السبت 7 آب (أغسطس) 2010

«السلطة الفلسطينية» و«إسرائيل»..فتور سياسي وغرام أمني

السبت 7 آب (أغسطس) 2010 par هشام أسامة منوّر

لم يكد قادة الأجهزة الأمنية في «السلطة الفلسطينية» في الضفة الغربية يفرغون من إقامة الاستقبال الحافل الذي نظموه لرئيس جهاز «الشاباك» (يوفال ديسكين) في جنين، حتى نافس قادة «الأمن الوطني» و«الحرس الرئاسي» نظراءهم الأمنيين، فنظموا استقبالاً أكثر حرارة لقائد الجبهة الوسطى الجنرال (آفي مزراحي) في أريحا.

صحيفة «معاريف» الصهيونية أشارت إلى أن قيادة الجبهة الوسطى «الإسرائيلية» تتحدث منذ عامين عن الدفء الذي تتسم به العلاقات بين الجيش «الإسرائيلي» و«السلطة الفلسطينية». فيما تبدو الاستقبالات «الأمنية الفلسطينية» تعويضاً عن الفتور الظاهر في العلاقات السياسية بين زعامتي حكومة بنيامين نتنياهو وسلطة محمود عبّاس.

وذكرت «معاريف» أن دفء العلاقات الأمنية تجلى عندما زار الجنرال مزراحي بصحبة رئيس الإدارة المدنية العميد يؤاف مردخاي للمرة الأولى منذ عقد من الزمان منشأة أمنية حساسة تابعة لـ «الأجهزة الأمنية الفلسطينية» في قلب مدينة أريحا. فاستقبل مزراحي بحرس شرف بحضور قائد قوات «الأمن الوطني» دياب العلي وقائد الحرس الرئاسي منير الزعبي.

وبحسب «معاريف»، فإن رجال الأمن الفلسطينيين نفذوا مناورة وأدوا حركات بينها عمليات حماية شخصيات رفيعة المستوى، والسيطرة على مبنى والقتال في منطقة مأهولة، واعتقال «إرهابيين» من سيارة مسرعة، وإحباط محاولة اغتيال في غرفة مغلقة. وأشارت إلى أن المستوى الحرفي لرجال الأمن الفلسطينيين نال الثناء من الجانب «الإسرائيلي»، وهو المهم طبعاً؟!.

زيارة مزراحي ومرافقيه انتهت في ساعات الظهيرة بزيارة لمناطق سياحية في المدينة، ظهر خلالها الجنرال «الإسرائيلي» برفقة ضباط فلسطينيين، ما أثار انتباه السياح. ويدرس الجنرال مزراحي هذه الأيام إمكانية السماح بدخول «الإسرائيليين» إلى أريحا تحت حماية الأجهزة الأمنية الفلسطينية. فـ «السلطة الفلسطينية» كانت قد خسرت أموالاً طائلة جراء منع قائد الجبهة الوسطى «الإسرائيليين» من زيارة أريحا، التي يوجد فيها «كازينو الواحة» والذي يعتبر بئر نفط «السلطة الفلسطينية» التي كانت توفر الحماية للمقامرين «الإسرائيليين».

في السياق نفسه، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنه في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام على الخلافات الدبلوماسية «الضارية» بين «إسرائيل» والولايات المتحدة بشأن التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن العلاقات الأمنية والعسكرية بينهما تنمو أكثر فأكثر منذ تسلم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسلطة. وأوضحت الصحيفة أن «إسرائيل» أجرت اختباراً ناجحاً لنظام الدفاع الصاروخي الجديد، والذي يهدف إلى حماية مستوطناتها من الصواريخ، وعندما يتم نشر منظومة «القبة الحديدية» الجديد بالكامل العام المقبل، فإن دافعي الضرائب الأميركيين سيتحملون نصف التكلفة، أي ما يعادل 205 مليون دولار، حسب الخطة التي تقدمت بها إدارة أوباما، والتي حظيت بتأييد واسع في الكونغرس.

وزير الدفاع الأمريكي (روبرت غيتس) يعتقد أن التعاون العسكري بين بلاده و«إسرائيل» هو «تعاون غير مسبوق». ويرى مسؤولون أميركيون أن هذا الجهد «هو استثمار طويل الأمد يهدف إلى تحسين آفاق السلام، وإلى جعل «إسرائيل» تشعر بأنها أقل عرضة لأي تهديد من قبل إيران».

ووفقا للمعلومات الواردة من البنتاغون، فإنه تجري محادثات رفيعة المستوى أسبوعياً بين مسؤولين عسكريين «إسرائيليين» وأميركيين، بينهم أكثر من 75 لقاء جرى على مستوى نائب مساعد وزراء الخارجية أو أعلى رتبة في خلال الأشهر الـ 15 الأخيرة. ووصف مسؤولون أميركيون نتائج تبادل الخبرات العسكرية وأجهزة الاستخبارات بأنها «فريدة من نوعها». ولا يقتصر الدعم العسكري الأميركي لـ «إسرائيل» على «القبة الحديدية»، فالولايات المتحدة تقدم سنوياً أنظمة أخرى للدفاع الصاروخي «الإسرائيلي»، مثل «حيتس» و«ترس داود»، تقدر قيمتها بحوالي 200 مليون دولار سنوياً. وتقسم التكاليف بين الدولتين بذريعة أن الولايات المتحدة ستستفيد من التجربة «الإسرائيلية».

وكان أنطوني كوردسمان، من مركز «الدراسات الإستراتيجية والدولية»، كشف «أنه بموجب اتفاق وقع في نهاية إدارة بوش، ارتفعت قيمة المساعدات الأميركية لـ «إسرائيل» من 2،5 مليار دولار في العام 2009 إلى 3 مليارات دولار بحلول العام 2011، ما يعني أن نحو ربع الإنفاقات «الإسرائيلية» الدفاعية تأتي من الولايات المتحدة». كما تسمح الولايات المتحدة لـ «إسرائيل» باستخدام 26% من أموال المساعدات لتطوير وإنتاج الأسلحة، وهو امتياز لا تتمتع به أي دولة أخرى. الطريف في الأمر أن غرام الأفعى الأمريكية بنظريتها «الإسرائيلية» والذي ينعكس دعماً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من الأولى للثانية، لا يكاد يكافئه دعم لأفعى «السلطة» المتسولة لفتات الأعطيات مقابل جبال التنازلات التي تقدمها، وهو ما يفضح هرم النفوذ بين الحلفاء الثلاثة ويوضح مقاصده وغاياته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165263

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165263 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010