الأربعاء 4 شباط (فبراير) 2015

خرافة القومية اليهودية

الأربعاء 4 شباط (فبراير) 2015 par علي بدوان

لقيت دعوة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو بهجرة المواطنين اليهود الفرنسيين إلى فلسطين المحتلة بعد حادثة الصحيفة الفرنسية (تشارلي أيبدو) ردود فعل كبيرة داخل أوساط المواطنين اليهود الفرنسيين، الذين رفضوا بأغلبيتهم الساحقة تلك الدعوة كما أشارت بعض المطبوعات الفرنسية.

وزاد عليها مواقف البعض من «أقطاب الحمائم» المحسوبين على تيارات «اليسار الصهيوني» ومنهم الوزير «الإسرائيلي» السابق، وعضو حركة (ميرتس) يوسي بيلين الذي تحفظ على الدعوة وإن كان من دعاة الهجرة والاستيطان فوق الأرض المحتلة عام 1948 تحديداً.

دعوة نتانياهو، وإن جاءت في مسار استغلال الحادثة المُدانة التي وقعت في باريس، إلا أنها تلخص في جوهرها ما يعتلج داخل أوساط عموم الأطراف «الإسرائيلية الصهيونية» التي بدأت منذ سنوات تصرخ من نضوب الهجرة الاستيطانية التوسعية نحو فلسطين المحتلة قياساً بالفترات الماضية. والعزوف المُتزايد من قطاعات المواطنين اليهود في دول غرب أوروبا عن الهجرة لفلسطين المحتلة، مع تزايد القناعة لديهم بانهم مواطنون في بلدانهم الأصلية وليس في «إسرائيل» بغض النظر عن تعاطفهم أو تساوقهم مع السياسات «الإسرائيلية». فضلاً عن اهتزاز قناعتهم برواية «القومية اليهودية».

وقبل سنوات قليلة خَلت، أصدر يوسي بيلين الذي يُعد من أبرز المفكّرين «الإسرائيليين» الصهاينة ومن المحسوبين على تيار الحمائم، ومن الذين كتبوا عن مُستقبل «إسرائيل» بشكلٍ استشرافي كتابه المعروف «موت العم الأميركي» وفيه يَرتعب ويتملكه الخوف من المُستقبل انطلاقًا من جملة مؤشّرات تصبّ في النهاية في مصلحة اضمحلال ما سماه «الدياسبورا اليهودية» ويقصد بالطبع يهود العالم، وعزوف غالبيتهم عن التوجه إلى «إسرائيل»، معلنًا صرخته التي يقول فيها «أشعر بنوع من الهيستيريا والخوف إزاء ذوبان الشعب اليهودي خارج دولة إسرائيل».

وهنا نحن نتحفظ على عبارة «الدياسبورا اليهودية»، فهي أكذوبة وأسطرة وهمية، حاولت الحركة الصهيونية تسويقها كأسطورة لشعبٍ يهودي بدلًا من الدين اليهودي، بينما اليهود في العالم مواطنون في بلدانهم، كالمسيحي في فرنسا والمسلم في الصين، وبالتالي لا وجود لقومية أو شعب يهودي حتى نتحدث عن «الدياسبورا اليهودية».

وفي الوقت الذي أصبحت فيه الأمور تنحو نحو انكسار المشروع الصهيوني التوراتي وتراجعه بفضل نهوض الحركة الوطنية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني وثبات من تبقى منه فوق أرضه التاريخية، وذلك بالرغم من الظروف الصعبة السائدة، فقد بدأت مصادر القرار في «إسرائيل» تَنظُر إلى تحولات وتطورات المسارات السكانية على أرض فلسطين التاريخية باعتبارها عاملًا مؤثراً في ميزان القوى الإستراتيجي بين «إسرائيل» الصهيونية والشعب العربي الفلسطيني، وتالياً مع البلدان العربية خصوصاً منها المحيطة بفلسطين. مضافاً إليها التحولات الجارية في المسارات السكانية المتعلقة بوجود المجموعات الإثنية اليهودية داخل بلادها الأم. وفي نوع العلاقات بين «إسرائيل» ذاتها وما يسمى بـ«يهود الشتات»، إلى درجة بدأت فيها الشكوك تساور بعض أقطاب عتاة اليمين الصهيوني.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165619

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165619 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010