الخميس 12 آب (أغسطس) 2010

صحف صهيونية : اوباما فر من «الشرق الأوسط»

الخميس 12 آب (أغسطس) 2010

بعد عشرات السنين من النشاط الامريكي المتسارع في منطقتنا - ضغوط، مؤامرات، صفقات، وساطة، دبلوماسية، تهديدات، تنازلات، عقائد - فجأة ساد صمت مضن. من يترأس اليوم الولايات المتحدة، باراك اوباما، اختفى عن مشهد «الشرق الأوسط»، فيما يخلق هو فراغاً للقوة العظمى.
جورج بوش كرهته الأنظمة العربية، ولكنها خافته وحذرت منه. اما اوباما فببساطة غير موجود. سورية تسمح لنفسها بالاستخفاف بالولايات المتحدة، وهكذا ايضاً ايران، «القاعدة»، «حزب الله»، اردوغان وآخرون. مثال على ذلك هو قضية «الأسطول» التركي.

اوباما كان ملزماً بأن يبعث فوراً بوزيرة خارجيته الى أنقرة والقدس لإنهاء القضية بسرعة، ولكن احداً لم يصل من الولايات المتحدة، والأضرار الإقليمية كثيرة. ذات مرة كان المصريون، السعوديون، المغاربة، الأردنيون والفلسطينيون المعتدلون يسارعون الى واشنطن للتنسيق، لتلقي التعليمات وللتشاور. اما اليوم فلم يعودوا يكلفون نفسهم العناء، اذ خسارة تبديد الوقت. لديهم احساس بأن الرئيس الشاب لا يفهم امام ماذا يقفون، إذن فمن اجل ماذا؟

هناك لدى الجميع احساس بأن اوباما يتحدث ولكن لا يفعل. بنيامين دزرائيلي قال : «لا تجادلوا أبداً، اعرضوا النتائج فقط». ولأوباما لا توجد حتى نتيجة «شرق أوسطية» واحدة يعرضها. فهو ممتاز في الخطابات، بالكلمات العالية وبالشعارات العليلة، ولكن في منطقتنا يوجد احتكار من الانظمة العربية للخطابات، للمثقفين وللكلمات وهكذا بالضبط ينظر اليه عندهم. مثقف، ككلمة سلبية.

كانت هذه اشارة في الشيفرة «الشرق أوسطية»، حين لم يأتِ الرئيس المصري لاستقبال اوباما في القاهرة في حزيران (يونيو) من العام الماضي، في خطاب توجهه الى الاسلام («جئت لأطلب بداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين»).

مبارك عرف بأن هذا سينتهي على نحو سيىء بل انه امتنع عن الظهور في ذات القاعة عندما القى اوباما الخطاب. مع حلول منتصف ولايته، فان خطة التوجه الى الاسلام تحطمت، وليست لدى اوباما خطة أخرى، لا توجد أجندة ولا يوجد اتجاه في الطريق. وهو عديم الوسيلة حيال ايران، والعقوبات القاسية على طهران والتي قررها الكونغرس في الشهر الماضي، فرضت خلافاً لارادته. كما أن ايران تعرف بأن هذا الرئيس غير قادر على أن يأمر بخطوة عسكرية. لو كان بوش في المنصب لكانت الآن اكثر قلقاً بكثير. وكون اوباما أعلن عن رغبته في اخراج الجيش الامريكي من العراق، فان «الارهاب» السني يعربد هناك مرة اخرى - وحشياً وعنيفاً اكثر من أي وقت مضى.

لقد اعتقد انه اذا ما ابتعد قليلاً عن «إسرائيل» فسيحظى بعطف المعسكر العربي المعتدل. النتيجة كانت مريرة : فقد فكك المعسكر العربي المعتدل وخسر «إسرائيل» على حد سواء. لم يعد هناك بعد اليوم معسكر عربي معتدل، بعد أن ابتعدت قطر والأردن عنه، وعندما تجلس جهات مثل لبنان او «القيادة الفلسطينية» على الجدار. لفقدان الطريق من جانب الرئيس الامريكي يوجد دور في اضعاف هذا المعسكر وذلك لأنه اذا كانت الولايات المتحدة ضعيفة ومشوشة، فان ايران قوية ومهددة، ولكن من المؤكد أن هناك من يحمي دول الخليج.

ولكن ليست فقط ايران، تركيا هي الأخرى تجذب بالإتجاه الراديكالي وتحاول اقامة تحالف راديكالي خاص بها في المنطقة، في ظل حلها على نحو صحيح لغز الفراغ الامريكي.

بالذات رجل الحزب الديمقراطي أدى الى تعزز غير مسبوق منذ سنين لوحشية الأنظمة العربية حولنا. بوش قضم منهم، عندما طلب الديمقراطية، وهذا كان خطأ، ولكن اوباما تركهم لحالهم - خطأ من الإتجاه المضاد، وهم يستغلون الفرصة. موجة قمع تجتاح الآن «الشرق الأوسط». اعتقالات، تعذيبات، تجاهل لنشطاء المعارضة، وسائل اعلام مهددة، سجون مليئة وكل هذا حصل لأنه لا توجد رعاية امريكية، لا توجد رقابة، وعلى ما يبدو لا يوجد اهتمام ايضاً. والى داخل هذا الفراغ تجتذب القوى السلبية، وهذه تتعزز وتستفز اكثر فاكثر.

وتحذير : من يفر من «الشرق الأوسط» سيكون مصيره ان يطارده «الشرق الأوسط».

- «يديعوت»


titre documents joints

Obama abandons Mideast | ynet news

12 آب (أغسطس) 2010
info document : HTML
41.6 كيلوبايت

By Guy Bechor



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2181610

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181610 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40