الأربعاء 7 كانون الثاني (يناير) 2015

فرصة تاريخية للعرب

الأربعاء 7 كانون الثاني (يناير) 2015 par صالح عوض

أمريكا تعلن الحرب على العرب، واسرائيل تغلق الأبواب على كل الفلسطينيين وتحرمهم من أبسط شروط الحياة، وذلك ردا على اتخاذ العرب موقفا مؤيدا للمسعى الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.. فهل هي الفرصة المواتية لخروج العرب من الدوامة إلى ساحات الفعل الإيجابي؟

عندما تجتاح أمة ما فوضى في تحديد الوجهة والهدف، وعندما تتنازع الأمة في قضايا يختلط فيها الصواب بالخطأ والحق بالباطل، يصبح من الضرورة الاهتداء إلى قضية تجمع شتات الأمة وتوحد مقصدها.. أما الدول المتقدمة والتي تصر على تبوئها موقع الصدارة الدولية فهي باستمرار تصنع العدو الحقيقي او الوهمي، لكن الضروري، لكي تبقي المجتمع بكل مكوناته مشدودا نحو الخارج.. هكذا رأينا صناع القرار والموقف في الولايات المتحدة الأمريكية في فلسفتها المستمرة بإيجاد عدو وعدو بديل في حال انتهاء العدو القائم.. هم لا ينتظرون ان يولد لهم عدو ويتزود بالسلاح ويتقوى بالوسائل، بل هم يصنعونه ويجرونه في معركة ضدهم ويظلوا يناوشونه حتى تتولد فرصة ميلاد عدو جديد فيحسمون أمرهم بسرعة البرق.

والعرب المشتتون الآن والمتنازعون في أقاليمهم وبين مكوناتهم الثقافية والجهوية في امس الحاجة إلى قضية توحدهم وتجمع شتاتهم.. ولحسن حظهم، فهم غير محتاجين لاختلاق قضية، بل هي موجودة بكل عناصرها الحقيقية وهي قضية يتداخل فيها المقدس مع المصلحة ويتزاوج فيها الروحي بالمادي.. القتيل فيها شهيد بإجماع الأمة، والجريح يحمل وساما على جبينه والأسير بطل.. وكل بيت يهدم عنوان للصمود والكفاح ودافع للإعمار والترميم.

انها باختصار قضية فلسطين وأرضها المباركة وشعبها المرابط المحاصر والمخنوق، ومقدساتها المعرضة للهدم.. وعلى الصعيد الرسمي كما على الصعيد الشعبي يحتاج المجتمع العربي والدول العربية إلى اشارة لتمكينهم من اتخاذ قرار يرتفع بالروح المعنوية ويحفظ للأجيال القادمة حق التمتع في ثروات الأمة وخيراتها دونما قيود تكبل المعاصم والإرادات.

اجل، انها فرصة للحكومات العربية لكي تكسر الحواجز، وفرصة للأحزاب والقوى السياسية والشخصيات بأن ترفع الصوت عاليا وتدفع التفكير حقيقة لمناقشة الواقع وتدبر سبيل الخلاص والتحرر من الذل والإجحاف الأمريكي.. ولعله من باب الالتزام الأخلاقي قبل السياسي ان تقوم الدول العربية بتزويد الموقف الفلسطيني بكل عوامل الصمود في واجهة الغطرسة الصهيونية.

وإن كان الموقف الفلسطيني أمسك بزمام المبادرة وتقدم لفرض حقائق سياسية على الأرض من خلال التحاق دولة فلسطين بالمنظمات الدولية، فإن هذا الموقف يحتاج بشكل حقيقي وعملي لإسناد عربي كبير ماليا وسياسيا ومعنويا واعلاميا.. انها معركة العرب جميعا، وإن لم يفهم المسئولون العرب نوعية التحدي فسيفقدون فرصة نادرة في تماسك بلدانهم ودحر ثقافة التفسخ منها.. فهل ينتبه المسئولون العرب لهذه الفرصة الاستثنائية فيفيدون ويستفيدون... تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2178055

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178055 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40