إحياء التاسعة والثلاثين ليوم الأرض : اشتباكات بالقدس ومسيرات بالضفة وزراعة زيتون بغزة ونشاطات ثقافية بالشتات

 يوم الارض بالارض المحتلة

شهدت الضفة الغربية المحتلة أمس الاثنين، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال خلال مسيرات بمناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض، فيما شددت الفصائل الفلسطينية على التمسك بالأرض والحقوق والثوابت والاستمرار في مقاومة الاستيطان والتهويد وملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية .

في مدينة نابلس أقيمت أمس مسيرة مركزية لإحياء «يوم الأرض» شارك فيها آلاف المواطنين يتقدمهم عدد من قادة الفصائل، قبل أن تتوجه إلى الحاجز العسكرية الإسرائيلي المقام على المدخل الجنوبي للمدينة حيث جرت مواجهات واسعة مع الجنود أصيب فيها 15 مواطناً بالغاز المسيل للدموع. كما جرت مسيرات مماثلة في مراكز المدن الرئيسة، وفي أراض مهددة بالمصادرة زرعت فيها أشجار الزيتون.

وقالت مصادر صحفية إن المتظاهرين قطعوا شارع رام الله في نابلس في محاولة لمنع المستوطنين وجنود الاحتلال من اقتحام المدينة، إلا أن الجنود أطلقوا الرصاص على المتظاهرين . وأضافت أن ما لا يقل عن 25 مواطناً أصيبوا بقمع قوات الاحتلال لمسيرات يوم الأرض في مناطق متفرقة من أنحاء الضفة الغربية .

كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة على المشاركين في مسيرة انطلقت في حوارة بنابلس، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم، بينهم عضو المجلس التشريعي وليد عساف .
وأصيب عدد من المتظاهرين بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة سلمية في قرية وادي فوكين، نظمتها اللجنة التنسيقية لمقاومة الاستيطان ومجلس قروي القرية . وقال نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت 13 مواطنا في قرية عبوين شمال رام الله، وسلمت أكثر من 14 آخرين بلاغات لمراجعة مخابراتها .

 القدس المحتلة

و في القدس أحيى المقدسيون الذكرى الـ39 ليوم الأرض في مظاهرة انطلقت الاثنين من باب العمود بالقدس المحتلة، وسط مشاركة رسمية وشعبية دعا إليها الحراك الشبابي الشعبي المقدسي، تحت شعار “سنشعل الأرض في يوم الأرض”.

وتجمع العشرات في مدرجات باب العمود وسط تواجد مكثف لجنود الاحتلال والقوات الخاصة التي فرقت المسيرة بعد انطلاقها لتجوب شوارع المدينة.

وأكد الحراك الشبابي المقدسي في بيان أصدره بمناسبة يوم الأرض على عروبة فلسطين وأهمية التوحد في الدفاع عن مدينة القدس المحتلة، والتصدي لمخططات الاحتلال ومجابهة الخدمة المدنية، فيما بارك البيان الحراك الشعبي في الشارع المقدسي بكل أحيائه.

هذا وكانت المصادمات قد استمرت طيلة اليوم في القدس المحتلة بعد أن أقدم العدو على مواجهة وقمع مسيرة في باب العامود بالقدس المحتلة والشوارع المحاذية مستخدما وحدات تدخل سريع في شرطة العدو الصهيوني محمولة وراجلة قبل أن تعود لتنفجر في أحياء القدس القديمة ليلا وقد تم التبليغ عن حالات اعتقال واصابات متعددة في صفوف شباب الحراك الشعبي الذي نظّم هذه المسيرات.

 بيانات للتيار والفصائل

وكان تيار المقاومة والتحرير قد أصدربيانافي يوم الأرض وزّعه الاعلام المركزي ونشرته الموقف أمس حمل عنوان «الرّد في فلسطين والنصر من فلسطين» جاء فيه (لقد انكشفت كلّ الأدوار على أنواعها وتفصيلاتها ولم يعد هناك من أقنعة ولا أغطية ومعها اتضحت الطريق وانقشع الضباب الذي فرضته بعض الألاعيب الصهيونية الأمبريالية خلال الفترة الماضية، وبات واضحاً جلياً أن مشاريع التمزيق التي دهمت الأرض العربية عبر شعارات مختلفة كان هدفها الوحيد هو اختراق الارض العربية من خلال تحطيم الانسان العربي وبعثرته على جملة عناوين وشعارات خادعة، والاستفادة من هذا الوضع في تحقيق الاجهاز الكامل على الأرض العربية في فلسطين) وحيّأ البيان صمود المقاومة الفلسطينية وشقيقاتها العربية والاسلامية في لبنان والعراق وافغانستان كما دعا إلى قطع الطريق على مشاريع التمزيق وذلك بالتوجه نحو المعركة الحقيقية في فلسطين كما دعا الى الانتفاضة من القدس (إن افتتاح مواجهة شاملة على أرض فلسطين هو الماء الذي سيطفئ حتما كلّ النيران المصطنعة في الجسد العربي والاسلامي والزاحفة إليه من الأبواب الخلفية، إن مصارعة رأس الأفعى الصهيونية في هذا الوقت بالذات وسحق كل الحواجز والمعيقات التي قد تحاول منع شعبنا البطل من انتفاضته وعلى أنواعها في فلسطين هو الرد الوحيد على كلّ هذه المسرحية الدموية المجانية والتي تكيل في بيدر العدو الصهيوني والعدو الامبريالي ما عجز عن تحقيقه بالميدان)
وختم البيان قائلا ( إنها لحظة المفصل التاريخي العظيم في تاريخ أمتنا ومستقبلها المشرق، إلى الفداء وإلى مقارعة العدو، وليخسأ المهزومون والخونة والمراهقون والمتعايشون مع سافك دم شعبنا وسالب أرضه وحريته، الذين بلغ بهم وحل الخيانة التحريض على دماء شعبهم.)

