤكده، ليظل الاحتمال الأكثر قرباً للمنطق هو أن العدو «الإسرائيلي» هو الفاعل الحقيقي.

أما التزامن مع الاعتداء على لبنان فإن فيه ما يحتمل الكثير من التفسيرات، وطبيعة الأهداف المرجوة.

فالعدو «الإسرائيلي» هو المعني الأول إلى جانب واشنطن في التخطيط لحرب ضد إيران، وهما يعملان معاً في السر والعلن من أجل ذلك، ومعلوم أن حلفاء طهران في المنطقة سيكونون بشكل جدي ضد العدوان عليها، وهذا أمر يدفع العدو الإسرائيلي أكثر ما يكون للعمل ضدهم مبكراً، وقبل الوصول إلى ضرب طهران.

الرئيس السوري بشار الأسد تحدث عن احتمال الحرب، ومثله فعل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وهذا حال ليس فيه هزل ومزح، وإنما جد أكثر ما يكون، أما الشيخ حسن نصر الله فقال قبل يوم أمس مؤكداً أن واشنطن هي التي اتخذت قرار الحرب على لبنان في تموز عام 2006 وأن العدو «الإسرائيلي» كان المنفذ لها.

وفي الأمر إثارة لا تقبل اللبس، إن واشنطن تستعد لاتخاذ نفس القرار، وهذه المرة ضد طهران ومعها المقاومة في لبنان، وأي تحرك سوري إلى جانبهما.

غير أنها هذه المرة لن تكون حرباً سهلة، وإنما معقدة وبكلف عالية جداً، إضافة إلى أن الحسم فيها غير مؤكد.

فطهران استفادت من كل ما حدث في العراق وأفغانستان، وهي مستعدة للأمر على طريقة مغايرة، وتمتلك أدروات للمواجهة من شتى الأشكال والأنواع، والتي أخطرها على الإطلاق الصواريخ التي ستوجه لـ «تل أبيب»، والتي قد يسقط منها هنا وهناك عن طريق الخطأ، ولن نكون بعيدين عنه إذا وقعت الواقعة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165325

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165325 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010