سعيدة جبهة “النصرة” بنجاح رئيس وزراء إسرائيل في الانتخابات .. بل ربما أكثر سعادة من الذين انتخبوه، لهذا طيرت التهاني مشفوعة بأملها أن تبقى العلاقة المتميزة بينهما قائمة وفاعلة. ولربما احتفل عناصرها بإطلاق النار بهذه المناسبة، أليس هو إلا الأب الروحي لها، أليست من تتحرك في كنفه وتجلس في حضنه وتعيش على دعمه وتمويله وعلى طبابته عندما تدعو الحاجة؟ ..
لا يوجد في المنطقة العربية من وجه تلك التحية لهذا العنصري الفاشي الصهيوني إلا بعض العرب الذين هللوا لنجاحه، فهو يعرف تمام المعرفة من هم وكيف أن قلوبهم ترقص فرحا بعودته الميمونة لقيادة الكيان الغاصب، وهو أيضا لا يلوم غيابهم الظاهري عن تهنئته خوفا من افتضاحهم.
سبقت “النصرة” الجميع لإبداء عواطفها تجاه نتنياهو، نوع العلاقة المتقدم بين الطرفين يفرض حسن السلوك بين الأب الروحي وذاك الإرهابي الذي لم يتوانَ عن كشف القناع عن وجهه .. إذ ليس جديدا أن تتخذ تلك الجبهة موقفها بتلك الروحية التي تنم عن علاقة قديمة عراها الميدان وأظهرها على حقيقتها. فلقد قدمت “القاعدة” منذ تاريخها الأول حسن سلوك للكيان الصهيوني حين هاجمت مواقع متعددة من العالم لكنها لم تقترب منه، ظلت أمينة على مصالحه، ترعاها، ولا تقترب منها، فإذا بها تقف وجها لوجه معه في أدق المواقع حساسية وهو الجولان، وإذا بتلك الجبهة تؤكد في أدبياتها الاعتراف بكيان العدو وبتعيين عناصرها متراسا للصهيوني، على أمل أن تحظى بحزام يحقق لها حرية الحركة بالتعدي الدائم وبدور كما فعلها ذات سنوات انطوان لحد في جنوب لبنان.
لكن حلم إسرائيل و”جبهته” لن يتحقق بعدما اتخذ الجيش العربي السوري قراره بتنظيف المكان منها ومن حضوره عبرها. وسيكون على تلك الآلاف من هذا الإرهاب أن يلملم حاله ليقرر إما الرحيل عن المنطقة أو الموت أو ترتيب وضع ما مع الكيان الحاضن له. ومن الواضح أن الإسرائيلي الذي اكتشف العين السورية الحمراء عليه وعلى أذنابه، بات يحسب ألف حساب من تكرار عملية مزارع شبعا التي نفذها حزب الله والتي أصبحت معنى لكل ما سيلي إذا ما اقترف الإسرائيلي أخطاء حسابات محددة.
لقد أحسنت “النصرة” أن هنأت نتنياهو كي تكشف المستور الذي باسمه تتحرك تلك الجبهة، وبعلمه تتصرف، وبإدارته تسير. ثم هي في النهاية لسان حال من لهم عواطف تشبه عواطفها تجاه الكيان الذي غني عن التعريف القول إنه لا يدفع من جيبه دعما لأولئك الإرهابيين، حتى أجور طبابتهم واستشفائهم في مستشفياته يحصل عليها من الجهات الداعمة للجبهة.
سيظل الجيش العربي السوري يتقدم ضمن حسابات وطنية يصل من خلالها إلى آخر نقطة تشكل ترابه الوطني وإن كانت الجولان كلها هي تلك النقطة. ولن يكون مسموحا للعدو ولإرهابييه من فرض مناخ ميداني يكرر ما سبق أن وقع في جنوب لبنان ودفعت فيه إسرائيل غاليا ثم خرجت خائبة منه بعد خسائرها الفادحة.
إذا كان ثمة وصف لواقع المنطقة الجنوبية من سوريا أو هي تحديدا جنوب دمشق، فإن اليد السورية طويلة ومعافاة في إعادة كتابة واقع تلك المنطقة بطرد الإرهاب منها وإعادة المشهد إلى سابق عهده مع إسرائيل.
السبت 21 آذار (مارس) 2015
“النصرة” تهنئ نتنياهو!
السبت 21 آذار (مارس) 2015
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
21 /
2178881
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف زهير ماجد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
21 من الزوار الآن
2178881 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 20