الأربعاء 14 كانون الثاني (يناير) 2015

فرنسا الرسمية تسخر من نبي المسلمين

الأربعاء 14 كانون الثاني (يناير) 2015 par حبيب راشدين

كان لا بد للفيلم الكارتوني حول “أنا شارلي” أن ينتهي بمشهد ساخر يحمل ثلاثة ملايين شتيمة لنبي المسلمين، وللمليار ونصف مليار مسلم. ولأول مرة سوف يحق للمسلمين توجيه التهمة لدولة بعينها، هي الدولة الفرنسية، التي تحملت نفقات إعداد وإصدار عدد الأمس من مجلة “شارلي إيبدو” بـثلاثة ملايين نسخة، أو ما يعادل مجموع ما كانت تبيعه المجلة في سنتين.

المجلة صدرت أمس برسم ساخر للرسول صلى الله عليه وسلم في صفحتها الأولى، وهو “يذرف دمعة” ويقول: “أنا شارلي” العبارة التي علقت في أعناق أكثر من ثلاثة ملايين متظاهر يوم الأحد الماضي، من بينهم قادة عرب ومسلمون خدعوا مثلما خدع العامة من “الخراف الإمعة” من المسلمين في فرنسا.

الاستهتار بمشاعر المسلمين، بإيحاء ودعم مادي من الحكومة الفرنسية، خرق جميع الخطوط الحمراء، وهو بمثابة إعلان حرب صليبية مفتوحة ضد المسلمين، لأن الحكومة الفرنسية تعلم أن تقديس المسلمين لرسل وأنبياء الله هو جزء أصيل من معتقدهم، وأنه بقدر ما يرفض المسلم أن يهان رسول الرحمة، وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، فهم يرفضون أن يسب موسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام، ولن تجد مسلما واحدا يبيح لنفسه تجسيد المسيح بصورة أو برسم، حتى لو كانت الصورة محترمة، ولن يحمله عداءه لليهود الصهاينة أو للصليبية المسيحية أن يسب النبي داوود أو عيسى عليهما السلام.

الاعتداء الفرنسي على المسلمين جاء بتصعيد خطير في الأعمال الإجرامية المعادية للمسلمين، بتسجيل عشرات الاعتداءات ضد المساجد، في الوقت الذي جندت فرنسا أكثر من خمسة آلاف شرطي وعسكري لحماية يهود فرنسا وممتلكاتهم، وشرع القضاء الفرنسي في ملاحقة الشباب المسلم لما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعية، ورفع وكيل الجمهورية دعوى ضد الممثل الساخر ديودوني، لأنه كتب على حسابه هذه العبارة “أنا شارلي وكولي بالي” وقد بدأ الإعلام الفرنسي يشتغل على الترسانة القمعية التي ينبغي لفرنسا أن تسنها لتضييق الخناق على المسلمين أسوة بما فعلته إدارة بوش غداة أحداث 11 سبتمبر.

والحال فقد دخلنا مرحلة الاستغلال السياسي لحادث إرهابي استخباراتي بامتياز، بدأ بمحاولة تصنيع وحدة وطنية حول رئيس كان ساقطا بالكامل في استطلاعات الرأي، وحكومة فرنسية مفلسة، لم تعد قادرة على إخفاء مؤشرات الإفلاس، تريد أن تجر أوروبا إلى حرب مفتوحة مع جالياتها المسلمة، قد تغطي بدورها على حالة الإفلاس المعلن في أوروبا العجوز، المحكومة بنخبة خاضعة للمجاميع الصهيونية تعبث بها كيفما تشاء.

صدور هذه الإهانة للرسول صلى الله عليه وسلم بتمويل فرنسي رسمي، ينبغي أن يضع الحكومة الفرنسية والمسئولين الفرنسيين تحت طائلة الملاحقة والمحاسبة حيثما وجدوا، وأصبح من حق كل مسلم اليوم حيثما وجد أن يرفع دعوى قضائية بتهمة “سب وازدراء الأديان” ضد سفراء فرنسا، وأن يوجه غضبه نحو معاقبة الدولة الفرنسية، وأي دولة غربية تستبيح معتقده، بتنظيم جميع أشكال المقاطعة السياسية، والثقافية، والاقتصادية، وتلك حريته، مادامت فرنسا الرسمية وأوروبا المسيحية اليهودية يقدسان حق الأفراد في التعبير الحر، وقرار المقاطعة جزء أصيل من الحقوق الفردية، ثم نعتزل في الحد الأدنى الحرب التي أرادوها مع من يصفونهم بالمتشددين الإسلاميين، لا ندعم ولا ندين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178243

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حبيب راشدين   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178243 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40