من جانبها، أكدت الفصائل الفلسطينية تمسكها بالأرض والثوابت الوطنية والوقوف في وجه الاحتلال والاستيطان والتهويد، وطالبت بمحاكمة قادة “إسرائيل” كمجرمي حرب وتفعيل المقاومة لإنهاء الاحتلال .
ففي الضفة الغربية، أكدت القوى الفلسطينية استمرار التمسك بالمقاومة والدفاع عن الأرض أمام الاستيطان الاستعماري ونهب الأراضي والجدار العنصري .

وشددت في بيان عقب اجتماعها في رام الله على تمسك الشعب الفلسطيني بالأرض وحقوقه المتمثلة بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

وأكدت على التمسك الحازم باستراتيجية مقاطعة الاحتلال وفرض العزلة عليه ومحاكمته على جرائمه المستمرة مع تقديم ملفات محاكمة الاحتلال في الشهر القادم إلى المحكمة الجنائية الدولية وخاصة ملف الاستيطان والحرب على القطاع .

 يوم الارض بغزة

وفي غزة، نظمت القوى الفلسطينية مسيرة مشتركة إحياء للذكرى ال39 ليوم الأرض بمشاركة قادة وممثلين عن الفصائل الفلسطينية . ورفع المشاركون في المسيرة التي انطلقت من مفترق السرايا وحتى ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، لافتات تؤكد تمسكهم بالأرض وعدم المساومة عليها .

وأكدت القوى الوطنية في بيان ضرورة طرد الاحتلال وملاحقته في المحافل الدولية وتقديم قادته للمحاكمة، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل لوقف جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني .

وفي محافظة خان يونس بجنوب قطاع غزة شارك المركز السعودي للثقافة والتراث بالتعاون منتدى الفن التشكيلي تظاهرة فنية لإحياء يوم الأرض، تحت عنوان «باقون صامدون كالجبال » على ركام بيوت بلدتي خزاعة وعبسان اللتين تعرضتا للتدمير في الحرب الأخيرة.

وقال رئيس المركز د. جمال أبو ظريفة إن التظاهرة الفنية تعكس موضوعا أثيرا لدى الفنانين التشكيليين الفلسطينيين وهو نضال الشعب الفلسطيني ورغبته بالعودة وكفاحه الدائم ضد الاحتلال الجائر كما يتضمن ترسيخا وتأصيلا لهذا الاحتفال الذي يقوم به التشكيليون الفلسطينيون كل عام.

 في «فلسطين الام» المحتلة

وخرجت الجماهير العربية أمس في الداخل في مسيرتين مركزيتين، واحدة في دير حنا والثانية في النقب؛ لإحياء ذكرى يوم الأرض والمطالبة بحقوق الجماهير العربية. كذلك جرت مسيرات محلية في البلدات التي سقط فيها الشهداء في يوم الأرض ووضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء. وفي الضفة الغربية وقطاع غزة ومواقع الشتات الفلسطيني أقيمت تظاهرات وفعاليات مختلفة لإحياء يوم الأرض الخالد، حيث أعلن المشاركون تمسك الشعب الفلسطيني، ورفضهم للاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال.

 في الشتات الفلسطيني

في لبنان حملت فعاليات يوم الأرض لهذا العام مجموعة من النشاطات قامت عليها العديد من المؤسسات الفلسطينية داخل المخيمات، تنوعت بين محاضرات التوعية والتعريف بالذكرى، إلى جانب معارض وتجمعات وملصقات وأمسيات زجلية وتراثية فنية، وثقت لمرحلة الحدث وأكدت على حق الفلسطيني بتقرير مصيره وأرضه.وعمت الفعاليات والنشاطات مختلف جغرافيا الوجود الفلسطيني في لبنان، بدءا من مخيمات طرابلس والشمال، مرورا ببيروت، وليس انتهاء بمخيمات الجنوب والبقاع.

 في تونس

على طول شارع محمد الخامس في العاصمة التونسية، تمازجت الكثير من الأعلام، غالبيتها تعود للمغرب والجزائر وتونس، وعروس المسيرة التي هتف الجميع باسمها: فلسطين الحرة الأبية الصامدة في وجه العدوان الإسرائيلي. هكذا اختار المشاركون في المنتدى الاجتماعي العالمي اختتام وجودهم في تونس بالاحتفال بيوم الأرض الفلسطيني الذي يصادف الثلاثين من مارس من كل سنة.

فعاليات مغربية كثيرة شاركت في هذه المسيرة، جنبًا إلى جنب مع فعاليات تونسية وجزائرية، بينما كان حضور بقية الدول العربية والأجنبية الأخرى قليلًا، إلّا من بعض الأفراد المنتمين الذين تتوزع جنسياتهم على الكثير من الدول. وقد كانت النقطة المضيئة في مسيرة اليوم، هي ذلك التقارب الحاصل بين المشاركين المغاربة والجزائريين، إذ التقت أعلام الدولتين في مشاهد أخوية متعددة، بعيدًا عن الاحتكاكات والاشتباكات اللفظية التي تكرّرت بين الطرفين في المنتدى خلال الأيام الماضية.