السبت 21 آذار (مارس) 2015

عودة الرقص على نغمة « حل الدولتين »

السبت 21 آذار (مارس) 2015 par رشاد ابو داود

يميننا ليس كيمينهم . نحن -العرب والمسلمين- نؤدي التحية باليمين، نسلِم، نقاتل، نأكل، نكتب باليمين . لكنهم -الاسرائيليين- لهم يمينهم و..»بنيامينهم» الذي تبعوه الى مزيد من اليمين باتجاه التطرف، و وبالتالي الى نتيجة التطرف، اي تطرف وهي الهاوية . نخلص الى هذه النتيجة من شواهد التاريخ ونماذج سياسية في العالم، هتلر، ستالين، نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ..الخ.
وبالنسبة لاسرائيل فحقيقة قيامها على ارض فلسطين لا تُغطى بالغربال الصهيوني . اذ ان العالم يعرف ان انشاءها اعتمد أولاً على اختلال في ميزان القوة الدولي بعد الحرب العالمية، وثانياً على كذبة ان فلسطين هي ارض اسرائيل . وثالثا وعاشراً على ما سمي الهولوكوست والمحرقة التي ضُخمت واستغلت من قبل الحركة الصهيونية ليدفع الضمير العالمي ثمنها و الانسان العربي الفلسطيني الثمن الاكبر من شعبه وارضه وامنه و استقراره .. وما زال .
بانتخابه نتنياهو وحزبه اليميني المتطرف «الليكود» يكون المجتمع الاسرائيلي واصل رفع السلاح في وجه العرب بدلا من راية السلام، واكد انه لا يريد السلام، بل يصرخ : ألم نقل لكم ذلك من قبل من خلال انتخابنا شارون ونتنياهو القديم المتجدد ؟! الم نقتل الاطفال والنساء في الضفة وقالها في دير ياسين و قبية، الم نحرقهم احياء في مخيمات و احياء غزة ؟!
ها هو نتنياهو يعود للرقص على نغمة « حل الدولتين « وهي اللعبة التي اطلقها جورج بوش الابن كقطعة حلوى للعرب غداة سلخ العراق عن جسد الامة وكبداية للانهيار العربي الذي نعيشه الآن من خلال ما سمي بالربيع العربي الذي ادي بالرقبة العربية ان تُذبح بسكين الصنيعة داعش والتي عادت تذبح الى حيث بدا «الربيع»، تونس التي تغنينا بديمقراطية الاسلاميين فيها، فالهدف من مذبحة متحف بوردو بالعاصمة التونسية ان يقول لنا المخططون للربيع العربي وفي احسن الظن سارقوه : سنواصل التخريب ولن نسمح لكم بقطف ثمار اي ثمار لما اعتقدتم انه قد نضج فنحن زرعناه ونحن من يخربه !
قبل يوم من نتائج الانتخابات قال نتنياهو، ان لا دولة فلسطينية اذا فزت : وبعد فوزه بيوم عاد يكذب و يقول انه لم يتخل عن حل الدولتين ..لكن بشروط !! هذه الشروط تعني بالمحصلة ان لا دولة فلسطينية .
والحل ؟ الحل ان يتخلى العرب عن الاختباء وراء « حل الدولتين « . هل يحاربون ؟ لا، فهم الآن اضعف من ان يحافظوا على دولهم فما بالك بمحاربة البعبع اسرائيل ؟
الحل ان يستغل العرب الخلاف بين نتنياهو و اوباما، و اقتناع الادارة الاميركية الحالية بان نتنياهو لا يريد السلام . وان يدفعوا اميركا باتجاه فرض عقوبات دولية على الكيان الاسرائيلي كما حدث لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا في الثمانينيات .وكانت النتيجة انتصار نضال مانديلا على اسلحة بيك بوثا وتحرير الارض و اصحاب الارض من الاحتلال الابيض الذي يشبه الى حد كبير الاحتلال الصهيوني لفلسطين .
لقد اهان نتنياهو اوباما في عقر داره بخطابه الذي القاه مؤخرا في الكونغرس والرجل، اي اوباما، مهيأ اكثر من أي وقت مضى لاحداث تغيير استراتيجي في العلاقات الاميركية الاسرائيلية .وقد تكون الخطوة الاولى رفع الغطاء الاميركي عن الممارسات العنصرية الاسرائيلية في الامم المتحدة و مجلس الامن تحديداً .المطلوب الآن استخدام كل نفط ومال وعلاقة مع ادارة اوباما لتوسيع الشرخ في العلاقات الاميركية الاسرائيلية و دعم عربي لتوجه الفلسطينيين الى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المسؤولين الاسرائيليين بتهم جرائم الحرب، وما اكثرها !



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165482

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع رشاد ابو داوود   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165482 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010