الاثنين 5 كانون الثاني (يناير) 2015

معركة سينتصر فيها الفلسطينيون

الاثنين 5 كانون الثاني (يناير) 2015 par صالح عوض

على صعيد الأفراد وعلى صعيد الشعوب ليس مهما أن تدخل معركة مهما بلغت دوافعك وقناعتك من قوة ونبل.. لأن المعارك لا تحسمها الأماني والرغبات إنما يحسمها أن تجمع فيها من وسائل مكافئة وقدرات تستطيع أن تجر عدوك إلى معركة لا يستطيع أن يتفوق فيها..

وهنا الكلام لا يطال النوايا ولا كرمات التضحيات والشهداء العظام ولا مشروعية القتال دفاعا عن الحق إنما يتناول بشيء من اليقظة ضرورة التركيز والتفكير في دخول ساحات معركة تجبر العدو على ألا يستفيد من أسلحة فتاكة بيده ويصبح أمامنا مجردا من عتوه وبطشه.. هذا ليس واقعية بل ذكاء وحنكة والمعارك تحسم بالحنكة والمكيدة.. وكم خسرنا جولات ومعارك عندما استطاع العدو جرنا إلى ساحات لم نكن نملك فيها إلا يقيننا بحقنا وصدق نوايانا وروحنا المجاهدة.. تأتي هذه المعاني الدقيقة فيما نحن نكتشف عجز الإدارة الأمريكية وعدم توازنها في مواجهة قرار فلسطيني بالذهاب إلى منظمات الأمم المتحدة بعد أن استخدمت المندوبة الأمريكية الفيتو ضد المشروع العربي لتطبيق القرار الأممي 242 بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة.. أما قيادة الكيان الصهيوني فلقد شق عويلها عنان السماء واكفهرت الوجوه وابتأست النفوس وأصاب الذعر منهم مقتلا..

خطوات سلمية ملتزمة بقرارات شاركت الإدارة الأمريكية بصياغتها.. ماذا يعني ذلك؟ إنه يكشف حقيقة قوة هذا الكيان التي لا تتمدد إلا في جهلنا وضياع القدرة لدينا في اختيار الخطوة الصواب.. قد يحاول قادة الكيان الصهيوني بعثرة جهود الفلسطينيين والضغط على المنظمات الدولية للماطلة أو التمنع.. كما حصل مرات سابقة عندما ضغطت الإدار ة الأمريكية فأبعدت أمناء عامين عن رئاسة المنظمة الدولية أو لقي بعضهم مصرعه عندما وقف مع الحق الفلسطيني كما حصل لبرنادوت.. لكن المهم هنا أن يحاصر الكيان الصهيوني ويكتشف من جديد أنه منبوذ ومرفوض وأن المحاكم تلاحق جنرالاته وأن المطارات تغلق في مجه قياداته وأن عقابا سيطارد اقتصاده ومؤسساته.

أجل إنها معركة تحتاج إلى اليقين والذكاء والفطنة وحسن التوجيه وضبط الإيقاع لأن الكلمات والخطوات هنا محسوبة بدقة.. وتحتاج كذلك إلى عدم الغرور وعدم المكابرة وتحتاج إلى الابتعاد عن الغوغائية وتحتاج أن تبحث عن المخارج والمسالك التي تقلل الخسائر وتكسب مزيدا من المنافع.

أجل إن الفلسطينيين سجلوا انتصارا سياسيا في هذه الظروف الصعبة المعقدة التي تحيط بهم.. إنهم أصبحوا الآن دولة تحت الاحتلال وإنهم يتوجهون الآن إلى المنظمات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة لمعاقبة إسرائيل على جريمة الاستيطان والإبادة الجماعية للمواطنين الفلسطينيين.. ومهما كان حجم النتائج فإنها بلا شك خطوة كبيرة نحو الانتصار..

إن الفلسطينيين في حاجة إلى إشراك قوى عالمية ضد الطغيان الاستيطاني والإجرامي الصهيوني الممنهج.. وليس كالمنظمات الدولية من شريك.. وبهذا حقق الفلسطينيون وصولهم إلى ضمير المجتمع الدولي وقوانينه الناظمة للعلاقات الدولية الذي سيجد نفسه مع الموقف العربي المساند بالضرورة.. وإن مزيدا من الصبر الفلسطيني على هذا النهج سيوجه ضربات التصديع إلى الكيان الصهيوني.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2165473

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165473 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010