الخميس 12 شباط (فبراير) 2015

الخـطـاب الاستـثـمـاري

الخميس 12 شباط (فبراير) 2015 par علي بدوان

باتت زيارة نتانياهو المتوقعة لواشنطن بدعوة من الجمهوريين، وخطابه المُزمع أمام الكونغرس في موقع السجال الداخلي في «إسرائيل»، بين مُعترض ومُتحفظ، وبين مُندفع. عدا عن السجال الذي فتحته بين يهود الولايات المتحدة الذين باتت غالبيتهم تتحفظ على زيارة نتانياهو وخطابه المُتوقع، والذي يُقدر أن يتناول به الموضوع المتعلق بالملف النووي الإيراني، فضلاً عن استثمار تلك الزيارة وخطابه أمام الكونغرس لغايات داخلية صرفة في «إسرائيل» لها علاقة بالانتخابات المقبلة للكنيست العشرين، والمقرر إجراؤها في السابع عشر من مارس المقبل.

حيث يَعتَقد نتانياهو أن خطابه الثالث أمام مجلسي الكونغرس سيضعه في مصاف الزعيم الإنكليزي ونستون تشرشل، وهو الزعيم الدولي الوحيد الذي دعي ثلاث مرات لإلقاء خطابات أمام الكونغرس أمام قيادات ورؤساء عالميين في حينه.

يهود الولايات المتحدة، عبّروا عن موقفهم من خلال صمت منظمة «الإيباك»، حيث أشارت صحيفة (يديعوت أحرنوت) إلى أن جهات عدة في «الإيباك» بعثت برسائل إلى نتانياهو، مفادها أنه من الأفضل ألا يحضر لإلقاء الخطاب. فيهود الولايات المتحدة وبغالبيتهم، يميلون نحو تأييد التحالف المعارض لنتانياهو في «إسرائيل» وتحديداً لتحالف المعسكر الصهيوني العمالي «اليسار الصهيوني»، المُتشكل بشكلٍ رئيسي من حزب العمل بقيادة إسحق هيرتزوغ وحزب الحركة بقيادة تسيبي ليفني ومعهم بعض القوى الليبرالية، اقتناعاً منهم بفجاجة سياسات نتانياهو على مستوى علاقات «إسرائيل» الخارجية وتحديداً مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ومسؤوليته عن بعض التوترات التي شهدها مسار العلاقات الأميركية مع «إسرائيل» خلال الفترة الماضية.

تزايد الاعتراضات على زيارة بنيامين نتانياهو وخطابه المُتوقع أمام الكونغرس، انتقل في الأيام الأخيرة الى أوساط الديمقراطيين في الولايات المتحدة، الذين يَعتقدون أيضاً بأن دواعي نتانياهو من وراء الخطاب ليست أمنية صرفة لها علاقة بأمن «إسرائيل» وحاجاتها، وإنما تقف خلفها دواعٍ استثمارية انتخابية داخلية في «إسرائيل»، وهو مادفع الى تواتر الحديث عن مقاطعة أعضاء ديمقراطيين من مجلسي النواب والشيوخ من دائرة الاحتمال إلى دائرة الفعل، حيث أعلن ثلاثة من الديمقراطيين القدامى المؤيدين لـ «إسرائيل» بينهم جون لويس من جورجيا، إلى إعلان مقاطعتهم الخطاب. واحتج الثلاثة على قرار رئيس مجلس النواب جون بوينر دعوة نتانياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس من دون التشاور مع الرئيس باراك أوباما. ويُتوقع أن يقاطع الخطاب نحو ثلاثين نائباً من صقور الديمقراطيين في الكونغرس. وزادت على ذلك زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى الإعلان أنه «حتى إذا لم يقاطع النواب الديمقراطيون الخطاب، فإن كثيرين منهم سيكونون مشغولين في أعمالهم ولن يحضروا الخطاب».

أخيراً، من المهم الإشارة الى أن أعداد المواطنين اليهود في الولايات المتحدة تبلغ نحو خمسة ملايين ونصف المليون مواطن، ومع تأييدهم للدولة «الإسرائيلية» فهم مُندمجون بشكلٍ كبيرٍ في مجتمعاتهم الأصلية على امتداد الولايات المختلفة في عموم الولايات المحدة، ولنلحظ ايضاً البحث الذي أعده أكاديميون من معهد (هيبرو يونيون كوليج) وجامعة (كاليفورنيا ديفيس) في الولايات المتحدة الأميركية قبل عدة أعوام، والذي شَمِل أكثر من (1700) شاب من مواطني الولايات المتحدة من اليهود حتى سن الخامسة والثلاثين، فقد بيّن تراجع الشعور بالانتماء والأهمية بالنسبة «لإسرائيل».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 62 / 2165441

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165441 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010