الأربعاء 14 كانون الثاني (يناير) 2015

الاختراق “الإسرائيلي” لمنظمات الإرهاب

الأربعاء 14 كانون الثاني (يناير) 2015 par عاطف الغمري

تتكشف أسرار خفية، وتحل ألغاز عالقة، حين تمر السنين، التي يمنع القانون فى كثير من الدول، الكشف عنها، قبل مرور مدة زمنية يحددها، لدواعي المحافظة على الأمن القومي، وينزاح الستار عن الخفايا، على يد ضباط سابقين في مخابرات دول أجنبية، أو كتّاب وخبراء متخصصين، فينشرون مؤلفات ودراسات .
لقد ظل بمثابة لغز كبير، تتراص أمامه علامات استفهام بلا حصر، التساؤل الحائر عما إذا كان من قبيل المصادفة، أو هو اتفاق مصالح، أو اختراق مخابرات أجنبية، لجماعات في بلادنا، ما نراه من انتشار منظمات متطرفة، وجماعات ترفع لافتة الإسلام، وتمارس أعمالاً، تحقق حرفياً نفس أهداف استراتيجيات أجنبية معروفة، منها استهداف الجيش، الذي هو أول أعمدة الدولة، وتلحق به مؤسسات تمثل بقية الأعمدة، التي لا تقوم لأي دولة قائمة من دونها، وحسبانها لكل هذه الأهداف عدواً لها، هنا تكون للمعلومات الموثقة أهميتها، قبل أي اجتهاد أو تحليل .
يكشف جانباً من أسرار استراتيجية “إسرائيل”، ضابط الموساد السابق فيكتور أوسترفسكي في كتابه “الجانب الآخر للخداع”، الصادر عن دار هاربر في نيويورك عام 1995 . ويقول إن ضابطاً عالي الرتبة بالموساد، أبلغه عن قرار اتخذ لإحداث حالة من عدم الاستقرار تصل إلى درجة الفوضى الأهلية الداخلية، وشرح له طريقة تحقيقها، بتسريب أموال، وأسلحة، إلى جماعات تضم عناصر أصولية مثل حماس والإخوان المسلمين، بحيث تتولى اغتيال شخصيات في بلادها تعد رموزاً للاستقرار، وإحداث أعمال شغب في الجامعات بالذات، ما يدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات قمعية .
ويقول: إن الخطة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في مصر، بينما يقوم الموساد بتسهيل وصول أسلحة إلى العناصر المتطرفة في مصر، بجلبها من أفغانستان .
ولم يكن من قبيل الأسرار، دعم “إسرائيل” في مرحلة زمنية سابقة لمنظمة حماس، وهو ما كانت صحف “إسرائيلية” قد كشفت عنه، قبل نحو عشر سنوات . وطبقاً لتقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي جورنال” الأمريكية، فقد كشف مسؤولون حاليون وسابقون في المخابرات الأمريكية، عن أن “إسرائيل”، وحماس اللتين يدور بينهما الآن صدام عنيف، كانت قد جمعت بينهما مصلحة مشتركة، عندما قدمت “تل أبيب” في أواخر السبعينات، مساعدات مالية مباشرة وغير مباشرة لحماس .
وأراد “الإسرائيليون” من هذه المساعدات، إيجاد قوة أخرى توازن بها قوة منظمة التحرير الفلسطينية . وهو ما أكده توني كردسمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط، بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن . وقال - نقلاً عن مسؤول سابق بالمخابرات الأمريكية - إن تأييد “إسرائيل” لحماس كان محاولة لإحداث انقسام في منظمة التحرير الفلسطينية وإضعافها .
وتقول “مجلة فورين بوليسي جورنال” إن دعم الموساد للمنظمات المتطرفة في الدول العربية تنفيذاً لاستراتيجية زعزعة الاستقرار فى الدول العربية، يعود إلى مرحلة مبكرة . فقد سعت “إسرائيل” لإبقاء المنطقة العربية بكاملها فى حالة من عدم الاستقرار، لأن ذلك يضمن لها، عدم إمكان قيام جبهة عربية موحدة ضد طموحات “إسرائيل”، التي ليس لها نهاية .
كما كتب واين مادسين دراسة بعنوان “مجتمع واشنطن المدني”، ونشرت في عام ،2013 قال فيها إن الولايات المتحدة ساعدت إرهابيين شاركوا في عملية إسقاط القذافي، ثم أرسلتهم إلى سوريا لمواصلة الجهاد الأمريكي هناك .
هذه المعلومات تضع النقط على الحروف، بالنسبة إلى ما كان ذكره كتاب ومحللون أمريكيون، من أن الولايات المتحدة، لها الدور الأكبر في بروز المنظمات الإرهابية، التي انتشرت بشكل كبير في سوريا .
يبقي اللغز الأكبر والمحير عن زعيم “داعش” أبوبكر البغدادي، وما يقوم به من أفعال هدفها تدمير أعمدة الدولة في العراق، وأولها الجيش الوطني، طامعاً في أن يتحقق ذلك في كل دول المنطقة .
ويشير كيفين باريت في دراسته بعنوان “من هو أبوبكر البغدادي”، إلى الشكوك التى تحيط به . ويقول إن حزاماً من السرية يحيط بالسنوات الخمس التي أمضاها البغدادي في الحبس الأمريكي في العراق، وإن ظهور البغدادي على رأس تنظيم “داعش” ارتبط بخلق أوضاع تقود إلى ما يشبه الانتحار الجماعي لمسلمين، بجعل المسلمين يقاتلون ضد بعضهم بعضاً .
وتضيف إلى ذلك مجلة “فورين بوليسي جورنال”، قولها إن البغدادي تربطه علاقة بالولايات المتحدة، فهو كان في معتقل مدني، داخل مركز أمريكي في أم قصر بالعراق . ثم أفرج عنه بلا شروط في عام 2009 .
وحين أعلن البغدادي نفسه خليفة للمسلمين، فقد تحقق بذلك الهدف “الإسرائيلي”، من إحداث انقسامات، وانشقاقات حتى بين المجموعات “الإسلامية” .
إن ما نراه اليوم في بلادنا، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، من انتشار المنظمات الإرهابية المعادية لدولها العربية، يضع أمامنا صورة مجسدة لمؤامرة نسجت خيوطها قبل سنوات . وهي ليست من صنع أي خيال، لكنها مسجلة في كتابات أطراف شاركت في نسج خيوط المؤامرة، أو كانت على اطلاع على خطواتها، من أجل نشر الفوضى، والاقتتال، والإرهاب في بلادنا .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2181032

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع عاطف الغمري   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2181032 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40