الجمعة 6 آب (أغسطس) 2010

أكثر من محبيك يا أبا مازن!!

الجمعة 6 آب (أغسطس) 2010 par حسن خليل

خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية (الجمعة 30/7/2010) تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس طويلاً عن أمور كثيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية، وعن المفاوضات.. وتميز حديثه بنبرة الإحساس بخيبة الأمل وما يشبه الإحباط.. لكن الذي نحن بصدده الآن هو هجومه القاسي واللاذع على فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار علماء المسلمين ..

فهو يدعي أنه قد وظفه في قطر، يعني أن له الفضل في وصول الشيخ إلى ما وصل إليه.. والحقيقة أن أبا مازن كان مدرساً في قطر منذ عام 1957، ثم أصبح مديراً لشؤون الموظفين في وزارة التربية (المعارف) لما يقارب سبع سنوات، قبل أن يتفرغ كعضو مركزية فتح عام 1967.. وكان الاتجاه آنذاك لدى كل دول الخليج إلى مساعدة المعلمين والموظفين من أبناء مصر الفارين من موجة الغضب الناصرية ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي فإن ما كان يقوم به السيد محمود عبّاس إنما هو تنفيذ لسياسة الدولة القطرية وليس منّة أو تكرماً من سعادته ..

وإذا كان حسب وظيفته سبباً لتوظيف الشيخ القرضاوي معلماً في وزارة المعارف، فهل كان له فضل في تعيينه بعد أن حصل على الدكتوراة عميداً لكلية الشريعة القطرية التي شكلت نواة للجامعة القطرية فيما بعد؟ !

وعندما يقول السيد محمود عبّاس إن القرضاوي لا يفهم شيئاً في الدين، ألا يشكل هذا القول طعناً في فضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الذي عمل في جامعة قطر أستاذاً تحت رئاسة الأستاذ القرضاوي؟ وأيضاً ألا يعتبر هذا طعناً صارخاً لكبار علماء المسلمين في كل بقاع الأرض، وهم صفوة العلماء، والذين اختاروا الشيخ القرضاوي رئيساً لهيئتهم على امتداد فترات متواصلة؟

ألا يترك هذا الادعاء الظالم أثره العميق في نفوس كل هؤلاء العلماء الأجلاء؟!

وهل من مصلحة فلسطين قضية وشعباً أن يصدر هذا الكلام عن رجل يحمل صفة رئيس فلسطين، دون أن نناقش حول شرعية هذا الرئيس من عدمها؟ لماذا نستفز مشاعر كبار علماء المسلمين في كل أنحاء العالم؟ ألا يعني هذا أننا نؤكد صفة العلمانية ونلصقها بدولة فلسطين؟ ألم يقف فضيلة الشيخ محمد أبو سردانة - أطال الله عمره - قاضي القضاة الشرعيين مخاطباً الرئيس الراحل ياسر عرفات أمام لجنة صياغة دستور فلسطين حين وضع المحامي والقاضي قصي العبادلة مادة تنص على علمانية فلسطين، حيث قال :

- ماذا نقول يا قائد مجاهدي فلسطين لمن يعتبرون فلسطين المقدسة حاضنة المسجد الأقصى المبارك قبلتهم الجهادية من أجل تحريرها؟ هل نقول إن الدماء المجاهدة سالت من أجل مسح صفة الإسلام عن فلسطين وجعلها دولة لا دينية أو ماركسية؟

فثار القائد الشهيد وأمر بأن تصاغ المادة المذكورة لتؤكد أن دين الدولة الرسمي لفلسطين هو الإسلام، مع كفالة الحرية لممارسة كل الطوائف الدينية الأخرى لشعائرها المختلفة!!

وهل أصبح المدرس البسيط بمؤهلاته وثقافته الدينية المتواضعة السيد محمود الهبّاش هو مصدر الفتوى لدى السلطة الفلسطينية، وفي مستوى شموخ قامة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حتى تستشهد بأقواله؟

لقد كنت أحب محمود الهبّاش سليل العائلة المتدينة قبل أن أسمع من سيل المديح المتكرر لسلطة رام الله من رئيسها إلى رئيس وزرائها إلى مستشاريه، ومن كثرة ما وجهه من السباب والقدح بإخوانه السابقين، لمجرد أنه لم يتبوأ بينهم منصباً كبيراً كما فعلت معه سلطة رام الله. والمسلم يا أبا مازن.. نعم.. المسلم الحق ليس بطعّان ولا لعان.. المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ..

لطفاً ورحمة بفلسطين يا رئيس فلسطين.. لا تجعلوها تفقد حبَّ وتقدير بل وتقديس مليار من المسلمين.. ليتكم تقرؤون مقالة الكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي فيما قلتموه!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165950

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165950 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010